ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرئيلية أن الهدنة المؤقتة في غزة, التي تم التوصل إليها في القاهرة, أنقذت إسرائيل وحماس من الانهيار. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 أغسطس أن الهدنة جاءت, وكل أطراف الصراع على شفا هاوية، حماس من الجهة العسكرية، وسكان غزة من الجهة الإنسانية، وإسرائيل من جهة صورتها في العالم, ومن جهة دبلوماسية. ولفتت الصحيفة إلى المأزق الكبير لحكومة بنيامين نتنياهو, بسبب التناقض بين رغبة الجمهور الإسرائيلي في أن يرى هزيمة حماس, وبين التسليم بمكانتها بصفتها شريكة غير مباشرة في التفاوض على مستقبل غزة. ووافقت إسرائيل وحركة حماس مساء الاثنين الموافق 4 أغسطس على تهدئة بوساطة مصرية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة, اعتبارا من صباح الثلاثاء. ومساء الثلاثاء، وصل وفد من ثلاثة مسئولين إسرائيليين إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات مع الجانب المصري من أجل الوصول لهدنة دائمة، حسبما أفاد مسئولون في مطار القاهرة. كما وصل من قطاع غزة الثلاثاء, أربعة أعضاء من الوفد الفلسطيني المفاوض، هم خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، وعضوا المكتب السياسي لحماس خليل الحية وعماد العلمي، والنائب عن فتح فيصل أبو شهلا. وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم ال29 لبدء العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي أسفر منذ 8 يوليو الماضي عن استشهاد 1875 فلسطينيا على الأقل, وفق وزارة الصحة التي أكدت أن من بين الشهداء 430 طفلا و243 امرأة و79 مسنا. وأوضحت الوزارة أن حصيلة الشهداء من الطواقم الطبية 21 شهيدا، وأشارت إلى أن عدد الجرحى بلغ 9567 من بينهم 2878 طفلا. ودخلت التهدئة يومها الثاني في قطاع غزة وواصلت فرق الإنقاذ جهودها لانتشال الجثث من تحت أنقاض البنايات المدمرة، بينما استعاد القطاع بعضا من حيويته بعد أسابيع من العدوان الإسرائيلي. وأكدت حركة حماس رفضها مجرد الاستماع لطرح نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، في مفاوضات القاهرة الهادفة للتوصل لتهدئة شاملة مع إسرائيل في وقت رجحت فيه واشنطن مشاركتها فيها. وتستضيف القاهرة وفدا يضم ممثلين للفصائل الفلسطينية، من بينها حماس، للتفاوض من أجل الوصول لتهدئة دائمة تنهي النزاع الدامي مع إسرائيل في القطاع المحاصر منذ العام 2006. وقال عزت الرشق القيادي البارز في حركة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية في القاهرة :"نحن كوفد لا نقبل أن نستمع إلى أي طرح في هذا الخصوص، ومن يظن أنه انتصر في المعركة حتى يطلب هذا الطلب فهو مخطئ، فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون". وأضاف الرشق أن "موافقة إسرائيل على التهدئة وما تلاها من انسحاب لجيش الاحتلال من غزة جاءت لأنهم وصلوا إلى طريق مسدود. ورغم الألم والصمود والتضحيات والصبر نؤكد أن شعبنا ملتف حول المقاومة". واعتبر أن "كل ما أنجزته إسرائيل هو جرائم حرب ضد المدنيين، وعدونا لم ولن يحقق أهدافه من هذه المعركة". وبدوره، قال إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في بيان :"إن ما عجز عنه الاحتلال في ميدان الحرب والمواجهة لا يمكن أن يحصل عليه في ميدان السياسة"، في إشارة منه لمحاولة إسرائيل القضاء على قدرات حماس العسكرية في هجومها الأخير على القطاع. وأضاف "وفدنا بالقاهرة خلفه شعب موحد ومقاومة باسلة وتضحيات جسام، وهو متمسك بمطالبنا ولن يساوم عليها".