«لكل داء دواء يستطب به.... إلا الحماقة أعيت من يداويها». يقول ابن الأعرابي: «الحماقة مأخوذة من حمقت السوق، أي كسدت، فكأن من يوصف بها كاسد العقل والرأي لا يشاور، وسمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته». فالأحمق يجمع بين الغباء والغلظة والغرور وسوء التصرف وعدم الاحترام وضياع الهيبة بين الناس. بالأمس، وفي مقال «رحلة إلى نيويورك»، انتقدت ذهاب وفد ضخم يضم رجال أعمال وإعلاميين، لمؤازرة الوفد الرسمي المصري، والرئيس عبدالفتاح السيسي المشاركين في اجتماعات الاممالمتحدة، وطرحت التساؤلات التي انتشرت على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لخصها الزميل والأديب الإعلامي د.ياسر ثابت، وختمت مقالي بأن «دعنا ننتظر ونشاهد ونتعلم»،.. وكنت أعلم ان مقالي سيغضب العديد من الزملاء، ومن بينهم أصدقاء!.. .. لكنني اكتشفت ان مقالي المتواضع وتساؤلات د.ياسر المبررة، يعتبران بلسما.. مقارنة بحملة البذاءة، والسباب والإسفاف و«الحماقة» التي قوبل بها الزملاء الإعلاميون حال وصولهم إلى نيويورك، سواء من أعضاء جماعة «الإخوان» ومؤيديهم، او من مواقعهم وإعلامييهم!!. ما هذا الكم من السباب والبذاءة والشتائم الذي تفجر من أفواه المستقبلين؟.. وكيف يسمح «رب أسرة» يصطحب أطفاله «لاستقبال» الاعلاميين على ابواب مطار كيندي بأن يسمع الاطفال اباهم.. بل وأمهم وهما يشتمان بالعربية والانجليزية، بألفاظ يعاقب عليها القانون؟.. ولا يصح ان يتعلمها الاطفال من اهليهم!!. .. لن اقول انكم بفعتلكم هذه شوهتم صورة مصر.. فأنا وانتم نعلم ان مفهوم «الوطن» لديكم غير موجود اصلا!!. .. ولن أشرح لكم انكم بشتائمكم.. والفاظكم الخارجة ومقاطع الفيديو «القبيحة» التي تضعونها «بفخر» على مواقعكم، تفتقدون اي احتمال للتعاطف معكم، وتسيئون ايما اساءة لقضيتكم.. إذا كان لكم قضية .. لكن ما فعلتموه للأسف أساء إلى سلوك المسلم أمام كل من رآكم، فمن سمع المرأة المحجبة وهي تسب إعلامياً مصرياً بأقذع الألفاظ، وتسحب بيدها طفلاً لا يتجاوز العاشرة، من يسمعها لا يمكن أن يقتنع بحال من الأحوال أن المسلم ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء! .. وهذا المذيع الآبق، أبيض الشعر أسود القلب من أين أتى بكل هذه الشتائم، والتلميحات المبتذلة.. القديمة.. والمسروقة من زملائه.. غير عابئ «باحتمالية» أن يكون هناك «قلة محترمة» بين جمهوره؟ .. حقيقة.. فجعت في المستوى المنحط للتعبير عن الرأي الذي يسيء لصورة «المسلم» قبل أي شيء آخر، .. وصدمت من أسلوب الاعتراض الفج الذي بلغ حد الشتائم والسباب، .. كنت أتمنى لو تصرف «المعترضون» على مشاركة مصر في اجتماعات الأممالمتحدة بشكل حضاري، ووقفوا أمام المقر رافعين من اللافتات ومرددين من الهتافات ما يشاؤون.. بدلاً من هذا الاسلوب «الهمجي» المرفوض الذي أساء للجميع، وانتهى بأن قبضت الشرطة الأمريكية على 9 منهم. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66