أصيب كورنيش النيل ببنى سويف بحالة من الشيخوخة المبكرة بعد أن نالت منه تعديات أصحاب المقاهى والمطاعم الفاخرة، عقب قيام تلك المحلات باستغلال كامل للطريق الثالث الذى أعد خصيصًا لركن السيارات الخاصة بقاصدى الكورنيش، وكذلك ليكون بمثابة منطقة أمان لساكن الأبراج المواجهة للكورنيش، وكذلك المصالح الحكومية والنقابات المختلفة. وفرض أصحاب المقاهى على تلك المنطقة الديكورات الخاصة بهم بجانب وضع المناضد والمقاعد ومنع المرور من مناطق نفوذهم سواء كان الشخص مترجلًا أو راكبًا سيارته، فضلا عن انتشار بائعى المشروبات. يقول محمد الزعيرى، أحد قاطنى الأبراج الموجودة على الكورنيش: لقد تحول الكورنيش إلى (مولد وصاحبه غايب) وأصبح شبيهًا بالمناطق العشوائية، فبعد احتلال الطريق الثالث من أصحاب المحلات نضطر لركن سياراتنا على الكورنيش نفسه، وكذلك قاصدى التنزه، مما أثر بالسلب على حركة المرور وإزحام الكورنيش بشكل مرعب. وأكد مجدى شرف، محام، أن كل مقهى يضع مئات الكراسى والمناضد وشوايات اللحوم بجانب نيران الشيشة التى لا تنطفئ على قارعة الطريق بكورنيش بنى سويف واستفحل الأمر منذ انطلاق أحداث ثورة يناير حتى الآن الأمر الذى بات معه طمس المعالم السياحية والتأثير على المنطقة الوحيدة للتنفس بالمحافظة. وأشارت جهاد عبد العزيز، موظفة، إلى أن الكورنيش تحول من متنفس وحيد لأهالى مدينة بنى سويف إلى منطقة مزدحمة تنبعث منها الأدخنة وروائح المأكولات والمشاوى والمشروبات وتتكدس فيه تريسكلات وموتيسكلات التيك آوى وعربات حمص الشام والفيشار والعرقسوس ونصبات الشاى والقهوة على النيل مباشرة وكله كوم وبائعو غزل البنات وصوت صافرات الإعلان عن بضاعتهم كوم تانى. من جانبه، أكد المستشار مجدى البتيتى، بأنه أعطى تعليماته لرئيس المدينة المحاسب خالد عويس، ليضع الخطة اللازمة بالتعاون مع إدارة المرافق بمديرية الأمن وإخطاره بالموعد المحدد لإزالة تلك الإشغالات ليشرف عليها بنفسه، وبالفعل عقب إخطار محافظ الإقليم بموعد تطهير كورنيش بنى سويف، تمت إزالة مئات الكراسى والمناضد والتندات الخشبية والدى جى، وقام العميد محمد لبنة، مدير إدارة المرور، بعمل حملات مرورية لتوعية المواطنين بالأماكن المخصصة لركن السيارات ووضع العلامات الإرشادية. شاهد الصور: