فى أول استطلاع رسمى حول مرشحى رئاسة الجمهورية، حصد المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى أعلى نسبة تصويت بين أكثر من 18 مرشحا فى الاستطلاع الذى طرحه المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته الرسمية عبر فيس بوك، فيما تباينت ردود فعل مجموعة من الخبراء السياسيين استطلعت «الشروق» آراءهم حول الهدف من طرحه فى هذا التوقيت بين من توقع سعى الجيش للتوصل للمرشح الذى ستسانده، ومن رأى أن الهدف هو إشراك المواطنين فى التفكير فى مستقبل مصر، فيما انتقد إجراءه آخرون. وفى اليوم الثانى للاستطلاع أظهرت نتائجه حصول البرادعى على 199 ألفا و742 صوتا بنسبة 37%، حتى مثول الجريدة للطبع، وجاء فى المركز الثانى المفكر الإسلامى محمد سليم العوا، (10247 صوتا بنسبة 19%)، وجاء ثالثا رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق ب(6669، بنسبة 12%)، رغم أنه لم يعلن ترشحه رسميا. وجاء فى المركز الرابع المرشح الإسلامى حازم صلاح أبوإسماعيل، والذى يدعمه التيار السلفى بقوة (4402 صوت بنسبة 8%)، واحتل المركز الخامس الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى ب(3530 صوتا، ونسبة 7%)، تبعه نائب الرئيس السابق، عمر سليمان (2485 صوتا، بنسبة 5%)، فيما حصل على نسبة 3% المستشار هشام البسطويسى، وأمين عام اتحاد الأطباء العرب وعبد المنعم أبوالفتوح، ورئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزورى، ثم وكيل مؤسسى حزب الكرامة حمدين صباحى بنسبة 2%، والنسبة 1% لكل من أيمن نور، بثينة كامل، وعبدالله الأشعل. وحصل على نسبة صفر ببضع مئات من الأصوات المشاركة فى الاستفتاء كل من رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق مجدى حتاتة، والمحامى مرتضى منصور، والصحفى مجدى حسين، ورئيس قناة الفراعين توفيق عكاشة، ومحمد على بلال. وبدأ استطلاع المجلس العسكرى أمس الأول، ويستمر حتى 19 يوليو، وقد تم ترتيب قائمة المرشحين وفقا للحروف الأبجدية. وقال بيان للمجلس العسكرى على فيس بوك إن الاستطلاع يضم الشخصيات العامة، التى أعلنت ترشحها أو من الشخصيات، التى تم ترشيحها من قبل الشعب المصرى والإعلام. وأشار البيان إلى أنه لا علاقة بالاستطلاع من قريب أو بعيد بانتخابات الرئاسة المقبلة، حيث إن الاختيار سيكون بواسطة صناديق الانتخابات لمن يريده الشعب، وفقا للبيان. وتباينت فيه آراء المحللين السياسيين بخصوص الهدف من إجراء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لهذا الاستطلاع، فمنهم من توقع سعى الجيش للتوصل للمرشح الذى ستسانده، ومنهم من توقع أن تكون هذه خطوة لإشراك المواطنين فى التفكير فى مستقبل مصر. «الجيش سيكون له رأى فى اختيار رئيس الجمهورية القادم» هذا ما يراه جمال عبدالجواد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مشيرا إلى أن «المجلس العسكرى أضاف كل من رشح نفسه أو رشحه الآخرون، أو صدرت شائعة بشأن احتمال ترشيحه». وتابع «إن المجلس العسكرى لن يكون بعيدا عن اختيار شخص الرئيس القادم وأنه يعطى لهذا الأمر أهمية»، متابعا «المجلس سيسعى للاختيار بين المرشحين المحتملين مرشح ضمنى لمساندته بطريقة غير صريحة». أما وحيد عبدالمجيد، رئيس مركز الأهرام للنشر والترجمة فاعتبر أن الهدف من الاستطلاع هو محاولة لإشراك المواطنين فى التفكير فى المستقبل، وذلك عقب الانتقادات، التى وجهت للمجلس بسبب إبعاد الشعب عن المشاركة وعدم شعور المواطنين بالتغيير بعد الثورة. من جهته انتقد عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إجراء القوات المسلحة لهذا الاستطلاع، قائلا: «من باب أولى إجراء استطلاع حول وضع الدستور أولا أم إجراء الانتخابات»، وتابع: «هذا الاستطلاع ليس له أى طائل، خاصة أن موضوعه ثانوى بالنسبة لقضية الدستور والانتخابات». واستبعد ربيع أن يكون هدف الاستطلاع توصل المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمرشح، قائلا: «أعتقد أنهم صادقون فى أن ليس لهم مرشح للانتخابات الرئاسية».