روبيو يكشف ملامح السياسة الخارجية المقبلة لواشنطن: ما وقع في غزة كان من أكبر التحديات .. لا يمكن لحماس أن تبقى في موقع يهدد إسرائيل..الحرب الروسية الأوكرانية ليست حربنا    وزير الخارجية الأمريكي: لن نفرض على أوكرانيا اتفاقا بشأن إنهاء الحرب    علي ناصر محمد: الاتحاد السوفيتي تدخل في الشأن اليمني الجنوبي واستهدف سياساتي الإقليمية    كأس عاصمة مصر – بتروجت يتصدر بانتصار على الإسماعيلي.. وفاركو يعود ب 3 نقاط من المحلة    غدا، محاكمة 11 متهما بخلية داعش الهرم    مصر تستعيد عرش التلاوة.. كيف نجح «دولة التلاوة» في صناعة جيل قرآني "عابر للقارات"؟    ندوة نقدية بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير حول تجارب الأفلام المشاركة    أول "نعش مستور" في الإسلام.. كريمة يكشف عن وصية السيدة فاطمة الزهراء قبل موتها    الأطباء: حادث استشهاد طبيب قنا يفرض تساؤلات مُلحة حول تأمين القوافل الطبية.. الإجراءات الشكلية لا تكفي    رئيس الطائفة الإنجيلية ومحافظ أسيوط يبحثان تعزيز التعاون    لافروف: المحادثات الأمريكية الروسية لا تحتاج إلى مساعدة أوروبا    انخفاض درجات الحرارة وشبورة كثيفة على الطرق.. "الأرصاد" تُحذر من طقس الساعات المقبلة    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بالسوق السوداء بقيمة 4 ملايين جنيه    رئيس هيئة الرعاية الصحية يشهد ختام مشروع منحة FEXTE الفرنسية لتعزيز منظومة التأمين الصحي الشامل    مدبولي: برنامج مصر مع صندوق النقد وطني بالكامل وصيغ بإرادة الدولة    وزيرتا التخطيط والتنمية المحلية تفتتحان حديقة مدينة ناصر العامة في سوهاج    الداخلية تضبط 3 سيدات بالإسكندرية للإعلان عن أعمال منافية للآداب    شراكة استراتيجية بين طلعت مصطفى وماجد الفطيم لافتتاح أحدث فروع كارفور في سيليا    تركيا ترحب برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بموجب قانون قيصر    اليوم.. ريم بسيوني تكشف أسرار تحويل التاريخ إلى أدب في جيزويت الإسكندرية    مصر تستضيف وفدا رفيع المستوى من منظمات الطيران المدني الدولية.. وإطار تعاون لتعزيز الشراكات وبناء القدرات    جوارديولا يحسم الجدل حول مستقبله مع مانشستر سيتي    الداخلية تنظم ندوة حول الدور التكاملي لمؤسسات الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث    حقيقة انتشار الأوبئة في المدارس؟.. مستشار الرئيس يُجيب    الصحة: إرسال قافلة طبية في التخصصات النادرة وكميات من الأدوية والمستلزمات للأشقاء بالسودان    شاب من مركز "قوص بقنا" يُعلن اعتناقه الإسلام: "قراري نابع من قناعة تامة وأشعر براحة لم أعرفها من قبل"    محافظ المنيا يعلن افتتاح 4 مساجد في 4 مراكز ضمن خطة وزارة الأوقاف لتطوير بيوت الله    لافروف مشيدا بمصر: زيادة التبادل التجاري وتعاون استراتيجي في قناة السويس    تحرش لفظي بإعلامية يتسبب في وقوع حادث تصادم بالطريق الصحراوي في الجيزة    تحذيرات أمريكية من شبكة تطرف على الإنترنت تستغل المراهقين    لقاء السحاب بين أم كلثوم وعبد الوهاب فى الأوبرا    المهندس أشرف الجزايرلي: 12 مليار دولار صادرات أغذية متوقعة بنهاية 2025    اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية لنادي الجزيرة    لقاء أدبي بفرع ثقافة الإسماعيلية حول أسس كتابة القصة القصيرة    وائل كفوري يمر بلحظات رعب بعد عطل مفاجى في طائرته    10 يناير موعد الإعلان عن نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025    انطلاق مبادرة لياقة بدنية في مراكز شباب دمياط    جامعة عين شمس تواصل دعم الصناعة الوطنية من خلال معرض الشركات المصرية    عماد أبو غازي: «أرشيف الظل» ضرورة بحثية فرضتها قيود الوثائق الرسمية.. واستضافة الشيخ إمام في آداب القاهرة 1968 غيرت مساره الجماهيري    النتائج المبدئية للحصر العددي لأصوات الناخبين في جولة الإعادة بدوائر كفر الشيخ الأربعة    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابه    فضل قراءة سورة الكهف.....لا تتركها يوم الجمعه وستنعم بالبركات    حملات أمنية مكبرة تضبط 340 قضية مخدرات وتنفذ قرابة 60 ألف حكم خلال 24 ساعة    ضبط 20 متهمًا أثاروا الشغب بعد إعلان نتيجة الانتخابات بالإسماعيلية    "المفوضية الأوروبية" تقرر خفض فحوصات الموالح المصرية إلى 10% بدلًا من 20%    اليوم.. الأهلي يواجه الجزيرة في دوري سيدات اليد    زراعة سوهاج: حملة إزالة فورية للمخلفات الزراعية بقرية الطليحات لمركز جهينة    تعرف على مسرحيات مبادرة "100 ليلة عرض" في الإسكندرية    أطعمة تقوي المناعة.. كيف يساعد الغذاء الجسم على مواجهة الإنفلونزا؟    موعد مباريات المجموعة الأولى بأمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    كأس عاصمة مصر.. الإسماعيلي يتحدى بتروجت بحثًا عن الفوز الأول    الدفاع الروسية: قواتنا سيطرت على 4 بلدات أوكرانية خلال الأيام الماضية    مصرع عامل وإصابة شاب فى حادثين بالجيزة    وزيرتا التخطيط والتنمية المحلية ومحافظ قنا يشهدون احتفالية بقصر الثقافة    أبو الغيط يرحب بانتخاب برهم صالح مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة    جامعة السوربون تكرم الدكتور الخشت بعد محاضرة تعيد فتح سؤال العقل والعلم    المنتخب يخوض أولى تدريباته بمدينة أكادير المغربية استعدادا لأمم إفريقيا    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المصريون" ترصد 100 يوم على حكم المشير
نشر في المصريون يوم 16 - 09 - 2014

المصالحة حبر على ورق.. رفع للدعم وارتفاع جنوني للأسعار.. كهرباء تأتى بالصدفة..عودة للحقبة الساداتية.. وقناة السويس محاولة للتجمل

...."وكأن شيئًا لم يكن" وربما زاد الوضع سوءًا بعد مرور ما يقرب من مائة يوم على حكم أول رئيس جاء بعد 30 يونيو وعزل الرئيس مرسى، مصر السيسى صاحبة التأييد الشعبى والإعلام الجارف خيبت مؤيدى المشير داخليًا، وخارجيًا وظهر حائرًا بين موقف من تنظيم حديث النشأة يستبيح الدماء بحجة الدفاع عن الدين، إلى حرب علنية على حدودنا الشرقية فضلت مصر فيها الصمت، وحرب غربًا تبعد كيلو مترات ليس أكثر، لتتقوقع بعد ذلك فى داخل مدجج بارتفاع فى الأسعار، والمصالحة مع الإخوان، وكهرباء، مصاحبة لها وضع السيسى فيها لمساته.
وإذ يسألونك عن مصر قل قلبها على الحدود
فى القلب منها العاصمة والعاصمة هى القلب، وكما أن للدول قلوب مثلنا لكنها مختلفة عنا، فيتغير مركز نبضها وفقًا لزمان وظروف وقلاقل تلوح فى الأفق، ولكن يبدو أن القلاقل تلك فى الحالة المصرية لم تكتف باللوح فقط بل راحت تغيم وتغيم إلى أن أوشكت على السقوط فوق رأس الدولة المصرية، أو على الأقل قررت أن تشكل حالة رعب تزيد من عكارة الأيام التى اعتادها المواطن عكارة أخرى.
فيكفى أن تكون فى مصر لتسمع لخبر داعشى يذبح صحفى على بعد أميال منك لتتمنى أن تزيد تلك الأميال أميالًا جديدة لتنىء بنفسك وعائلتك عن هذا الخطر، ولكن إلى أين تبعد وأنت كلما بعدت عن الشرق تقترب غربًا من خطر صراع قائم بين قوات حفترية وقوات أخرى ترفع من تحرير ليبيا شعارًا، وهنا تقرر النزول نحو الجنوب وإلا أمامك البحر شمالاً، لتطالع أشكال من الأخبار عن أزمة حوض النيل والدول الإفريقية مع القاهرة، لتخلص أنك محاصر وعليك أن تتعامل بحظر داخل حدود دولتك.
مصر وليبيا.. هل سار السيسى على خطى السادات؟
طالما ما أخذه الإعلام إلى منطقة ظل حقبة الستينيات، يحللون للرئيس حتى حركات يده، تعبيرات وجهه ليضعوها بالجوار لصورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويقولون لك: "أنظر كم هما توأمان سياسيًا؟!" لتحاول أن ترصد قرارًا للرئيس محاولاً أن تخرج بوجه الشبه الذى طالما قالوا عنه، وهنا تطالعك تأكيدات من واشنطن أن القاهرة والإمارات تعاونا على توجيه ضربه عسكرية لكتائب ثوار ليبيا، ويعود بك الزمن لحقبة قديمة -السبيعينيات- بساداتها الذى اجتاح الأراضى الليبية وليس الستينييات بناصريتها. وهنا تسأل إيهما يشبه السيسى السادات أم ناصر؟
وما أن تمر بضعة أيام ليخرج المسئولين الأمريكان وينفوا ما نشر عن الحركة العسكرية المصرية الإماراتية، يعقبه إشادة من الخارجية المصرية بهذا التراجع، مشددة على عدم التدخل المصرى فى ليبيا. ولكن مرحلة الشد والجذب تلك صاحبتها ما يشبه بمحاولة جس النبض فى الداخل المصرى من خلال تمهيد السيد عمرو موسي، الذى بشر باحتمال التدخل المصرى فى ليبيا بدعوى حماية مصر غربًا.
غزة التى فى خاطر مصر وخارج نبضها
كما قال العلامة المصرى جمال حمدان، "طالما فلسطين محتلة فمصر غير مستقلة"، عملة واحدة بوجهين مختلفين، ربما يتباعدان نسبيًا، قد تتزايد المسافات بينهما أحيانا، ولكنهم أبدًا لن ينفضلا، يختلفان فى المواقف وتبقى القاعدة ثابتة، تتكرر الاعتداءات هناك على الضفة المقابلة للقاهرة "فلسطين" لتختلف الردود المصرية عليها مع اختلافات توجهات النظام الحاكم لها. وبعد مرور المائة يوم الأولى على حكم الرئيس الجديد، تحالفت كل الأمور يبدو على أن تظهر موقفه من القضية الفلسطينية، بشكل لا يحتاج إلى تشكيك ولا تأويل، سريعًا لتبطل حجة" اديلوا فرصة"، ففى حين اندلعت الحرب على قطاع غزة، وتساقط الشهداء من الفلسطينيين، ظلت مصر متمسكة بغلق معبر رفح، تقام الهدن وتبقى القاهرة على موقف الحياد، متصورة أن الحرب هناك على بعد ساعات من القاهرة على حركة حماس المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين وليس على الفلسطينيين.
ويحلل الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام، موقف القاهرة من غزة والقضية الفلسطينية عمومًا بأن مصر لا تملك فى يدها أى أوراق للضغط على تل أبيب لإرجاعها عن أى اعتداءات على الشعب الفلسطيني، موضحًا أن معاهدة السلام تجبر مصر على السكوت فى مواجهة الاعتداءات.
داعش .. السيسى: إما أنا أو سوريا والعراق
"أما أنا أو...." يبدو أنه بات أسلوب حياة لأنظمة تحكم مصر وليس قصرًا على الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك الذى خيرنا بينه وبين الفوضى، ليأتى من بعده حكام آخرون لهم نفس الأسلوب فى التخير، وآخرهم كان السيسى الذى ربط وجوده بفزاعة تكرار المشهد السورى والعراقى فى مصر، ليقولون لك مع كل انتقاد يوجه له "مش أحسن ما نبقى زى سوريا والعراق".
وباعتبار أن داعش بالنسبة للنظام فى مصر فزاعة، فيحكم الموقف من هذا المعيار، حيث تتزايد ترجيحات بدخول مصر حلف محاربة التنظيم الجديد على المنطقة، فيما لم يظهر حتى الآن موقف كامل نقول به إن هذا موقف القاهرة من تنظيم الدولة.
السيسى يبدأ بروسيا والسعودية وفى طريقه لأمريكا
دائمًا ما تكون أمريكا هى أول المحطات التى يذهب إليها من يتولى رئاسة مصر لتوطيد العلاقات بين البلدين خاصة من الناحية الاقتصادية ولكن كان للرئيس السيسى رأى آخر حيث أخد من روسيا أولى محطاته الخارجية بشهر أغسطس الماضى بعد شهرين تقريباً من الرئاسة والتى اعتبرتها أمريكا بمثابة تهدياً بسيطاً لها وكان هدف الزيارة فى الأساس معرفة مدى ضرورة الاقتصاد وتطوير الجيشين الروسى و المصرى و تنميته والتعاون الفعلى بين الدولتين, وبعد أسبوعين تقريباً قرر السيسى السفر إلى المملكة العربية السعودية لبحث سبل التعاون بين البلدين وبحث ما تمر به الدول العربية فى الآونه الأخيرة باعتبار أن مصر والسعودية قلب العرب، بالإضافة إلى شكرها على موقفاها تجاه رغبة الشعب المصرى فى الإطاحة بنظامى مبارك ومرسي.
وكشفت رئاسة الجمهورية عن مشاركة الرئيس السيسى فى فعاليات الدورة 69 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فضلاً عن مؤتمر قمة المناخ 2014 بنيويورك خلال الفترة من 21 إلى 25 سبتمبر لتكون الزيارة الأولى للرئيس السيسى لأمريكا وفى إطار تعامل الرئيس عبد الفتاح السيسى مع العلاقات الخارجية بالدول أوضح يحيى قدرى النائب الأول لحزب الحركة الوطنية المصرى، أن السيسى استطاع أن يفرض سيطرته على العالم الخارجى وأعاد لمصر هيبتها وسط الدول الأجنبية قبل العربية خاصة بعد العلاقات التى يراعها مع الدولة الروسية فى التعاون فيما بين البلدين، مضيفاً أن السيسى قادر على التصدى للمؤامرات التى تحيط بالدولة المصرية خاصة رغبة بعض الدول فى تقسيمها كما حدث فى العراق و اليمن وليبيا
مائة يوم من حكم الجنرال تلوح بانتهاء حلم 80 عامًا
ربما لا تفرق مائة يوم فى عمر جماعة تخطط لثمانين عامًا، ولكن أن تكون تلك المائة هم عمر نظام أخذ من معاداة الجماعة منهجًا ومن محاربة وجودها مبررًا لوجوده، تبقى المائة يوم هذه من أصعب الفترات التى مرت، بل تهدد ما فات من مراحلها. وتقسمت تلك المائة بين تهديد ووعيد يقابله التحذير والترهيب، ومن خلفها تكمن مفاوضات ومشاورات لاقت جميعها الفشل، وكان آخرها مبادرة محمد العمدة، النائب البرلمانى السابق، التى لم تجد صد لها حتى الآن.
وكما أن بداية الغيث قطرة فبداية التصالح مبادرة، وهذا ما قاله الدكتور كمال حبيب، خبير شئون الحركات الإسلامية، من أن المبادة تعكس نوعًا من التوتر والقلق الذى يشق صف جماعة الإخوان وحلفاءها فى ظل يقين يترسخ تدريجيًا بأن الاستراتيجة التى اتبعوها على مدار عام لم تعد مجدية.
وقال إن الجماعة الآن تمر بمرحلة خلاف داخلى يقسمها لتياراين تيار متصاعد ومؤيد للتفاوض، وتيار آخر مصر على التمسك بالصدام. ولفت إلى أن السجون بالنسبة للقيادات باتت مكانًا للمراجعات الفكرية.
الدعم طبق فى الستينيات وتقلص على يد السيسى
اشتراكيًا كنت أو ليبراليًا، تؤمن باقتصاد السوق أو السوق الحكر للدولة، "أياك وأن تمس الشعب فى قوت يومه" قاعدة لا تحتاج للتأكيد ولا للبراهين للتثبيت، فقط جربها حينها ستجد نفسك وعرشك إلى أسفل سافلين، متأكدًا حينها من سلامة المثل الشعبي"يا سارق قوتى يا ناوى على موتي". ولكن أن تقدم على المساس بهذا القوت وتلك الحياة وأنت لم تكمل حتى شهرك الأول فى الحكم، حينها ستكون المجازفة نفسها مع شعب يرى فى دخله القليل رقم واحد واثنين وثلاثة.
هكذا كانت الفترة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسى فى الحكم، الذى أظهر من أول خطاباته ميله نحو رفع الدعم، مستخدمًا فيه بشكل رئيسى كلمات تمهد لهذا المسار مثل عجز الميزانية وأزمة اقتصادية تمر بها البلاد، مطالبًا الشعب هنا بالتحمل و العبور بالدولة مثلما قال ومازال يقول.
وبدأت سلسلة تقليص الدعم من قمة الهرم لأسفله، حيث قرر السيسى خصم نسبة 44 مليار جنبه من دعم الوقود، وهو ما يعنى ارتفاع أسعار بداية من وسائل المواصلات وحتى المواد الغذائية. وتلى ذلك ترجيحات بإمكانية رفع أسعار تذاكر متر الأنفاق والقطارات، وبها تكتمل منظومة رفع الدعم التى ابتدأها الرئيس مع بداية وصولة للاتحادية.
وقدر بعض المؤيدين للسيسى القرار بأنه الأكثر جراءة ويحسب له، حيث قال عمرو على القيادى بتكتل القوى الثورية، إن الاقتصاد ليس فى حمل دعم، ويمكننا أن نوفر مبالغ الميزانية المخصصة للدعم فى أماكن أخرى تخدم المواطن بشكل أكثر فاعلية.
وتابع أن الرئيس عرض نفسه لخطر الغضب الشعبى وجازف بشعبيته من أجل إنقاذ الدولة.
أزمة الكهرباء "تصعق" النظام
"مصر منورة بأهلها" بتلك الكلمات تتلخص حياة المصريين بعد تكرار أزمة انقطاع الكهرباء التى تفاقمت وارتفعت لتصل إلى معدل 5 إلى 6 مرات كل يوم على حسب المنطقة التى يقطن فيها فئات الشعب المختلفة، باتت تلك الأزمة تشتغل فى الفترة الاخيرة بكثرة، البعض يرجعها إلى محاولة جماعة الإخوان إثبات فشل السيسى فى حل الأزمة والبعض الآخر يرجعها إلى أزمة قد تفاقمت بسبب عهود سابقة من الفساد ففى عهد المعزول محمد مرسى بدأت مشكلة الكهرباء وأزمتها فى التفاقم ولكن بأقل من المعدل الحالى لتتفاقم أكثر فى عهد الرئيس السابق عدلى منصور ليواجه السيسى مصير حلها.
لتكن آخر المواجهات التى وقعت فيها الدولة والتى كبدتها أكثر من مليار ونصف المليار جنيه فى هذا اليوم فقط أثناء إحداث أحد مهندسى وزارة الكهرباء مناورة فجراً مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربى لأكثر من ثلث اليوم، الأمر الذى ألزم الرئيس السيسى تقريباً فى يومه ال90 للخروج على المواطنين دون سابق إنذار ليتكلم حينها عن تلك المشكلة وضرورة التكاتف والتوحد لحلها والتى تتطلب أموالاً طائلة تقدر بمليارات الجنيهات فى محاولة القضاء على تلك الأزمة المتمثلة فى الانقطاع الدائم للتيار الكهربى ومواجهته والحد من تفاقمها.
أربع فئات من التأييد إلى التهميش
كعادة أى مرشح رئاسى يعقد لقاءات ومؤتمرات ومناقشات مع فئات وأطياف مختلفة من الشعب المصرى ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان الوضع يختلف جزئياً فكانت تلك المؤتمرات تعقد داخل أماكن سرية لا يعلمها إلا حاضروها فمن أبرز الفئات التى اجتمع بها السيسى قبل توليه منصبه "رجال الأعمال,الفنانين,المرأة, الإعلاميين ورؤساء التحرير, الشباب" بالإضافة إلى اهتمامه ببعض الفئات المهمشة منها "أصحاب المعاشات, شباب الثورة, العمال, المثقفون" ولكن كون المفاجأة فى تهميش بعض الفئات على حساب الأخرى منها "الأقباط, المعاقون, الأحزاب السياسية, الشباب" فلم يتلق السيسى بهم أو يعطى بعض الاهتمام لتلك الفئات سوا مرة واحدة قبل توليه منصبه وعلى الرغم أن المرأة كانت بمثابة الشرارة التى كان يعتمد عليها السيسى والورقة الرابحة التى كان يلعب عليها لم يظهر اهتمامه بها حتى تلك اللحظة حتى قوانين تمثيلها فى البرلمان المقبل أما الأقباط وأصحاب المعاشات والمعاقون فكانوا من الجهات الداعمة للرئيس السيسى خلال مراحل انتخابه بالرئاسية والآن اختلف الوضع قليلا فلم يجتمع السيسى بهم ولو لمرة واحدة بعد توليه الرئاسة أسوة ب "رجال الأعمال".
الأمر الذى أكده محمد السعدنى المفكر السياسى أن السيسى يجب عليه لقاء جميع الفئات ليعدل فيما بينها وغلق صفحة وجود فئات مهمشة غير راضية عن الوضع وذلك لبحث مشاكلهم ومطالبهم لكى لا تتكرر أخطاء الماضى مثلما حدث مع مبارك من خلال تهميش الشباب وعدم إشراكهم فى الحياة السياسية وما فعله مرسى أيضًا من تهميش لبعض الفئات المعارضة له.
"الأمعاء الخاوية".. تحارب جدران السجون
"هنا السجن"... أمعاء خاوية وجدران عالية، بطون فارغة، وأبواب مقفلة، هكذا ننقل لكم من قلب مكان يلصق بكل من يدخل اليه وصمة عار، وكما يقولون "ياما جوا السجن مظاليم"، بل ليس فقط مظاليم هم أيضًا نشطاء سياسيين، أخذوا من بطونهم خط آخر للحرب ضد النظام.
وتعد هذه المرة هى الأولى التى تلقى فكرة الإضراب رواج بين المعتقلين، وجاء ذلك عبر حملة "جبنا آخرنا" التى يعمل الشباب على ترويجها بين السجناء لزيادة المضربين من المعتقلين أو المتضامنين معهم من الخارج.
وتصف سوزان فياض، العضوة بمركز النديم، أن أسلوب الإضراب عن الطعام لا يحدث إلا فى الدول الأكثر ديكتاتورية، مشيرة إلى أن الشباب لجأ إلى هذا النمط من المقاومة بعد فقدان كافة السبل للدفاع عن حقهم فى التظاهر.
فى الجهة المقابلة كان موقف عمرو على، منسق تكتل القوى الثورية، والذى رأى أن مصر خالية من أى معتقل سياسى وأى مسجون سواء حكم عليه أو أمام النيابة موجهة له تهم تخالف القانون وليس لها علاقة بالسياسة.
الرئيس يرفع شعار "لا وعود ولا برامج"
واتخذ السيسى طريقه لحل كل مشكلة فى حينها و قيامه ببعض المشاريع الخاصة والجهود التى أصبح الشعب المصرى يشعر بها بين الحين و الآخر من وعود "اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية" بينها عودة الأمن إلى الشارع من خلال منع التظاهرات و قلة الجريمة إلى حد كبير ومحاولة تطبيق الحدين فى الأجور التى سعى إليها الشعب منذ عهد مبارك، ولكن لم تشعر بعض القوى بتلك التغيرات، وأكد هشام فؤاد المتحدث الإعلامى باسم حركة الاشتراكيون الثوريون على أن السيسى يسير على نفس النغمة التى كانت يسير عليها من قبله منذ نظام مبارك وهو "اشتغلوا واصبروا" دون النظر إلى واقع الفقراء، مشيراً إلى أن السيسى يقود نهج الوعود دون التحقيق على المستوى الاجتماعى أو الاقتصادى وأن السيسى يشدد دائمًا على ضرورة العمل دون النظر إلى تحسين الأجور والذى يؤدى بدوره إلى تراجع مستويات المعيشة .
فكان السيسى دائمًا يأخذ من شعار" لا وعود ولا برنامج" مسارًا له خلال لقاءاته التليفزيونية التى كان يظهر من خلالها فطالما كان يُسأل خلال تلك الحوارات عن البرنامج الانتخابى الذى من المقرر أن يعد به الشعب لتحقيقها على أرض الواقع بعد توليه منصبه كرئيس والذى يعد كميثاق وعقد بين المرشح الرئاسى والمواطنين ولكن برزت خلال لقاءاته وعوده بعودة الأمن إلى الشارع المصرى مرة أخرى و محاولة القضاء على الإرهاب وعدم العودة إلى ما قبل الثورات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.