بعد عام من انضمامه للتحالف الوطني لدعم الشرعية المناهض للسلطة الحالية, قرر حزب الوسط الانسحاب والعمل في إطار سياسي جديد بعيدًا عن مظلة التحالف التي أكد اعترافه بوجود أخطاء أحاطت المرحلة الماضية ضمن عمل التحالف لكنه لم يصنفها. "انسحاب الوسط" لم يسبقه أي مناورات سياسية من جانب السلطة الحالية حيث استمر اعتقال قياداته أبو العلا ماضي رئيس الحزب ونائبه عصام سلطان وعضو الهيئة العليا حسام خلف وعدد من الأعضاء بالمحافظات, فيما استمر التضييق علي رموزه العاملين خارج البلاد مثل حاتم عزام ومحمد محسوب ونيفين ملك. وشهدت الفترة الماضية منذ عام تقريبًا انقطاع كل أنشطة الحزب السياسية إلا فيما يتعلق بالمبادرات التي قاد الوسط أهمها والتي لن تنتج حلولاً حتى اللحظة الأمر الذي جعل الوسط يفكر بشكل جديد فرأي أن مهمته الأساسية تتلخص في جمع رفقاء ميدان الثورة "25 يناير" لحين إمكانية الضغط علي النظام الحالي برؤية جديدة تكون أكثر مساحة للشخصيات والأحزاب السياسية القائمة بعد حالة التصلب والعناد الفكري الذي أصاب عدد من الرموز والشخصيات السياسية من الطرفين. تفاصيل كثيرة ربما شهدتها أروقة السياسة قبيل إعلان قرار الوسط بالانسحاب والعمل خارج مظلة دعم الشرعية الذي استمر لمدة أكثر من عام علي الأقل ضمت العديد من الأحزاب الإسلامية في إطار رافض للنظام الجديد, مشددين على استمرارهم في دعم شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي والذي لم يتفهم كثيرون حتى الآن م مدي استمرار تلك الأحزاب نفسها على الوفاء بالتزامهم في الدفاع عن شرعيته المهندس "عمرو فاروق" المتحدث الرسمي باسم حزب الوسط أكد أن قرار الحزب الأخير بالعمل خارج إطار التحالف الوطني لدعم الشرعية, يأتي بناءً علي عدة أسباب أهمها العمل علي تدشين مظلة وطنية رحبة تشمل جميع رفقاء ثورة 25 يناير التي باتت مهددة بعد ان وصفت بالمؤامرة. وأضاف "فاروق" في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن فكرة التحالف كانت قائمة علي كونه مظلة سياسية تجمع جميع المناهضين للسلطة قبل 30 /6 من العام الماضي, مؤكدًا أن مصر الآن تعاني أزمة حقيقية علي مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية, تنذر بانهيار البلد في منعطف خطير لا يتحمل عقباه. وأشار "فاروق" أن المرحلة الحالية تحتج لكسر الجمود والتصلب الذي أصاب الحياة السياسية بتوافق جميع الأطراف التي شاركت في 25 يناير وألا تكون الديمقراطية حالة من الترف إذ تحولت البلاد لوضع آخر. وأكد "فاروق" أن الوسط يعمل منذ شهور علي خلق إطار من التفاهم بيد أن الأمر يعد من الصعوبة أن يبدأ سريعًا لاسيما أن هناك أزمة ثقة انتابت رفقاء الثورة صعب أن يتم بسهولة, لكنه أشار إلي أهمية خلق تلك المسار الجديد لربما ينتج عنه اتفاق وحلول ومبادرات سياسية تؤهل لوجود مصالحة. وشدد "فاروق" على ضرورة وجود حلول مستشهدًا بما وصلت اإيه المقاومة في غزة من اتفاق مع السلطة الفلسطينية, إضافة إلي ما شهدته تونس من مصالحات مشيرًا أن الأمر بالنهاية لمصلحة مصر. وحذر القيادي بالوسط من مآلات حالة التصلب الفكري والسياسي التي تشهدها الحالة السياسية إلي أن وصلت لتوجيه بعض الشباب للعنف والتي ظهرت بعض إرهاصاتها في الآونة الأخيرة ما تخلق مساحة من العنف والعنف المضاد الذي لا يحمد عقباه, مؤكداً "مصر الآن في أزمة حقيقة شديدة التعقيد, بما تواجه من تهديدات إقليمية استقطاب سياسي داعيًا إلي أهمية كسر ما وصفها بحالة الجمود والتصلب السياسي الموجود، التي تنتاب جميع الأطراف السياسية. وفيما يتعلق بمدي تقبل باقي قيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية لاسيما من جماعه الإخوان لفكرة انسحاب الوسط قال فاروق إن القيادات تقبلت الأمر بصدر رحب وأبدت احترامها للقرار لتأكدهم من أن اتجاه الوسط الجديد يحمل أحد رواسب تحقيق أهداف ثورة يناير. وأضاف: "سنستمر في التنسيق مع الجميع حتى إيجاد حلال يرضي جميع الأطراف السياسية من رفقاء ثورة يناير, رافضًا الكشف عن هوية الأحزاب والحركات التي يتم التنسيق معها لكنه أكد أن هناك ورش عمل مستمرة علي مدار الشهور السابقة للخروج بصيغه مختلفة. وحول الاتهامات الموجه للحزب بممارسه ضغوط عليه من قبل السلطة الحالية بما يهدد مستقبله السياسي أكد "فاروق" أن كل تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة ونظرتنا للأمور ما زالت كما كانت منذ 3/7 مشيرًا إلى أن الحزب رافضًا لفكرة الإقصاء والتخوين وأن من يقوم بذلك هدفه أكبر من إنهاء الحياة السياسية للوسط.