«هذه الحكومة جاءت لتدير أزمة طبيعية تلازم الثورات، حيث يتم فيها الانتقال من نظام قديم الى نظام جديد، نظام قديم كان يحمل في طياته مؤشرات انهيار سياسي واقتصادي واجتماعي، ونظام جديد نريد ان نقدم له عوامل النجاح للانطلاق نحو مصر النهضة». جاءت هذه العبارة ضمن الكلمة التي وجهها رئيس الوزراء د.عصام شرف الى الشعب المصري الخميس الماضي مع مرور 100 يوم على توليه رئاسة الحكومة. على الرغم من معقولية الخطاب وعقلانيته وتحديده للنقاط التي يريد التركيز عليها، الا ان هذه العبارة استوقفتني، فقد مرَّ اكثر من 150 يوما على قيام الثورة، واكثر من 100 على تولي الحكومة ومع ذلك مازلنا نعيش في ازمة.. بل قل أزمات تلد أزمات، ومشاكل تلو مصاعب، واختناقات تسبقها مشاحنات، واختلافات تعقبها مشاجرات على الفضائيات وصفحات الصحف،.. نعم نحن بحاجة الى فترة تتطهر فيها البلد من رواسب وبقايا الامراض التي زرعتها الانظمة السابقة كلها على مدار 60 عاما واكثر في نفوس المصريين، لكننا ايضا نحتاج الى «الاسراع» في استعادة «انفسنا» التي شوهتها الحقب الماضية، وأختلف مع من يظن ان الزمن كفيل باصلاح ما يحدث في مصر الآن، والوقت ضامن لمعالجته. أعتقد ان أهم مشاكلنا الآن هي اصلاح التشويه المتعمد للشخصية المصرية التي نجحت الانظمة السابقة في مسخها الى درجة كبيرة، وان كان جزء من المعدن الاصيل للمصري قد ظهر مع انفجار الثورة في يناير، الا ان التشويه المتغلغل داخلنا هو السبب الرئيسي فيما نعانيه، وعلى الرغم من انني لست من هواة «جلد الذات»، الا ان المصارحة الكاملة، والمكاشفة الموجعة يكونان مطلوبين أحيانا، لتحقيق اكبر فائدة من الاصلاح. 1 – ان مواجهة «الأزمات الشرسة» التي تركها النظام السابق ومواجهة صعاب اعادة صياغة الحياة السياسية، تحتاج الى سياسيين يضعون مصلحة مصر قبل مصلحة تياراتهم واحزابهم وتوجهاتهم، ويضحون بمصالحهم الضيقة لتحقيق مصلحة أكبر وأشمل، وهذا يستدعي نزع جرثومة الانانية، وزرع بذور الايثار.. وهو ما لم يكن موجودا أيام مبارك. 2 – مواجهة التراجع الكبير في جميع المؤشرات الاقتصادية، يحتاج بالضرورة الى تكامل مصالح رجال الاعمال، لا تنافسها، وتكاتف العمال واصحاب العمل في القطاع الخاص لعبور الازمة، وليس محاولة طرف استغلال الموقف للفوز على الطرف الاخر، فالوضع لن ينتج عنه فائز ومهزوم بل دمار للجميع، وهذه «الاخلاق» ايضا لم نكن نمارسها قبل الثورة، ونتمنى ان تصبح احدى ثمارها. 3 – الانفلات الامني والبلطجة، ومحاولات تغييب دور الشرطة، يجب ان يتصدى له الجميع شعبا وحكومة وشرطة، حتى تعود الامور لافضل مما كانت، فما نريده هو «التوازن» الطبيعي، وان تتواجد الشرطة لتحقيق الامن والامان، دون تجاوز، وان يستوعب الشعب ضرورة فرض «الدور» الجديد الذي تلعبه الشرطة من خلال التفهم والمساندة، وعدم السماح بحدوث «التجاوزات» مرة اخرى، حتى نصل الى نقطة التوازن، ونقضي على البلطجية. 4 – أما المشروعات المستقبلية العملاقة، التي نتمنى أن نسرع بتنفيذها لتغير وجه مصر المستقبلي فكل ما تحتاجه.. ضمائر حية، وعقول متفتحة، ونسف للروتين، وسواعد تحب مصر وتتمنى الخير لها ولاهلها ولكل من بداخلها.. حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 مصر.. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة اسمعها مهموسة والا اسمعها مشخوطه شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة على اسم مصر صلاح جاهين – قصيدة على اسم مصر