قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر "تبذل قصارى جهدها لتجنب إصابة المدنيين أثناء المواجهات مع الجماعات المتطرفة في سيناء، والتي تشهد مؤخرا مواجهات بين قوات الأمن وعناصر مسلحة. وبحسب بيان صادر عن الرئاسة، فإن السيسي أبلغ وفدا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي خلال استقباله لهم الثلاثاء بالقاهرة إنه “كان من الممكن حسم الحرب مع الجماعات المتطرفة في سيناء في مدى زمني قصير ولكن بحصيلة مرتفعة من المدنيين الأبرياء، وهو الأمر الذي تأباه الدولة المصرية على ذاتها، وذلك خلافًا لاستراتيجيات قتالية أخرى قد لا تراعي هذه الأبعاد الإنسانية في حروبها". ويرأس وفد مجلس النواب الأمريكي هوارد ماكيون، رئيس لجنة الخدمات العسكرية (جمهوري)، وعضوية ستة نواب جمهوريين هم: جيف ميللر، ومايك كوناواي، وفيكي هارتزلر، وكريس ستيوارت، وبرادلي بايرن، و ستيف بالاتزو، فضلا عن إيريك سوالويل (ديمقراطي)، وفقا للبيان. وفي وقت سابق من الثلاثاء قتل 11 مجندا وأصيب آخرون في انفجار استهدف مدرعة للشرطة في مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء شمالي ، بحسب مصادر أمنية. وتشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة، حملة عسكرية موسعة، بدأتها في أيلول (سبتمبر) الماضي، لتعقب ما تصفها بالعناصر "الإرهابية"، و"التكفيرية" و"الإجرامية" فى عدد من المحافظات وعلى رأسها شمال سيناء، تتهمها السلطات المصرية بالوقوف وراء هجمات مسلحة استهدفت عناصر شرطية وعسكرية ومقار أمنية، عقب عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013. وقال السيسي خلال لقائه بالوفد الأمريكي إن "أوضاع المنطقة وما تشهده من إرهاب تتسع بؤرته فيها، إنما تفرض على الدول الكبرى الاضطلاع بمسؤولياتها لاتخاذ إجراءات عاجلة لدعم دول المنطقة المعتدلة، وبما يصب في صالح الجهود المشتركة لاستعادة الدولة في عدد من دول المنطقة التي تعاني من ويلات الإرهاب". وأضاف السيسي أن "مصر استعادت الآن لُحمتها الوطنية التي شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية محاولات آثمة لتفتيتها، مما حدا ببعض المسيحيين المصريين إلى الهجرة وترك الوطن، أما الآن فقد تبددت تلك المخاوف". ونقل البيان عن السيسي قوله إن "تواتر الأحداث في المنطقة يؤكد يوما تلو الآخر صحة التقدير المصري، وما سبق أن حذرت منه مصر الغربَ بشأن تفشي الفكر المتطرف وانتقاله من دولة إلى أخرى في المنطقة، ثم منها إلى الدول الغربية التي يقاتل بعض مواطنيها في صفوف الجماعات المتطرفة". وخلال اللقاء تناول أعضاء الوفد القرار الأمريكي بالموافقة على توريد مروحيات الأباتشي إلى مصر، مشيرين إلى أن مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف تعد معركة مشتركة تتعين مواجهتها بالتعاون بين مصر والولاياتالمتحدة، بحسب المصدر نفسه. وكانت الولاياتالمتحدة أقرت مساء الجمعة، صفقة مروحيات "الأباتشي" الأمريكية لصالح مصر لتمكين جيشها من التصدي للجماعات الإرهابية في سيناء، دون بيان موعد محدد لتسليمها. ورفعت واشنطن، في أبريل الماضي، الحظر عن تسليم 10 طائرات أباتشي لمصر، لدعم عمليات “مكافحة الإرهاب” في شبه جزيرة سيناء، على الحدود مع إسرائيل. وتقدم واشنطن، لمصر، نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية (بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية) منذ توقيع القاهرة معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979. ويقوم وفد مجلس النواب الأمريكي بجولة حالية في المنطقة شملت الأردن وإسرائيل قبل مصر، وينتظر أن تقوده أيضا إلى المغرب.