نظّم محتجون معارضون للسلطات المصرية الحالية، مساء يوم الجمعة، مظاهرات ليلية، في 15 محافظة مصرية على الأقل (من بين 27 محافظة) إحياءً للذكرى الأولى لفض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى. في الوقت الذي شهدت عدة مدن قطع مجهولون لطرق رئيسية، وإبطال مفعول قنابل بدائية الصنع، حسب شهود عيان ومراسلي الأناضول. وتصدرت صور قتلى الفض واللافتات المطالبة بالقصاص، احتجاجات المتظاهرين، اليوم الجمعة، وسط هتافات مناوئة للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. كما رفع بعض المحتجين صورًا لمرسي، وسط هتافات تطالب بعودته إلى رئاسة البلاد، ورفعوا لافتات بعضها مكتوب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام"، وفق المصادر ذاتها. وتأتي الفعاليات استجابة لدعوة أطلقها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي للخروج اليوم في مظاهرات في إطار إحياء الذكرى الأولى لفض ميداني رابعة والنهضة. في القاهرة، خرجت مسيرات ليلية، في مناطق حلوان (جنوب)، والمطرية ومدينة نصر (شرق)، رفع المشاركون فيها صورًا لقتلى فض اعتصام رابعة. كما خرجت مسيرات أخرى في محافظة الجيزة (غرب القاهرة) بمدن ومناطق إمبابة، والبراجيل، والهرم، والعمرانية، والصف، والعياط، والحوامدية، والبدرشين، وأطفيح. وفي الإسكندرية (شمال)، نظم مؤيدون لمرسى مسيرات بمنطقة أبو سليمان، رددوا فيها هتافات مناهضة للجيش والشرطة. الأمر نفسه، تكرر في محافظاتالقليوبية، شمال القاهرة، ودمياط والدقهلية والشرقية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة (دلتا النيل/ شمال)، والفيوم وبني سويف والمنيا (وسط)، وبورسعيد والسويس وشمال سيناء (شمال شرق). في الوقت نفسه، أبطلت قوات الأمن ببني سويف (وسط) مفعول قنبلة بدائية الصنع بالقرب من محطة الواسطي (تابعة للسكك الحديدية)، بحسب ما صرح به اللواء محمد عماد سالم مدير أمن المحافظة للصحفيين. فيما قطع مجهولون الطريق الزراعي "مصر- أسوان" الزراعي، عند محافظة المنيا (وسط)، وأوقفوا حركة السير لأكثر من ساعة، حسب شهود عيان. كما قطع مجهولون طريق "شبين الكوم- طنطا" بمحافظة الغربية (دلتا النيل/ شمال) وأشعلوا إطارات فارغة مما تسبب في شلل تام لحركة المرور، حسب شهود عيان. وفي 14 أغسطس/آب من العام الماضي فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين حسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) أن أعداد القتلى حوالي الألف. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشرت، أمس الأول الثلاثاء، تقريرا عما وصفته ب"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية. ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار، فيما اعتبرت الحكومة المصرية أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة".