نفى الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، أن يكون بصدد زيارة العاصمة السورية دمشق، بعد نيل الحكومة اللبنانية الثقة، قائلا: "لا شيء يمنع الزيارة من حيث المبدأ، لكنها لم تكن موضع بحث بين الجانبين"، مؤكدا أنه سيدعو إلى استئناف الحوار بين الفرقاء السياسيين بعد نيل الحكومة الثقة. وقال الرئيس اللبناني، في حوار مع صحيفة "النهار" اللبنانية اليوم الثلاثاء: إنه على اتصال دائم مع الرئيس السوري بشار الأسد، ويبحث معه التطورات السورية، كما أنه بحث مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لدى تهنئته بفوزه في الانتخابات الأخيرة الوضع السوري وسبل مساعدة سوريا في هذه المرحلة. وأبرز الرئيس سليمان المرتكزات الأساسية في النظام اللبناني، والتي تقوم في شكل أساسي، كما يقول، على 3 ركائز، هي في الدرجة الأولى التداول الديموقراطي، على رغم الشوائب التي تعتري هذا التداول أحيانا، ثم النظام الاقتصادي المرن الذي يستند إلى عاملين قويين داعمين للاقتصاد، هما، المغتربون والمستثمرون، والذي تسمح مرونته بإبقاء هامش المبادرة اللبنانية قويا. ومن ثم أيضا الجيش اللبناني الذي أثبت، بحسب رئيس الجمهورية وفي خضم الأدوار التي تلعبها الجيوش في تطورات المنطقة من تونس إلى مصر وسواهما، أهمية الدور الذي لعبه الجيش اللبناني في المحافظة على الديموقراطية والحريات العامة منذ التظاهرات الأولى للقوى قبل أعوام. ورأى الرئيس اللبناني، أن الحكومة الجديدة يمكنها إنقاذ لبنان من الاضطربات الأمنية، إذ أن السلم الأهلي تحميه الأطراف السياسية، وإذا كان السلم غير مضبوط من السياسيين فإن حفظ الأمن يأخذ وقتا، وظهر أن هناك رغبة من الجميع موالاة ومعارضة في ضبط هذه الأحداث. وذكر أن الوضع في المنطقة وحول لبنان متحرك جدا، وقد حمينا أنفسنا من الداخل بتشكيل الحكومة، ونفى أن تكون دمشق شاركت في تأليف الحكومة اللبنانية، وأوضح ذلك في الجلسة الأولى للحكومة، وكشف عن أن توازن القوى هو الذي فرضها، وأن الخيار يوم الإعلان عن تأليفها كان إما الإعلان عنها أو تقديم رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، اعتذاره عن التأليف، وأن المجتمع الدولي سيحكم على الأداء، ولا يمكنه أن يعتبر الحكومة حكومة "حزب الله" كما كانت حكومة "حماس". وقال: إن حصة الحزب لا تزال هي نفسها كما في الحكومات السابقة، رافضا استباق الأمور بأن القرار ف الحكومة هو للحزب، وحول موقف الأمريكيين من الجيش اللبناني، تساءل سليمان، وماذا كان سيكون موقفهم لو حصل تغيير مماثل للذي حصل في مصر أو في تونس؟ ومصر على أن ما حصل في لبنان هو تغيير ديموقراطي إلى حد كبير، معربا عن اعتقاده أن الأمريكيين لا يناسبهم في التنفيذ أن يقوموا بأمر آخر غير دعم الجيش، نظرا إلى براغماتيتهم في هذا الإطار. وأضاف، "أننا لن نخرج عن التزاماتنا الدولية في موضوع المحكمة، والبيان الوزاري سيجسد سياسة ميقاتي تحت سقف خطاب القسم، وسقف الدستور والعيش المشترك".