تنتابنى دهشة عارمة تتضاعف يوما بعد يوم من الهجوم الإعلامى الشرس الذى تشنه بعض القوى الوطنية على الاسلاميين بكل أطيافهم وخصوصا السلفيين والإخوان المسلمين وقد بدأت الحملة بالسلفيين على اعتبار أنهم الأقل دراية بالسياسة والخطاب الاعلامى مما مكن بعض وسائل الإعلام من تصيد بعض السقطات لرموز هذا التيار وتسليط الأضواء بكثافة عليها وعندما لم تتمكن هذه الأبواق من إحداث التشويه الكافى لجأت لإختلاق القصص والحوادث من قبيل قطع الأذن وهدم الأضرحة والإعتداء على النساء الاواتى لا يرتدين الحجاب وتكفير الخصوم إلا أن دفة الهجوم انتقلت وخصوصا بعد نتيجة الاستفتاء المدوية على الإخوان المسلمين باعتبارهم الفيصل الأكثر تنظيما وتواصلا مع الشارع المصرى والأكثر قدرة على الإسهام فى تشكيل المرحلة المقبلة بنفس أسلوب استغلال بعض الهفوات فى التصريحات وعندما لم تكتفى هذه السياسة فى إحداث التشويه المطلوب لجأت قوى الإعلام لتحريف التصريحات وشيطنة قائليها بل ولجأت إلى سياسة المحاكمة على النوايا وظهر ذلك جليا فى برامج التوك شو من قبيل أن الإسلاميين سيعملون كذا وسيفعلون كذا لو وصلوا للحكم وسيمنعون ويحرمون ويقمعون ويحرقون..........إلخ من ألفاظ الترهيب والتخويف . إن هذا الهجوم الغير موضوعى على رفقاء الثورة وشركاء الوطن يجعل مخاوف عميقة تنتاب الإسلاميين على مختلف مشاربهم فالنظام السابق ورغم أن بطشه طال الجميع بلا استثناء إلا أن النصيب الأعظم نال الإسلاميين عموما وخصوصا الإخوان المسلمين ولا تزال آثار السجن والتعذيب والمحاكمات العسكرية فى مخيلة الكثيرين منهم وكل هذا تم وسط حملات إعلامية شرسة لا تزال صفحات الصحف القومية وقنوات التلفزيون الرسمية شاهدة عليه والاتهامات كلها على أساس باطل ومختلق أو محاكمات على النوايا كما يحدث الآن بالضبط وهو ما يدفع الإسلاميين إلى التساؤل إذا كان الليبراليون واليساريون وما معهم من وسائل إعلام مختلفة يفعلون ذلك الآن والجميع سواسية بعد الثورة فماا سيحدث لو تولوا زمام الأمور ؟!!! فبعد الثورة وظهور جميع القوى السياسية على السطح واحتكاكها ببعض كان سيبدو منطقيا لو طرح الليبراليون واليساريون استفساراتهم ومخاوفهم على الإسلاميين والقوى الأخرى ليبدأ حوار حوار مفتوح فى جو وطنى موحد مثل الذى حدث فى ميدان التحرير وفى جميع أنحاء مصرأثناء الثورة وكان سيتم قبول النقد والاختلاف مع الآخر لو تم بأسلوب صحى وأخوى يليق بشركاء الوطن الواحد فالجميع بلا استثناء بما فيهم الإسلاميون ليسوا فوق النقد باعتبارهم بشرا يصيبون ويخطئون ولكن اسلوب الردح واختلاق الأكاذيب والكيل بمكيالين يجعل الإسلاميين وهم لا يزالون بتحسسون جراحهم من نظام ظالم وكاذب كان يرفع الشعرات البراقة بيد ويبطش باليد الأخرى يجعلهم يدقون جرس الإنذار من فئات أخرى فى مصر ترفع شعارات بنفس البريق ويعلم الله وحده ماذا يمكن أن يفعلوا فى المستقبل ما داموا ارتضوا الكذب والافتراء وسيلة للإختلاف السياسى فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمة. نعم الإسلاميون أيضا يخافون ولكنى على يقين أن خوفهم هذا لن يدفعهم الى انتهاج نفس الأسلوب الرخيص ولا يحيد بهم أن يكونوا شراء فى بناء الوطن على أساس الحرية والعداله وقبلهما على أساس الصدق والشفافية.