أجاب الدكتور محمد محسوب - وزير الشؤون القانونية والنيابية الاسبق - عن سؤال بعض النشطاء عن أسرار الإفراج عن علاء عبد الفتاح برغم الاستمرار في اعتقال محمد سلطان حتى اوشك علي الموت . ولفت "محسوب" انها ليست حنو من النظام علي "عبد الفتاح" لكنها لعبة للإيقاع بين الثوار وبعضهم قائلاً: محمد سلطان وعلاء عبد الفتاح.. الثورات لا تميّز بين أبنائها مهما اختلفت رؤاهم بل وتعددت أخطاؤهم، أما الطغاة فيحترفون استغلال أخطاء الثورات لتجذير انقسام ابنائها.. ألم نتعلم من 11 فبراير كيف قسمونا لنصفين ؛ ثمّ في 19 مارس فرضوا علينا أن نختلف على الوهم "أولا".. ثم تتابعت الأحداث ليزيدوا تقسيمنا حتى أصبحت الثورة كقطعة اللحم المفتت لا يتماسك منها جزءان.. وعندما حانت لحظة الانقلاب واستعادة نظام مبارك لم يكن قد بقى من ثورة يناير سوى 1000 لسان ينطق باسمها نصفهم ينتمون إليها لكن لكل منهم لغة مختلفة عن الآخر ، ونصفهم من نظام مبارك يلبس جلد الثور(ة) حتى يتخلص ممن بقي من أبنائها ثم يلقي جلدها.. واليوم ، نظامهم القمعي يميّز في المعاملة بين معتقل منا ومعتقل منا ، ويميّز بين محتج ومجتج ، ويميّز بين أمعاء خاوية وأخرى أكثر خواء ، ويميز بين شهيد وشهيد.. ساذج من يعتقد أنه يفعل هذا لأنه أكثر رحمة بنوع منا أكثر من الآخر.. أو لأنه يقبل أن يتعايش مع فصيل انتمى يوما للثورة دون الآخر .. أو أنه يحمل بعض الود للبعض دون الآخر.. هو يفعل ذلك فقط للحفاظ علينا منقسمين حتى نتلاشى في ظُلمة قمعهم.. وأكثر سذاجة من يقع في شباكهم بعد كل هذه التجارب.. سواء من يفرح بمجازر واعتقلات تجري ضد فصائل لا ينتمي إليها، أو من يعلق على كل إفراج لبعض من الثوار بأنه إنما لأنهم أقرب للنظام القمعي أو طرف في صفقة أو من يعتقد أن مصريا أحق من مصري آخر بالحرية.. الحرية هي حقنا جميعا.. لا تمايز فيها بين مصري ومصري مهما اختلفت ألواننا أو أصولنا أو دينيا أو معتقدنا الفكري... وأضاف: ألا نتذكر معا معاركنا خلال الدستور حول مادة تحريم التمييز بين المصريين؟! لم تكن أحبارا نهرقها على أوراق.. إنما معانٍ علينا أن نتمثلها في حياتنا.. نظام القمع الذي يقتل المصريين ويقيد حرياتهم ويبدد ثرواتهم هو نظام تميزي بطبعه.. ألم تر كيف يميز بين ابن عامل النظافة وابن الباشا أمام وظيفة وكيل النيابة.. ألم تقتنع خلال عشرات السنين أنه يحتقر غالبيتنا لأننا أبناء فلاحين أو بقالين أو حراس عقار أو عامل بسيط..؟! هؤلاء نموا على التقسيم والتمييز ويعيشون عليه ولن يفرطوا فيه... ولعبتهم هي أن يجذروا التمييز بيننا لتفريقنا كما يمارسونه كل يوم على كل الشعب المصري.. كيف نميّز نحن بين علاء عبد الفتاح ومحمد سلطان.. مهما ميزوا هم بينهما أو بين إخوانهما الذين يملأون المعتقلات والمشافي؟! كلا منهما مثال لفكر ونموذج لجزء من شعبنا.. بما اجتهد وبما أصاب وبما أخطأ.. بالنسبة لنا لن يفقد أي منهما مصريته ولا إنسانيته ولا حقه في الحرية وحقه في الاجتهاد وحقه في أن يصيب ويخطئ ويعود ويعاند.. "لا يُلدغ من جحر مرتين".. كيف ومنا من يُلدغ من نفس جحر الظالمين عشرات المرات في الربيع والخريف.. ثم ينتظر الشتاء ليُلدغ من جديد..!!