نشرت صحيفة اليوم السابع بصفحتها الأخيرة في عددها السابع الصادر في الرابع من شهر رجب 1432[ 6 يونيو2011] خبرا عنوانه " جامعة الاسكندرية تطرد عم جمعة أقدم بائع جرائد لأنه لم يدخل المزاد " وجاء في الخبر أن محمد جمعة ( 59سنة) أنشأ كشكا لبيع الجرائد داخل الحرم الجامعي لكلية الطب بجامعة الأسكندرية منذ عام 1977 ويدفع للجامعة إيجارا عن هذا الكشك 210جنيهات شهريا . وبعد اثنين وثلاثين عاما استقرت فيها حياة الرجل وأسرته على دخله الثابت المحدود من هذه المهنة ، عاصر فيها خمسة وعشرين عميدا ووكيلا لكلية طب اسكندرية ، فوجئ الرجل بعميد الكلية الحالي يطلب منه ترك الكشك ، بحجة أعمال التجديد ، وأفادت إدارة العقود بالجامعة بأن عقد عم جمعة مدته عام واحد ويتم تجديده برضا الطرفين .. إلى أن ورد [ باسم الله ماشاء الله !!] تقرير من الجهاز المركزي للمحاسبات يتضمن عدة ( مخالفات ) ارتكبها المستأجر خارج بنود العقد ، حيث مارس أنشطة أخرى بخلاف بيع الجرائد !! مما يستوجب عمل مزايدة جديدة للتأجير . انتهى الخبر . وتبدأ التساؤلات ... ما "الأنشطة الأخرى " التي ( مارسها ) هذا العربيد الفاجر المجاهر بمعصية مخالفة العقد ؟ أكان يبيع الهيروين أو البانجو ؟ لو فعل ذلك لاستتر حتما ولما طالته تلك العيون ( المفنجلة !!) لديوان المحاسبات !! أكان يبيع حبوب الهلوسة التي يحكي عنها سيادة الحقيد القذافي. لو فعل ذلك لظهرت ثورة الشباب على التوريث الذي يمارسه أساتذة جامعتهم منذ عقود جهارا نهارا !! لابد أن الرجل كان يستعين على ملاليم مكسب بيع الجرائد ببيع بعض البسكوت أو علب العصير للشباب . وهذا – في عرف الجهاز النبيه الصاحي – إثمٌ كبير لا كفَّارة له إلا بالتنكيل بالرجل وطرده ( مع أنه يدفع إيجار المكان) ؟ أين كان الجهاز المركزي للمحاسبات ( الفتوة ) وإدارة العقود بالجامعة حين كانت الندوات تُعقد للوريث العريس بالجامعة ويُنفَق عليها ملايين الجنيهات لا يجرؤ أحد من أكبر الكبار على مجرد السؤال عن جنيه واحد منها؟ ألم يكن البحث في هذه الناحية أهم من ممارسة الفروسية والبطولة على أسرة فقيرة ترتزق من ملاليم مكسب بيع الجرائد لتستر أعراض بنباتها وتستر بطالة أبنائها ؟ أين كان الجهاز المركزي للمحاسبات ( الفتوة ) و إدارة العقود بالجامعة حين كانت الجامعة مرتعا للحزب الوثني البائد ويتربع محمد عبد اللاه أمين الحزب على مقعد رياستها ؟ أين كان الجهاز المركزي للمحاسبات ( الفتوة ) و إدارة العقود بالجامعة حين كانت الملايين تُنفق في إهداء شهادات علمية فخرية لسين وصاد من ذيول النظام البائد دون إحم أو دستور ؟ ألم يكن البحث في هذه الناحية أهم من ممارسة الفروسية والبطولة على أسرة فقيرة ترتزق من ملاليم مكسب بيع الجرائد لتستر أعراض بنباتها وتستر بطالة أبنائها ؟ أين كان الجهاز المركزي للمحاسبات ( الفتوة ) و إدارة العقود بالجامعة حين تولى رياسة تلك الجامعة رجلٌ لم يحصل إلا على الماجستير وتم تزوير شهادته على أنها تعادل الدكتوراة لأن ( خاله) كان رئيسا للجنة العليا للبعثات فأفتى بأن شهادة الماجستير من جامعة كولومبيا المبتعث لها المحروس ابن أخته تعادل شهادة الدكتوراة من أي جامعة على كوكب الأرض !!! ، وسرعان ما عاد الفتى يركض بماجستيره ليصبح دكتورا ثم مساعد أستاذ ثم أستاذا ثم عميدا ثم رئيسا لتلك الجامعة العريقة ؟ ألم يكن البحث في هذه الناحية أهم من ممارسة الفروسية والبطولة على أسرة فقيرة ترتزق من ملاليم مكسب بيع الجرائد لتستر أعراض بنباتها وتستر بطالة أبنائها ؟ أين كان الجهاز المركزي للمحاسبات ( الفتوة ) و إدارة العقود بالجامعة حين أثيرت عشرات قضايا السرقات العلمية للأبحاث والكتب في تلك الجامعة في تخصصات شتى؟ ألم يكن البحث في هذه الناحية أهم من ممارسة الفروسية والبطولة على أسرة فقيرة ترتزق من ملاليم مكسب بيع الجرائد لتستر أعراض بنباتها وتستر بطالة أبنائها ؟ إيه أيتها الكائنات الضحلة ، أغثيتم نفوسنا بفروسيتكم وتقاريركم الصارمة ضد عباد الله المستضعفين وكنتم أمام الهانم ومن هنَّم الهانم أذلَّ من قُرادة التصقت بجلد كلب أجرب . اطردوا عم جمعة فإن قراءة الطلاب للجرائد هي التي تخيفكم . اطردوا عم جمعة بعد اثنين وثلاثين عاما ، واستدعوا للجامعة من يفتح بابا آخر للتثقيف حول رضاعة الكبير ، ونفاق الكبير ، ومداهنة الكبير . اطردوا عم جمعة بعد اثنين وثلاثين عاما ليتقدم بأسرته إلى مكتب العمل باحثا عن وظيفة بمائة جنيه مما توفره حكوماتكم المرتعشة لبقايا شعبها الصابر . اطردوا عم جمعة بعد اثنين وثلاثين عاما ليحرق نفسه وأسرته جوعا كما فعل " بوعزيزي " في تونس حين استكثروا عليه عربة يد يبيع عليها الخضار ليجد مورد رزق حلال . اطردوا عم جمعة بعد اثنين وثلاثين عاما فقد قال أسلافكم من قبل : أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ، إنهم أناس يطلبون اللقمة الحلال فلا مكان لهم وسط التكية التي لا تضم إلا غلاظ الأكباد . ممن يسهرون الليالي يتفننون في تقارير يدبجونها ضد رجل فقير يعول أسرة لا يعلم إلا الله كيف تعيش ، ويتغاضون عن سادتهم اللصوص الكبار !!! [email protected]