قال سياسيون إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى اتسم بالمصارحة والشفافية في عرض حجم الأزمات التي تواجهها مصر في الوقت الحالى، محذرين في الوقت ذاته بتحميل الفقراء تبعات تلك الأزمات، وأن للشعب المصري حدود للصبر الذي لن يطول كثيرًا وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس حمل عدة رسائل مهمة ومعينة ومحددة أهمها التأكيد على أن الوضع الحالي في مصر أخطر بكثير مما يتصور البعض، وأن المشاكل تحتاج إلى صبر. وأضاف نافعة أنه من بين الرسائل التي حملها خطاب السيسي أيضًا محاولته في مصارحة الشعب بعدة حقائق أن هناك أخطاء ستعالج وسيحاسب المقّصرون. ورأى نافعة أن المواطن المصري لم يشعر حتى الآن أن الدولة تنحاز إليه، وأن الدولة تحمله أخطاء كل شيء، لذلك على السيسى أن يؤكد انحيازه لتلك الشريحة المجتمعية. وحول تشكيل المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية، قال نافعة إنه ليس لديه تحفظ على تكوين المجلس، مشيرًا إلى غياب معرفة ما هو دور المجلس وما هي صلاحياته، وهل سيدرج له الرئيس ملفات بعينها لتنفيذها أم لا؟ وأوضح نافعة أنه ربما سيتكفل المجلس بوضع الرؤية الإستراتيجية لبعض الأزمات الراهنة في التعليم والصحة والاقتصاد. وفي السياق ذاته قال حسين عبد الرازق، القيادي بحزب التجمع إن الرئيس خلال خطابه أمس دأب على مصارحة الشعب بما لديه من معلومات وحقائق، وطالبه بالصبر على الأزمات الراهنة حتى حلها. وأضاف أن الشعب المصري لديه ثقة كبيرة في القيادة الحالية لكن للصبر حدود، ولن يصبر إلى الأبد ما لم يكن هناك بدايات حقيقية تؤكد له أن هناك إرادة قوية تؤكد حل المشاكل، وهذا ما يجب أن يدركه السيسى. وحول تكوين المجلس الاستشاري للرئيس قال عبد الرازق إن المجلس تجربة جديدة تجمع كل العلماء، لوضع خطط إستراتيجية بعيدة المدى، ولا يقارن المجلس بينه وبين المجالس الاستشارية للرئيس الأسبق محمد مرسي. من جانبه قال المهندس عمرو علي، المتحدث باسم تكتل القوي الثورية إن السيسي تقمص في خطابه شخصية رئيس الوزراء، ونحن لا ننتظر منه أن يخرج علينا بهذه الشخصية، لذلك أنا أقترح أن يقوم السيسي بعمل خطاب أسبوعي على غرار الرئيس الأمريكي أوباما بدلاً من موضوع بيان الأمة. ورحّب علي بتشكيل المجلس الاستشاري للسيسى، داعيًا إلى تكوين مجلس استشاري أكبر وأن يكون نواة في التخطيط الاستراتيجي وأن تكون لديه آلية لتنفيذ القرارات.