انقطع، مساء السبت، بث التلفزيون الرسمي اليمني، فيما سيطر مسلحون حوثيون على مقره بالعاصمة صنعاء، بحسب شهود عيان. وفي وقت سابق اليوم، قال التلفزيون الرسمي إن "مسلحي جماعة الحوثي عاودوا قصفهم العنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة لمقر التلفزيون"، وذلك لليوم الثالث على التوالي. كما ذكر أن "عددا من موظفي قناة اليمن الفضائية أصيبوا في هجوم لمسلحين حوثيين على مقر القناة". وأكد أن "المسلحين الحوثيين قاموا باحتجاز سيارات إسعاف في المداخل المؤدية لمقر التلفزيون". وفي وقت سابق من اليوم تصاعدت "أعمدة الدخان بشكل كثيف من مقر التلفزيون الرسمي جراء احتراقه بسبب قصف المسلحين الحوثيين"، غير أن الحريق كان جزئيا ولم يتسبب في توقف بث التلفزيون. وناشد عاملون بالتلفزيون وزير الدفاع محمد ناصر أحمد سرعة إرسال تعزيزات عسكرية إلى مقر التلفزيون؛ حفاظا على سلامة المتواجدين فيه، بحسب خبر عاجل بثه التلفزيون. وطوال الثلاثة أيام الماضية، لم يصدر عن جماعة الحوثي، كالعادة، أي رد على تلك الاتهامات. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر دعا، أمس الجمعة، في تصريحات له، جميع الأطراف إلى "وقف جميع أعمال العنف فورا في العاصمة صنعاء"، وحثهم على "التصرف بحكمة وبما يحقق مصلحة البلاد العليا". وتحدث بعد عودته من محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي، التي تباحث فيها للمرة الثالثة خلال ثلاثة أيام، مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، أنه حاول "جسر الهوة بين مختلف الأطراف، واتفقنا على مجموعة نقاط تؤسس لاتفاق بين الأطراف المعنية ليكون مبنيا على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". وتابع بقوله: "بعد انتهاء المحادثات في وقت متأخر من ليل الخميس وجدت أن الوضع في صنعاء تدهور، ويؤسفني جدا وقوع هذه التطورات واستخدام السلاح في وقت نحاول بذل أقصى جهدنا من أجل التوصل لحل سلمي للأزمة". وبحسب وكالة سبأ اليمنية الرسمية، وخلال لقائه، أمس الجمعة، سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، أشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى أن هناك "محاولات تصعيدية وانقلابية لإسقاط الدولة، وهو ما اتضح جلياً من خلال التصعيد الأخير"، في إشارة إلى محاولة الحوثيين اقتحام مبنى التلفزيون واستهداف عدد من المنشآت والنقاط الأمنية. ومنذ أسابيع، تنظم جماعة "الحوثي" احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء، وبالقرب من مقار وزارات في وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها الرئيس منصور هادي وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة، نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشتراطهم تنفيذها قبل إنهاء الاحتجاجات. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب بين الجماعة المتمركزة في صعدة، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.