طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الإثنين الدول الإفريقية بالتخلى عن الزعيم الليبي معمر القذافي، ووجهت أيضا دعوة لنشر الديمقراطية على نطاق أوسع في القارة السمراء. أضافت كلينتون في كلمة أمام الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "طالما بقى القذافي في ليبيا، فإن شعبها سوف يكون في خطر. يتعين على القذافي أن يترك السلطة. أناشد كل الدول الإفريقية أن تدعو إلى وقف حقيقي لإطلاق النار وتدعو القذافي إلى التنحي". وفي أول خطاب لوزير خارجية أمريكي أمام الاتحاد الإفريقي، الذي يضم 53 دولة، طالبت كلينتون الاتحاد بدعم الانتقال إلى الديمقراطية في ليبيا. وأشارت إلى أنه بينما كان القذافي عنصرا فاعلا في إقامة وتمويل الاتحاد الإفريقي، الذي تأسس في عام 2002، فإن من واجب الدول الإفريقية أن تساعد على دعم الإطاحة به من السلطة. وقالت كلينتون: "العالم يحتاج الاتحاد الإفريقي ليقود (هذه الخطوة)". وأدان الاتحاد الإفريقي الهجمات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد مراكز نفوذ القذافي في البلاد. ويسعي الاتحاد إلى التوصل إلى حل عن طريق التفاوض للنزاع الدائر في ليبيا. وانتهزت كلينتون الفرصة لانتقاد زعماء أفارقة آخرين يتولون السلطة بدون تفويض ديمقراطي. وأبلغت وفود الاتحاد الإفريقي: "الكثير من الأشخاص في إفريقيا مازالوا يعيشون في ظل حكام يتولون السلطة منذ فترة طويلة، وهم رجال يهتمون كثيرا بطول بقائهم في الحكم بينما يبدون اهتماما ضئيلا بالميراث الذي يجب إقامته بالنسبة لمستقبل بلادهم". استطردت كلينتون: "حتى إن البعض يزعمون أنهم يؤمنون بالديمقراطية التي يتم تعريفها على أنها إجراء انتخابات مرة واحدة". وحذرت من أنه بدون مشاركة أوسع نطاقا من جانب الشعب في الحكومة والسياسة، فإن دولا أخرى يمكن أن تشهد أيضا اضطرابات، وقالت: "الأساليب القديمة للحكم لم تعد مقبولة". وخلال قيامها بإلقاء خطابها، انطفأت الأنوار في القاعة الكبرى بالاتحاد الإفريقي، مما دفعها إلى أن تقول إنه "عندما تحدث أشياء من هذا القبيل، يجب عليكم أن تواصلوا ما تقومون به"، الأمر الذي أثار ضحك الحضور. وأدلت كلينتون بهذه التصريحات في ختام زيارتها التي استغرقت خمسة أيام لأفريقيا والتي بدأت يوم الجمعة الماضي. وقبل زيارة إفريقيا، شاركت كلينتون في اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في الإمارات.