قال باحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة "الإخوان المسلمين" تبحث عن مكان آمن لتوفير الحماية اللازمة لخمسة آلاف قيادي بها، تعتمد عليهم الجماعة لإعادة إحياء التنظيم الدولي لها، في أعقاب الضربات المتعاقبة التي تلقتها الجماعة في مصر وليبيا. وقال الباحث سامح عيد، والذي كانت ينتمي في السابق إلى جماعة "الإخوان"، إن "هناك الكثير من قادة الإخوان مازالوا متواجدين على الأراضي القطرية، وإن تنظيم الإخوان لن ينهى بسهولة"، مشيرًا إلى أن التنظيم الدولي يخطط لتسكين 5آلاف قيادة فى أوربا وشراء أسهم في مؤسسات إعلامية، على آمل المحافظة على تماسكهم وإحياء التنظيم مرة أخرى. وأوضح عيد أن تخلى قطر عن "الإخوان" ليس كليًا، إذ أن الدولة الخليجية "سوف توفر لهم المظلة السياسية فى الخارج، لكي يحافظوا على مصالحهم"، واستبعد فكرة أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير على الجماعة وان كانت ستحد من تحركاتهم، بحسب قوله. من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن "موقف قطر وسيلة ضغط لن تكون كافية لردع الإخوان، فهناك ملاذات آمنة كثيرة في تركيا وبريطانيا وماليزيا، والمشكلة ليس في تواجد القيادات في الخارج ولكن التعامل مع التنظيم في الداخل". وأضاف أن "التاريخ يؤكد أن تنظيم الإخوان قادر على العمل تحت الأرض، لذالك لابد من الضغط على الدول التي تأوي الإخوان، ووضع رؤية متكاملة للتعامل مع التنظيم في الداخل". وأشار إلى أن طرد القيادات من قطر لن يؤثر على وسائل الاتصال بينهم، فقطر ستستمر فى تقديم الدعم السياسي والمالي، والطرد لا يعنى نهاية تقديم الدعم لجماعة الإخوان، لافتًا إلى أن التعامل مع الإخوان يستهدف رؤية سياسية أوضح للتعامل مع التيار الإسلامي بالكامل. وتوقع خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن الإخوان، أن "تراجع الجماعة موقفها مع الدولة، وذلك بعد أن فقدت قوتها الإعلامية المتمثلة في دولة قطر وقناة الجزيرة"، حسب قوله، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية أن يتقبل النظام الحاكم فكرة التصالح مع الجماعة، قائلاً إن "ذلك سيؤدي إلي تخفيف حدة التوتر مع الدولة". وكانت مصادر داخل جماعة الإخوان المسلمين، قالت في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن "قطر طلبت من 7 من قيادات الجماعة والشخصيات المقربة منها مغادرة البلاد خلال أسبوع، فيما أعلن قيادي بحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان (والمنحل قضائيا في الوقت الحالي) استجابة الحزب لهذا المطلب. والشخصيات التي طلبها منها قطر مغادرة البلاد تضم: محمود حسين العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعمرو دراج عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، وحمزة زوبع عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، وأشرف بدر الدين عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وجمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق القيادي بجماعة الإخوان، والداعيان الإسلاميان عصام تليمة (من الإخوان) ووجدي غنيم (مقرب من جماعة الإخوان). من جانبه، قال مصدر في جماعة الإخوان، والمتواجد في قطر، إنهم اتفقوا على 5دول تكون وجهة قيادات الجماعة الذين صدر بحقهم قرار الإبعاد خارج دولة قطر. وأوضح المصدر أن قيادات الجماعة السبع المبعدين عن قطر سيختارون من بين 5دول هي: "تونسوتركيا والسودان وماليزيا وبريطانيا" للسفر إليها، بعد أن تم إبلاغهم من السلطات القطرية بضرورة مغادرة البلاد خلال أسبوع. وأشار إلى أن "هناك اتجاها داخل الجماعة، بنقل عدد آخر من القيادات ممن لم يشملهم قرار الإبعاد القطري، حتى لا يسببوا حرجا أكبر للدوحة، وحتى تتيح لهم حرية العمل دون قيود أو شروط، وحتى لا يسببوا ضغطا لأي دولة تستضيفهم".