قناة السويس الجديدة.. انشاء 3200 كيلو متر من الطرق الجديدة.. 4 ملايين فدان تضاف للرقعة الزراعية.. تنمية الساحل الشمالي الغربي وظهيره الصحراوي.. ممر التنمية.. اعمار سيناء... كل ما سبق مشروعات تندرج تحت ما يمكن ان نطلق عليه «مشروع قومي»، يلتف حوله المصريون ويجدون فيه خطوة نحو تقدم الوطن وازدهاره. والتعريف العلمي للمشروع القومي انه صحوة وطنية للامة يتحقق في ظروف معينة ويهدف للوصول الى نهضتها من التخلف الى الازدهار، أو من الظلم الى العدل، أو من الاحتلال إلى الاستقلال. .. والمشروع القومي لا يقتصر على فائدة فئة بعينها أو فصيل بذاته من ابناء الوطن، ولا ينحصر في دائرة سياسية أو فكرية بعينها، وإنما يجب ان يستلهم في تنفيذه «روح الجماعة»، وان يعتمد على أبناء مصر كلهم، يجمعهم حوله من مختلف الانتماءات والتيارات السياسية والفكرية. وإذا استقرأنا تجارب الأمم المعاصرة التي نجحت في تنفيذ مشروعاتها القومية العملاقة، سنجد أن محور إصلاح التعليم والنهوض بمستواه كان أهم لبنات المشروع القومي، يرادفه ويسير معه خطوة بخطوة «البحث العلمي»، فالتعليم المتطور، والبحث العلمي الجاد، والذي يتمتع بميزانية محترمة، هما جناحا إنجاح أي مشروع يهدف للنهوض بالأمة.. أي أمة. ونحن في مصر – للأسف لا نزال في ذيل قائمة الدول التي حققت تعليماً متطوراً، أو رصدت ميزانية «محترمة» للبحث العلمي، ففي موازنة 2014 لم تتجاوز ميزانية البحث العلمي 2 مليار جنيه مصري (285.7 مليون دولار)، وبنسبة %0.2 من الميزانية العامة للدولة!! بينما في (إسرائيل) تبلغ %4.7 من الميزانية، وهي أعلى نسبة مئوية في العالم، فأمريكا تخصص %2.68 من ميزانيتها للبحث العلمي،.. إسرائيل هي الأولى عالميا – ومصر في المركز 129 في دراسة ضمت 148 دولة!! ويكفي أن نعرف أن ميزانية البحث العلمي في إسرائيل أكثر من كل ما تنفقه الدول العربية مجتمعة!! أما في مجال التعليم فمازلنا نعاني من نفس المشكلات المزمنة منذ عشرات السنين، الثانوية العامة، الدروس الخصوصية، مكتب التنسيق، التعليم الجامعي غير المعترف به دولياً، أما جامعة القاهرة العريقة التي تصنف السادسة افريقيا.. والثانية عربيا، بعد جامعة الملك عبدالعزيز آل سعود، فقد فرحنا وملأنا الدنيا صياحا عندما دخلنا نادي أكبر 500 جامعة حسب تصنيف (URAP) الخاص بالتصنيف حسب الأداء الاكاديمي، وكان ترتيبنا 498!!. أتمنى أن يحظى «التعليم» والبحث العلمي بمزيد من الاهتمام ضمن المشروعات القومية المقبلة، وهناك عشرات بل مئات الدراسات الاستراتيجية التي شخصت الداء ووصفت الدواء لإصلاح منظومة التعليم في مصر اصلاحا جذريا حتى نلحق بركب العالم المتقدم، ونجد شبابا يتحملون مسؤولية اخراج احلامنا القومية للنور. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66