للتوبة اوقات تتجلي فيها وللقبول مؤهلات ترفع الاعمال الطيبة الي باريها . في رواية الترمذي وأبي داود: عَنه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. صحيح سنن الترمذي و بن ماجه ، والتوبة هي قمة الاعمال الصالحة و تتجلي في افضل ايام الدنيا عشر ذي الحجة ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا أيام العشر. صحيح الجامع الصغير، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : الذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه, وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج, ولا يتأتى ذلك في غيره ، الحج موسم والصوم موسم والعسر كذلك موسم ومهرجان للتوبة كيف ؟ تجد في اشد اللحظات وفي احرج الاوقات وفي أصعب المواقف يقبل الله المخلصين ويتوب الله علي المقبلين " لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " ( التوبة :117) مع الصالحين وفي البلا ء المبين يجتاز المؤمنون ساعات العسرة بفضل من الله عظيم ، وإرادة التطهير هي الطريق الممهد للتوبة عند الأخيار، والسبيل الميسر للأوبة امام الأطهار، أمل في صدر الأحرار يدور مع الليل والنهار ، فيتحولون من ذل المعصية إلى عز الطاعة، وينتقلون من غواية الشيطان إلى هداية الرحمن، ويرحلون من نيران العصيان إلى بستان الإيمان....تضيق الارض لكن الامل لايضيق ، وتضيق النفس لكن الاخلاص لا ينتهي وتضيق الحياة لكن اللجوء إلي الله لاينقضي . .!! " وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم "(التوبة :118) والذين لا يتخلفون عن الحق ولا يغيرون الحقيقة ولا يطمسون الحقوق ولا يرغبون بانفسهم عن الدين لاتضيع عليهم ذرات العمل ولا آهات الجهد ولاشئ من الاجر ولا قليل من النفقة ... كيف ؟ " مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا نْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "( التوبة 121 120- الاوقات الي عندها مهرجان التوبة تجدها في ليلة القدر وفي يومي عرفة و النحر وفي وقت السحر ومع نزول المطر و ليلة النصف من شعبان ، والتوبة مشروطة بالندم والاعتراف بالذنب وعدم الاصرار واداء الحقوق لاصحابها ، وقد يفتح الله للعبد باب العمل ويغلق عليه باب القبول لذلك كان القبول دعوة إبراهم وإسماعيل وهما يرفعان قواعد البيت للعاكفين والركع السجود " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "( البقرة: ت127) وكان دعوة امرأة عمران وهي تنذر لله ما في بطنها محررا من كل شائبة مصحوبة بالاخلاص والاقدام " إذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "(آل عمران:35) كانت النتيجة قبول طيب وإنبات حسن ورزق أوسع بغير حساب " فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "(آل عمران:36) لكن العصاة المصرين علي الكفر والعياذ بالله لا يقبلون وانما يطردون " إنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ "(آل عمران:90) حتي ولو افتدوا بكل ما يملكون فلن يجدي معهم شيء " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "( المائدة:26) وغيرهم من المنافقين كذلك " قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ "( التوبة:53) وسواهم من الكسالي والبخلاء " وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ "( التوبة:54) يتقدمون في المرض ويسسرحون في الرجس ويموتون وهم كفار ..!! وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ "( التوبة : 125) ُأما وعد الله مع المتقين في محفل اوبتهم ومهرجان توبتهم فشأن آخر " أوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ "(الأحقاف) ، في موسم الحج يعود الحاج متجردا من ذنوبه كيوم ولدته امه ، يقول المصطفي عليه الصلاة والسلام : من حج فلم يرفث او يفسق رجع كيوم ولدته امه ، اللهم اقبل توبتنا واغسل حوبتنا واجعلنا من المتقين الابرار والمصطفين الاخيار ...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.