قال اللواء احتياط ايلي زاعيرا، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973، إن القرار المصري بشن الحرب كان مفاجئًا للأوساط العسكرية والاستخبارية في إسرائيل، ما أدى إلى هزيمة الدولة العبرية في تلك الحرب. وأضاف زاعيرا في مقابلة له مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "كنا نعتقد في المخابرات العسكرية أن المصريين، حتى إذا أرادوا الوصول إلى عمق شبه جزيرة سيناء، فإنهم لن يتمكنوا من ذلك، وللأسف وصلتنا خطط المصريين، لكن ما لم نكن نعرفه أن هذه الخطط قد تكون أكاذيب". وتابع: "لم تصدق رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير تصريحات المسئولين المصريين عن ضرورة إسقاط خط بارليف وعبور قناة السويس"، معترفًا بأنه لم يحاول إثناءها عن أفكارها تلك وعدم تصديقها لرغبة المصريين في نشوب الحرب. واستدرك "كنت أشارك في جلسات المناقشات وأسمع تفاهات جولدا ووزير الدفاع موشي ديان فيما يتعلق بالعرب، ولم أكن أستطيع أن أقول لهم (ما تتحدثون فيه ليس إلا تفاهات)، هذا أمر غير مقبول أن يقوم رئيس المخابرات العسكرية بتصحيح أخطاء رئيسة الحكومة". واستطرد زاعيرا قائلاً: "أنا أعرف اليوم أننا لم نفهم العرب مطلقًا، قبل الحرب زار إسرائيل أكثر الخبراء في شئون البلاد العربية، البرفيسور برنارد لويس، جلس معي في مكتبي وقال لي "لقد جئت من مصر، الوضع هناك فظيع، المصريون غير مستعدون لشن الحرب"، إذا أردنا أن نفهم العرب جيدًا علينا أن نلحق أحد البرلمانيين العرب في الكنيست بقسم الأبحاث في المخابرات الحربية الإسرائيلية". وقال "لنفترض أنني أبلغت القيادات بأن هناك احتمالاً كبيرًا في نشوب الحرب، وتم استدعاء الاحتياطي، وفي النهاية لم تندلع الحرب، ساعتها كانت تل أبيب ستشكل لجنة، وهذه اللجنة كانت ستتهمني بالغباء، وتقول لي: "زاعيرا كان هناك 100 خبر عن نشوب الحرب، وفي المقابل 2000 خبر عن عدم نشوبها، فلماذا تمسكت بال100؟".