لم يكن يعلم محمد طارق، المعيد بكلية العلوم أنه سيأتي عليه يوم ويبحث فيه عن عمل، ولم يكن يتصور أن إصاباته البالغة لم تشفع له عند رؤساء الجامعات وعمداء الكليات الإسكندرية الذين قاموا بفصله من عمله بعد أحداث 3 يوليو. محمد طارق، ذلك الطالب المجتهد الذي عين معيدًا مؤقتًا في كلية العلوم قسم حيوان بالإسكندرية وحلم بالتثبيت الدائم في عهد الدكتور المعزول محمد مرسي، لكن كما يقولون في الأمثال "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، فبعد مرور عام أصبح طارق الذي أصيب خلال فض اعتصام "رابعة" عاطلاً وأمله في الحياة "كله راح". روى طارق ل"المصريون" قصة فض الاعتصام فجر يوم 14 أغسطس 2013 فقال: "صلينا الفجر ونمنا حوالي ساعة وفي حوالي السادسة صباح هذا اليوم هاجمت قوات الجيش والشرطة مقر الاعتصام من كل مكان بكثافة غريبة وأخذت القوات في الفض بكل عنف وبمنتهى الوحشية". وأضاف: "في البداية بدأوا بإطلاق الغاز، ولم يتركوا منافذ للخروج، بل حاصروا الميدان من مختلف النواحي من الشارع الجمهوري وشارع الطيران وباقي مداخل ومخارج ميدان رابعة، وأخذوا في بث خطاب مسجل يقول: "اخرجوا قبل الضرب"، وفي أثناء ذلك كانوا يفضون الاعتصام بمنتهى الوحشية"، بحسب قوله. ويسترجع طارق ما حدث خلال فض الاعتصام، قائلاً: "كان معايا "شاش" وكنت بأعالج من يصاب وفجأة جاءني رصاص حي متفجر، أصبت برصاصتين بالصدر والوجه وأخرى فى الذراع ما أدى إلى "انتفاخ" ببعض أجزاء الجسم". وتابع "خرجت بأعجوبة ليل يوم الفض بعد أن قامت القوات بحرق الجثث". وعن حقوق الشهداء والمصابين في أحداث الفض، علق طارق بتهكم، "في مصر "ولا الهوى" فماذا تنتظر من نظام يأمر ذوي المصابين والشهداء بتسجيلهم "منتحرين" حتى يخرجوا لهم تصاريح الدفن". وتابع قائلاً: "خارجيًا رفعنا قضايا دولية، ولكن بدون جدوى تبناها التحالف ولكن بدون استجابة أو صدى دولي". وعن دور المصابين يوم 14 أغسطس الجاري وإمكانية مشاركتهم في فعاليات ذلك اليوم، قال إن "المصابين مكملين يوم فض الاعتصام ولن يغيب عنا إلا من فقد قدماه أو من عجز على الحراك".