تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الفيزياء الحيوية الطبية بعلوم القاهرة    محافظ المنوفية تطلق مبادرة «الأب القدوة» ترسيخًا لدور الأب في تأمين الكيان الأسري    «الأوقاف» تواصل ذبح وتجهيز لحوم صكوك الأضاحي لليوم الثاني على التوالي    عيار 21 بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الإثنين 17-6-2024 في سوق الصاغة    توافد المواطنين على حدائق القناطر الخيرية للاحتفال بعيد الأضحى| صور    جيش الاحتلال يحرق مباني بالجانب الفلسطيني من معبر رفح    النرويج تحذر من انهيار السلطة الفلسطينية بسبب جرائم إسرائيل    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد أداء فريضة الحج    الكرملين: تصريحات الناتو بشأن نشر أسلحة نووية تصعيد خطير    تشكيل البنك الأهلي لمواجهة الجونة في الدوري    إيقاف عمرو السيسي لاعب فيوتشر مباراتين وتغريمه 20 ألف جنيه    حمامات السباحة مقصد الأطفال هرباً من درجات الحرارة في كفر الشيخ    عاجل.. تطورات مفاوضات الأهلي لحسم بديل علي معلول    بعد إعلان رغبته في الرحيل.. نابولي يحسم مصير كفاراتسخيليا    إشبيلية يعلن رحيل راموس واقترابه من الدوري الأمريكي    مصرع أب ونجله غرقا في الأقصر بثاني أيام عيد الأضحى    الصحة: نقل 27 من الحجاج المصريين لمستشفيات المشاعر المقدسة في عرفات ومنى    إصابة 64 رجل وسيدة أثناء ذبح الأضاحي بالشرقية    بالتزامن مع عيد الأضحى.. انطلاق الموسم الصيفي السياحي بمرسى مطروح    سينما الشعب تشهد إقبالا كثيفا بالمحافظات في أول أيام عيد الأضحى    ذكرى وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي.. دروب في حياة إمام الدعاة    محمود الليثي ينهار من البكاء في أول تعليق له بعد وفاة والدته    صحة الشرقية: انتشار مكثف للجهاز الإشرافي لمتابعة انضباط العمل في العيد    «الصحة» تقدم 5 نصائح لتجنب الحموضة في عيد الأضحى 2024    مدير صحة شمال سيناء يتابع الخدمات الطبية المجانية المقدمة للمواطنين    الإسكان: تنفيذ 1384 مشروعاً بمبادرة «حياة كريمة» في 3 محافظات بالصعيد    وزيرة التضامن الاجتماعي تتابع موقف تسليم الوحدات السكنية لبنات وأبناء مصر خريجي دور الرعاية    «رجل قسيس».. سميرة عبد العزيز تكشف مفاجأة عن أول أدوارها وسبب تسميتها «فاطمة رشدي الجديدة»    القبض على شخص بحوزته أقراص مخدرة بالخصوص    «النقل»: تشغيل محطة شحن الحاويات بالقطارات في ميناء الإسكندرية قبل نهاية العام    الصين تتهم الفلبين بتعمد انتهاك مياهها الإقليمية    «بطل مسلسل إسرائيلي».. من هو الممثل المصري مايكل إسكندر؟    غدا.. عزاء الموزع الموسيقي عمرو عبدالعزيز في مسجد النزهة بمدينة نصر    الفرق بين التحلل الأصغر والأكبر.. الأنواع والشروط    أدعية أيام التشريق.. «الإفتاء» تحدد عددا من الصيغ المستحبة    فسحة للقناطر بالأتوبيس النهرى والسعر على أد الإيد.. فيديو    نائبة الرئيس الأمريكي: أمتنا محظوظة بكونها موطنًا لملايين المسلمين    تعاون بين «التعليم العالي» و«الروس آتوم» الرائدة في التكنولوجيا النووية    كيفية تنظيف الممبار في المنزل بسرعة وبطريقة فعالة؟    «لست محايدًا».. حسام فياض يكشف صعوبات مسرحية النقطة العميا    وزيرة الهجرة تطلق «بودكاست» لتعريف المصريين بالخارج تاريخ حضارتهم    روسيا: لن نسمح بإعادة آلية فرض قيود على كوريا الشمالية في مجلس الأمن    اعرف آخر وقت لتقديم الأضحية ودعاء النبي وقت الذبح    وزير الإسكان: جهاز تعمير وسط وشمال الصعيد يتولى تنفيذ 1384 مشروعا    7 معلومات عن الطيار حسن عدس المتوفى بعد الهبوط في جدة.. «مكملش 40 سنة وغير متزوج»    وفاة خامس حجاج الفيوم أثناء طواف الإفاضة    حسم موقف سيرجو روبيرتو من الرحيل عن برشلونة    محافظ أسوان يتفقد المطعم السياحي متعدد الأغراض بعد التطوير    مسؤولون فلسطينيون: 16 ألف طفل قتلهم الاحتلال خلال الحرب على غزة    مصرع طفل صعقا بالكهرباء خلال شرب المياه من كولدير في الفيوم    مدير مجازر الإسكندرية: استقبلنا 995 ذبيحة في أول أيام عيد الأضحى.. والذبح مجانًا    إعلام فلسطينى: قصف إسرائيلى يستهدف المناطق الجنوبية لمدينة غزة    «المالية»: تخفيف الأعباء الضريبية عن محدودي ومتوسطي الدخل    الخشت يتلقى تقريرًا حول أقسام الطوارئ بمستشفيات قصر العيني خلال العيد    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 17 - 6 - 2024 والقنوات الناقلة    الدولار يسجل 47.75.. أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه اليوم    حكم الشرع في زيارة المقابر يوم العيد.. دار الإفتاء تجيب    مصطفى بكري يكشف سبب تشكيل مصطفى مدبولي للحكومة الجديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المطرية.. عين شمس.. فيصل.. الهرم.. حلوان": انتبه أنت في دولة الإخوان

"المطرية، عين شمس، ألف مسكن، الطالبية، شارع الهرم، كرداسة، حلوان" كانت ولازالت جميعها معقلًا وحصنًا منيعًا لأنصار الإخوان فلم تتوقف الفعاليات والتظاهرات على مدار عام كامل منذ عزل الرئيس محمد مرسى فى 3 يوليو من قبل الجيش عقب تظاهرات 30 يونيو للمطالبة بعودة الشرعية والإفراج عن المعتقلين فى تلك المناطق لتتحول إلى شوكة فى حلق النظام، حتى أنها كانت ملجأها الأخير لإحياء ذكرى فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر وذكرى أحداث رمسيس ومصطفى محمود..
حتى أنه على مدار أشهر طوال وبعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة فى أغسطس من العام الماضى جرت عدة محاولات من تحالف دعم الشرعية لتكرار الاعتصام بميدان النعام بالمطرية إضافة إلى اعتصامات أخرى صغيرة مثل ميدان بالمطرية فى ذكرى الثورة، إضافة إلى آخر فى كرداسة وثالث فى ميدان الجيزة ولكن باءت جميعها بالفشل بعد التدخل الأمنى.
المطرية.. دولة الإخوان الأولى لمواجهة السيسى
يعد حى المطرية المتواجد بمنطقة شرق القاهرة، أبرز الأماكن التى يسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين بعد أحداث 30 يونيو وعزل الجيش للرئيس محمد مرسي، عقب التظاهرات التى خرجت ضده فى هذه الأثناء، وشهد هذا المكان الكثير من المآسى والأحزان، حيث تركزت به تظاهرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى ولم تتوقف يومًا واحدًا، الأمر الذى دفع السلطة إلى معاقبة أهالى المطرية، فاستخدمت قوات الشرطة العنف المفرط ضد المتظاهرين مما خلف المئات من القتلى والجرحى، كما شهد قسم المطرية الجديد حفلات تعذيب كثيرة، ووقع على إثرها أكثر من حالة وفاة نتيجة هذا التعذيب.
ويمثل ميدان النعام المتواجد فى وسط المطرية من أهم الميادين لأنصار مرسي، حيث تتوافد المسيرات الرافضة للنظام الحالى من كل المناطق المحيطة به، من منطقة الزيتون، والألف مسكن ومن أكبر وأهم المساجد التى يخرج منها أنصار الشرعية بمنطقة المطرية مسجد العزيز بالله، والنور المحمدي، وحمزة والرحمة المهداة، ومسجد ميدان المطرية، فلم يمر أسبوع إلا ويخرج منه مئات المتظاهرين من رجال ونساء وأطفال للمطالبة بعودة الشرعية ومحاكمة من تسبب فى قتل المتظاهرين.
وكان حى المطرية واحدًا من أهم المناطق فى مصر التى أحيت ذكرى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، بشكل عكس كمّ الغضب الذى يحمله أبناؤه تجاه السلطة الحاكمة، فبينما بنايات الحى تشى بالغضب والعبارات المناهضة للسلطة تتناثر على واجهات المحال التجارية وأسوار البيوت يقف الثوار خلف جدرانها يتوعدون بالاستمرار فى فعالياتهم لحين تحقيق مطالبهم وإسقاط ما أسموه بالانقلاب العسكرى.
وقد شهد هذا الحى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن فى ذكرى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، فقد نظمت مظاهرات ومسيرات، تبعها اندلاع اشتباكات بين أنصار مرسى وقوات الأمن، وأضرم مجهولون النار فى قسم شرطة المطرية القديم وسقط على إثرها 3 قتلى وعدد من المصابين.
وقدمت المطرية عشرات الشهداء والمعتقلين منذ أحداث 3 يوليو, بخلاف شهداء مجزرة فض ميدانى رابعة والنهضة فى 14 أغسطس الماضي, وسقط بصفوف ثوار المطرية فى يوم 23 نوفمبر الماضى صلاح عادل صلاح أبو حميدة, خلال مشاركته فى مسيرة تطالب بإسقاط الانقلاب العسكرى, وفى يوم 3 يناير 2014 سقط بصفوف ثوار المطرية وألف مسكن معاذ منطاوى، 26 سنة، المطرية، ومن عائلة ميمى العمدة، عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى, وشاكر محمد, ومحمد أحمد 40 سنة, وإسماعيل فهمى بدوى, وفى مظاهرات 7 مارس, قدمت المطرية عددًا من الشهداء تمكنا من رصد بعضهم: "عمار من شبرا, وخالد سعيد من عين شمس, وشريف عاشور, وعبد الله نجدي, ومحمود شمس, وعبد الله مجدى, وأحمد من ألتراس أهلاوى".
كما قدمت المطرية شهداء آخرين خلال الفترة الأخيرة وصل عددهم لسبعة من بينهم خالد سعيد وأشرف خالد وعلى عز الدين، لتستكمل المطرية كتابة تاريخ جديد من التضحيات وفاتورة كاملة.
وأكد أحمد محمود، أحد شباب المطرية، أن هذا الحى يحمل قيمة تاريخية، وقد أدى استشهاد وإصابة عدد من أبنائه خلال المسار الثورى لجعله شعلة للاحتجاج، حيث طبيعة شوارع الحى المتداخلة جعلته مكانًا يصعب فيه اشتباك الشرطة مع المتظاهرين.
ويشير أحمد إلى أن أغلب المشاركين بالفعاليات لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين أو تيار دينى بعينه، مؤكدًا أنه منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى والأوضاع تزداد سوءًا فى الحى من ارتفاع الأسعار وسوء أحوال الناس وهو ما جعل معظم شبابه معارضين للسلطة الحالية.
صانعو الصلب يحوّلون مدينتهم إلى حصن منيع أمام الأمن
يعتبر أهالى حلوان أنفسهم رجالًا لا يضاهيهم أحد بسبب استمرار تظاهراتهم التى جاءت بعد 3 يوليو، متوعدين باستمرار فعالياتهم ضد الحكومة لإسقاط النظام.
مدينة حلوان إحدى مدن القاهرة وتضم عدة أحياء منها عين حلوان، ووادى حوف، وحدائق حلوان، وحى المعصرة، وحى المستقبل، ومدينة المعادي، ومركز ومدينة الصف ومركز أطفيح.
فمنذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، دأبت "حلوان" على تنظيم التظاهرات الرافضة للنظام الحالى وعادة ما تنطلق فعالياتها التى تنظمها من أمام عدد من مساجد المحافظة مثل "النور" بمدينة 15 مايو، و"خلفاء الرسول" بمنطقة المشروع الأمريكى، و"الرحمة" بمنطقة عرب غنيم، و"الزهراء" بمنطقة "التبين"، و"أنصار السنة" بمنطقة كفر العلو، و"الهدى" بمنطقة حدائق حلوان، و"عمر بن الخطاب" بمنطقة المعصرة، وكذلك مسجد المراغى وغيرها، لتزلزل أرجاء المحافظة بعد صلاة الجمعة.
عادة لا تخلو الفعاليات من وجود اشتباكات عنيفة بين رجال الشرطة والمتظاهرين وتداول لقنابل الغاز المسيلة للدموع وإطلاق الخرطوش ورصاص حى وأسلحة بيضاء ولا تمر فعالية بدون ضحايا.
واعتبر مواطنون بحلوان أن السر الذى يكمن فى ظهور المدينة بهذا الشكل هو التركيبة الاجتماعية فى حلوان وهى أقرب ما تكون إلى "التركيبة القبلية" لأن أغلب ساكنيها من الطبقة الوسطى، المحافظة دينيًا، خاصة مع وجود عدد من القرى حولها مثل كفر العلو والتبين والقرى القريبة من الصف والمشروع وأطلس ومايو، ساهمت فى تصدير حلوان كأحد أكبر أماكن الاحتجاج ضد السلطة منذ 3 يوليو الماضى.
ويقول عبد الرحمن عاطف، أحد شباب حلوان، إن أغلب حلوان معارضون ل 30 يوليو وأكثر مدن مصر تضحية وأول من خرج بعد فض رابعة كانت حلوان، موضحًا أن الحشد كله كان يتركز بحلوان، مؤكدًا أن الأهالى هناك المؤيدة ل"السيسى" كانت فى أول شهر فقط.
وأضاف عاطف ل"المصريون" أن السر وراء ظهور حلوان بهذا المظهر أنها بعديدة عن يد الشرطة بخلاف الجيزة ومدينة نصر والهرم، وكذلك الحماس فى رجال حلوان "زايد أوى، ومابيخافوش"، بحسب قوله.
"كرداسة" القرية التى تحدت النظام
"معقلاً للإسلاميين والسلفيين والجهاديين" هكذا كشف أهالى كرداسة السر وراء نشاط القرية الصغيرة صاحبة 69 ألف نسمة، وانتفاضتها ضد النظام الحالى بعد أحداث 3 يوليو، فذيع صيتها فى الآونة الأخيرة ورفعت شعار معارضة النظام مبكرًا.
قرية كرداسة هى إحدى قرى محافظة الجيزة بلغ إجمالى السكان فى كرداسة 69317 نسمة، منهم 35519 رجلًا و33798 امرأة، تشتهر بتجارة الأقمشة على مستوى الجمهورية، وبالحرف التقليدية وبالملابس والمنسوجات المفصلة يدويًا، من فساتين وجلابيات وغيرها، وتعتبر مقصدًا للمصريين قبل السياح من العرب والأجانب لشراء تلك المنتجات.
ذيع صيتها بعد اقتحام الأهالى لقسم شرطة كرداسة، صبيحة فض قوات الأمن لاعتصامى رابعة والنهضة 14 أغسطس، حيث تجمع مجموعة من المسلحين الملثمين حول قسم كرداسة وقاموا بمحاصرة القسم ثم بدءوا بإطلاق النار وزجاجات المولوتوف وإشعال الإطارات حوله، مما أسفر عن مقتل 11 ضابطًا ومجندًا، بعد استهداف القسم بالأسلحة النارية وإحراقه بالكامل انتقامًا لشهداء رابعة العدوية.
منذ ذلك التاريخ وخلق العداء بين "كرداسة" والنظام الحالى فلا تكد تمر دعوة للتظاهر إلى وتنتفض القرية عن بكرة أبيها ضد النظام، ولا تمر ذكرى إلا وتتصدر مظاهراتها محافظة الجيزة التابعة لها، حتى أصبحت ملجأ لبعض الحركات الثورية الإسلامية الرافضة للسلطات كحركة 18 وأحرار وغيرها.
وبسبب الفعاليات المستمرة ضد النظام اضطرت الحكومة أن تعيد اقتحام "كرداسة" بعد ثلاثة أشهر فى 19 سبتمبر الماضى بحجة تحريرها من قبضة الإرهاب، فدفعت وزارة الداخلية بقرابة 40 تشكيلًا من قوات الأمن المركزي، للبحث عن المطلوب ضبطهم وإحضارهم، وقامت أجهزة الأمن بإغلاق جميع مداخل ومخارج مركز كرداسة، ومناطق أبو رواش وناهيا وبنى مجدول ومنشية البكارى، لضبط الجناة.
وقال حامد عبد المجيد، أحد مواطنى كرداسة، إنه رغم الحملات الأمنية التى يمارسها النظام ضد القرية إلا إنهم يعيشون بلا حكومة منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة.
ويضيف حامد قائلًا: "إحنا عايشين بلا حكومة، فالمشاجرات تحدث يوميا بين السائقين وبعضهم بالأسلحة البيضاء، ولا يمر يوم واحد إلا وتحدث سرقة توك توك أو محل رغم القبضة الأمنية للقرية"، مؤكدًا أنهم يطبقون القانون بأنفسهم.
الهرم والطالبية.. الصداع الدائم فى رأس الأجهزة الأمنية
منطقة الهرم والطالبية بمحافظة الجيزة من أبرز معاقل الإخوان فى مصر، فمنذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى عقب تظاهرات 30 يونيو اندلعت بها الكثير من التظاهرات وسقط على إثرها المئات من القتلى والمصابين، وتخرج المسيرات عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع من مساجد "خاتم المرسلين، ومسجد الحمد بفيصل، والاستقامة" ويتم ملاحقتهم من قبل قوات الأمن، وتدور الاشتباكات الدامية بين الطرفين، الأمر الذى يخلف وراءه الكثير من الضحايا، وفى بعض الأحيان يتدخل بعض أنصار السيسى بالمنطقة لمواجهة مؤيدى مرسى مما يزيد من حدة الاشتباكات ووقوع إصابات من الجانبيين.
وتمثل تلك المنطقة صداعًا دائمًا فى رأس الأجهزة الأمنية بمديريتى أمن القاهرة والجيزة نظرًا لسيطرة الإسلاميين عليها وتواجد بها أماكن عشوائية كثيرة تتسبب فى إرهاق كبير لقوات الأمن، فبعد مرور أكثر من عام على عزل الرئيس محمد مرسى لم تستطع وزارة الداخلية السيطرة عليها أو القضاء على تظاهرات أنصار الشرعية.
ومن أبرز معالم محافظة الجيزة ومنطقة الهرم ميدان النهضة بالقرب من جامعة القاهرة والذى شهد اعتصامًا لأنصار مرسى قبل عزله إلى أن تم فضه فى 14 أغسطس 2013، حيث قامت قوات الشرطة مدعومة من الجيش بالتحرك لفض اعتصامات المعارضين لعزل مرسى فى 3 يوليو 2013 فى رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بمحافظة الجيزة، ومازالت قوات الأمن تسيطر عليه وتمنع المتظاهرين من الاعتصام به أو حتى الاقتراب منه.
كما تكثف قوات الأمن من وجودها بطول شارع الهرم والمناطق الحيوية بالجيزة فى أعقاب دعوات التحالف الوطنى لدعم الشرعية إلى تظاهرات ضد النظام خاصة فى يوم الجمعة من كل أسبوع، ومن أبرز هذه الأماكن منطقة التعاون بالهرم وأمام مبنى "كايرو مول" بمنطقة حسن محمد، وأمام قسم شرطة الطالبية ومبنى المحافظة وكوبرى الجيزة المؤدى إلى الجامعة.
عين شمس.. "المزلقان" سر انتفاضة الإخوان
ربما يكمن اكتساب "عين شمس" أهمية كبيرة وتصدرها للأحياء ومدن القاهرة التى يوجه إليها تحالف دعم الشرعية دعواته إذا ما أراد الحشد أو الخروج فى مسيرات إلى "المزلقان" الذى يربط بين محافظتى القاهرة والسويس والذى يعد شريانًا بين المحافظتين.
فكما يستخدم "المزلقان" فى نقل البضائع والمعدات والعمال المشاركين فى إتمام عمليات الحفر الأولية لمشروع "قناة السويس2"، يستخدم أيضا كأداة للإسلاميين فى تنظيم عشرات المسيرات التى تنطلق منه أو تصب فيه نظرًا لأهميته الاستراتيجية بالنسبة للثوار فهو يربط بين "شبرا مصر والمطرية وعين شمس" مما يسهل على المتظاهرين الفرار إذا ما أرادت الشرطة تفريق المظاهرات.
تعد أبرز المساجد التى تنطلق منها المسيرات عقب صلاة كل جمعة أو العشاء" حمزة بميدان النعام، وفاطمة الزهراء، ونور الإسلام، والعرب" وغيرها من المساجد التى باتت على موعد يومى لخروج المسيرات والمظاهرات الرافضة لسلطات 3 يوليو.
خبراء: معاقل الإخوان تستعصى على النظام.. والداخلية تجند عناصر لحسابها
أكد خبراء مختصون، أن مناطق سيطرة جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم تتمثل فى الأماكن الفقيرة والمزدحمة بالسكان مثل كرداسة، والمطرية، وعين شمس والهرم، مؤكدة أن هذه المناطق يصعب على قوات الأمن السيطرة عليها أو القضاء على التظاهرات التى تخرج ضد النظام، نظرًا لطبيعتها المهولة بالسكان وانتشار الأماكن العشوائية بها، مشيرين إلى أن وزارة الداخلية تعمل على تجنيد عناصر لها داخلها لملاحقة الإخوان.
وقال محمود جوهر، مدير أمن قنا السابق، إن سبب توغل الجماعات الإسلامية فى مناطق حلوان وكرداسة والجيزة، هو انتشار الفقر ووجود المناطق العشوائية، فى هذه الأماكن مما يشكل تربة خصبة لجماعة الإخوان المسلمين لنشر فكرهم من خلال مساعدة الفقراء والمحتاجين وبث روح الكراهية ضد الأنظمة السياسية الموجودة على مدار العقود السابقة، وذلك نتيجة الإهمال الجسيم لمؤسسات الدولة لعمل الخدمات الأساسية لهؤلاء المواطنين، مما أدى إلى مقاومتهم للسلطات الحالية وتعاطفهم مع الإخوان المسلمين.
وأضاف جوهر أن مثل هذه المناطق تمثل صعوبة كبيرة للجهات الأمنية فى التعامل، معها نظرا للتكدس السكانى الرهيب والمناطق العشوائية، لذلك تعمل وزارة الداخلية على تجنيد بعض العناصر لها هناك من أجل جمع التحريات اللازمة عن الإخوان فى هذه التجمعات، وعند الحملات الأمنية يتم التعامل معها بحذر شديد حفاظًا على حياة السكان، مؤكدًا أن أى اقتحام لهذه البؤر لن يتم إلا بوجود خطة محكمة قبلها وبعد وجود التحريات الدقيقة عنها.
وقال خالد سعيد القيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، إن التحالف يتبع عدة استراتيجيات فى التعامل مع النظام الحالى، مؤكدًا أن مناطق حلوان والجيزة بما فيها من قرى ونجوع تنشط فيها الحركات الثورية بشكل كبير ضد الانقلاب العسكرى وإن التظاهرات التى تخرج تجمع بين كل أطياف هذا المجتمع وليست قاصرة على جماعة الإخوان فقط أو التيارات الإسلامية.
وأضاف سعيد، أن وضع خطة التظاهرات والفعاليات الميدانية متروك للشباب الفاعل على الأرض ولا يتدخل فيها "دعم الشرعية" على الإطلاق، مؤكدًا أن هذه المناطق لم يستطع النظام على مدار أكثر من عام أن يقضى على الحراك الثورى بها نظرًا للوعى الكامل لدى المواطنين بما يدور على الساحة وما تعرضوا له من اعتقالات وقتل لم يثنيهم عن مواصلة مسيرتهم نحو الحرية.
وأكد أحمد عبدالحميد حسين، الباحث فى علم الاجتماع السياسي، أنه بالرجوع لفكرة التقسيم بين المدن والريف، نجد أن هناك صعوبة فى السيطرة الأمنية على الأماكن الكبيرة جدًا مثل حلوان، حيث طبيعة الأفراد الشخصية وتركيبتها فى المناطق العمالية وسهولة "التشبيك والحشد والتعبئة" لوجود المصانع الكبيرة العملاقة يحولها إلى "وحدات" سهلة التمرد والعصيان، وهو ما كانت تجيده غزل المحلة فى الفترات السابقة، لأن نفسية سكانها قابلة للتمرد الفورى والسريع والسهل، خصوصًا مع إجادتهم ل"التفكير خارج الصندوق".
وأوضح الباحث فى علم الاجتماع أنه لا يملك أرقامًا موثقة للأعداد الحقيقة للجماعة فى مناطق حلوان وعين شمس وكرداسة وغيرها من الأماكن، إلا أن الأعداد التى تظهر فى الفعاليات الاحتجاجية ليست لأعضاء الجماعة فقط، فهناك مؤيدون للجماعة، ولذا فالمشهد "أكثر من الأرقام"، مؤكدًا أن الجماعة تستخدم تكتيكًا مختلفًا، بعدم نزول جميع أعضائها فى التظاهرات التى تخرج فى هذه المناطق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.