آمل المصريون برحيل نظام حسني مبارك أن ينتهي كل ما يمت للنظام من سوء معاملة وإهدار لآدمية الإنسان لكن فألهم خاب مع استمرار تلك السياسة المثيرة للجدل. وكان آخر تلك الحوادث التي تسلط الضوء على استمرار انتهاك آدمية المصريين ما كشفت عنه اللجنة العامة لحقوق الإنسان بنقابة المحامين، وللمرة الثالثة على التوالي أمس في نيابة امن الدولة حيث يشكو المتهم خالد محمود من المعاملة السيئة لوزارة الداخلية بوضعه في زنزانة انفرادية بدون ماء ولا كهرباء ولا دورة مياه ولا طعام ولا دواء في زنزانة متر في متر ونصف مخصصة لعتاة المجرمين. واعتبرت اللجنة أن هذا الأمر مخالف للوائح السجون ومعاملة المحبوسين احتياطيا في الوقت الذي يعاملون فيه جمال وعلاء مبارك ومعهم الذين سرقوا وأجرموا في حق مصر وشعب مصر معاملة فوق الممتازة في حجرات بها تليفزيون وسرير وثلاجة وكهرباء ودورة مياه في سجن مزرعة طره. واعتبر المحامي ممدوح إسماعيل عضو مجلس نقابة المحامين ومقرر اللجنة العامة لحقوق الإنسان بالنقابة أن ما يحدث من سوء معاملة للمتهم خالد محمود هو اضطهاد متعمد ضد مواطن مصري محبوس احتياطيا وتمييز في المعاملة وضد كل قواعد العدالة وحقوق الإنسان ورجوع لأسلوب عهد الظلم القديم بقيادة الطاغية المخلوع حسنى مبارك ووزير داخليته "المجرم" المحبوس حبيب العادلي. وأشار إلى أن المتهم أصر أمس على الاعتصام بالنيابة لحين تحسين معاملته ولكن قوة شرطة الترحيلات أخذته بالقوة ومنعت عنه زيارة أهله. وخاطبت اللجنة العامة لحقوق الإنسان وزير الداخلية بالتحقيق فيما حدث وحتمية تغيير معاملة المتهم بما يليق بالمحبوس احتياطيا ونقله إلى سجن مزرعة طره.