إغراءات للسودان بضمها ل«التجارة العالمية».. والحكومة تؤكد:«اجتماع الخرطوم سيحّل الأزمة» اعتبر خبراء، أن التصريحات التى يُدلى بها المسئولون الحكوميون عن حل أزمة سد النهضة قريباً، «متعجلة ومتفائلة زيادة عن اللزوم»، مؤكدين أن الاجتماعات التى تُعقد فى الغرف المغلقة بين المسئولين عن إدارة الملف لا تخرج بجديد. وحذروا من أن أزمة سد النهضة تتصاعد يوماً بعد يوم فى ظل انشغال الحكومة بالمشروعات الجديدة ومنها تنمية وتطوير قناة السويس، مُحملين - وزير الري- المسئولية عن أى فشل فى الاجتماع الثلاثى المقرر له فى 26 و 27 من الشهر الجاري. وحمّل الدكتور نصر علام، وزير الرى الأسبق، المسئولين عن إدارة الملف «المسئولية الكاملة» عن تفاقم الأزمة حتى الآن، مشيراً إلى أن الوسيلة الوحيدة التى يمُكن لمصر أن تفاوض إثيوبيا عليها هى "تقليل السعة التخزينية لسد النهضة"، وفيما عدا ذلك فلن تستجيب إثيوبيا لأية مطالب من الجانب المصري. واعتبر الوزير الأسبق، أن إثيوبيا ستستخدم كل أسلحتها لعدم خسارة المعركة مع مصر بما فى ذلك الاعتراض على المطلب المصرى بتحديد السعة التخزينية لسد النهضة بحجة أن ذلك سيكون من اختصاص اللجنة الثلاثية، مشيراً إلى أن وزير الرى لا يمُكنه أن يفرط فى نقطة مياه واحدة. واستشهد علام، بمذكرة النوايا الحسنة التى أعدتها مصر للحفاظ على حصتها من مياه نهر النيل ورفضت إثيوبيا التوقيع عليها لاحتوائها على بنود تحُد من حصتها المائية وتفرض عليها قيوداً ليست فى حاجه إليها، كما جاء فى بيان وزير الخارجية الإثيوبى فى ذلك التوقيت. وتحاول مصر كسب «السودان» التى بدت فى الآونة الأخيرة على أنها أقرب بكثير من الاقتناع بالموقف الإثيوبى فى تلك الأزمة، ولاسيما بعدما أعلنت صراحة عن حاجتها إلى الكهرباء التى سيوفرها لها سد النهضة، وأعلنت إثيوبيا توفير الكهرباء لها بأسعار مناسبة. وفى سياق ذلك، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة المصرية، أن مصر على استعداد تام لمساندة السودان فى هذا الشأن من خلال تقديم دعم فنى لنقل الخبرات المصرية المتراكمة للجانب السودانى وتسهيل عملية انضمامها لمنظمة التجارة العالمية. وقال الخبير المائى العالمي، الدكتور ضياء القوصي، إن مصر لها الحق فى استخدام كل الأوراق التى لديها من أجل كسب ثقة الدول التى تنحاز إلى إثيوبيا فى القضية، مؤكداً أن موقف إثيوبيا قائم على أسس عدة، منها الدعم الكبير المقدم لها من دول لا تُريد لمصر الخير. وتابع، «الحكومة المصرية تحاول حفظ ماء الوجه قدر المستطاع، وذلك للحفاظ على الوعود التى قدمها الرئيس السيسى بحّل الأزمة قريباً»، قائلاً «أعتقد أن مصر ستفعل المستحيل حتى لا يحرج السيسى أمام الرأى العام». فى الوقت نفسه، قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن أزمة سد النهضة ستحل قريباً وربما يتم التوصل لحّل خلال اجتماع الخرطوم القادم، مؤكداً أن مصر تسير وفق الخطط الموضوعة لتنفيذ رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وشدد الوزير على أهمية استمرار التفاوض بين الجانبين واستخدام الطرق السياسية الدولية فى التفاوض مع إثيوبيا حتى تقتنع بحقوق مصر التاريخية من مياه نهر النيل. يُذكر أن الجانب المصرى يعول كثيراً على الاجتماع الثلاثي الذى يضم كلاً من "مصر والسودان وإثيوبيا" والمقرر انعقاده فى العاصمة السودانية "الخرطوم" فى أواخر هذا الشهر، وذلك للخروج بنتائج مرضية لمصر وإثيوبيا على حدٍ سواء.