فساد مالي وتمييز وتقصير رسمي.. والخلافات الشخصية خلف نشر الفيديو عقب عام من الواقعة ربما لا يدرك الأطفال محل الواقعة ما يحدث الآن.. استيقظوا ذات صباح فإذا بهم ينقلون إلى دار أيتام أخرى بعد أن تم تقسيمهم إلى فريقين، وإذ بأشقاء سنوات في الدار أو ربما بصورة أدق في "العذاب"، طبقًا لما ظهر في الفيديو- فرقاء.. بالتأكيد سيطرحون التساؤلات عن سبب تلك التنقلات، ولكن إذا قال أحدهم إن "العلقة" التي تجرعوها منذ عام هي السبب في ذلك، هل سيتذكرها هؤلاء؟ هل سيستطيعون أن يميزوا بينها وبين غيرها من قسط كانوا ينالوه بانتظام؟ هل سيدركون أن تسريب فيديو للواقعة هو ما أثار كل ذلك؟ ولكن لماذا تسرب الآن فقط؟ وماذا إذا لم يتسرب ذلك الفيديو؟ للوهلة الأولى لن يظهر لك جراء ذلك الفيديو إلا شخص انعدم ضميره وفقد كل معاني الإنسانية، انهال كذئب لقي فريسته ليصب عليها جم عقده النفسية، وهنا سيصبح من المنطقي أن يثور كل من يرى الفيديو وينهال بالسباب على "أسامة"، مدير الدار وصاحب الواقعة، وتبدأ المراكز الحقوقية في الاستهجان، والتوك شو في الحديث، لتأخذ تلك القضية دورتها المعتادة في قاموس المصريين عن القضايا المؤقتة التي سرعان ما إن تنسى حتى تظهر قضية أخرى أحدث، إلا أن المدقق خلف تلك الواقعة، سيكتشف أن الأمر أكبر من ذلك، فالواقعة ليست أخلاقية فقط، بل تحمل بين طياتها فسادًا ماليًا وتمييزًا عنصريًا وتقصيرًا من قبل الدولة، وفي النهاية مجموعة من الأشخاص عديمي المسؤولية يتحكمون في مصائر هؤلاء الأطفال ويستخدمون جرائم التعامل معهم كأدوات ضغط عند الحاجة، وكأننا نتعامل مع مافيا محترفة وليس زوجًا وزوجة ورؤساء لدار أيتام. ذهبت "المصريون" إلى محل الواقعة، بشارع العريش في منطقة الهرم، فإذ بالأمور تسير بصورة طبيعية، إلا من سيدتين تتجولان حول الدار التي أغلقت بالشمع الأحمر، ووقف على حراستها فردا مباحث بملابس مدنية، توجهنا بداية لحارس العقار الذي أكد أن أسامة محمد عثمان، مدير الدار، شخص غير سوى، يتعامل مع الأطفال بصورة عنيفة بشكل دائم، حتى أنه في إحدى الوقائع ضرب نجل البواب ذاته، فحرر فيه الأخير محضرًا لدى قسم الشرطة. أما السيدتان فكانتا مندوبتين من وزارة التضامن الاجتماعي للتحقيق في الواقعة، والمشرفتين على الدار، حيث تزورانه كل شهر مرتين، للاطمئنان على الأطفال وطعامهم ودراستهم، "في كل مرة لم نجد أي آثار للضرب على الأطفال ولم نتلق أي شكوى منهم.. بل كانوا يدعون أسامة ب"بابا" ويقبلونه ويقبلهم أمامنا". قالت إلهام إحدى المشرفتين، إنه كان يضغط عليهم أو يخوفهم لعدم الحديث، خاصة بعدما ظهر في الفيديو. وأكدت ممثلة وزارة التضامن الاجتماعي، أن للقضية أبعاد أخرى، حيث إن مدير الدار كان يعمل في السعودية ويتلقى أموالاً من شخصيات هناك للصرف عليها ودفع رواتب الموظفين، إلا أنه بعد فترة بدأ يسرح جزءًا كبيرًا من العمالة ويستولى على الأموال، فقدمنا فيه تقارير إلى النيابة تفيد باختلاسه مبلغ 2 مليون جنيه، إلا أنه نظرًا لاستطاعته "تستيف" أوراقه، على حد وصفها، لم تسفر التحقيقات إلا عن 160 ألف جنيه. وأضافت ل"المصريون"، أنه يمارس سياسة تمييز ضد الأطفال الذكور ويحاول استبدالهم ببنات، نظرًا لكون البنات يجلبن تعاطفًا أكبر ويستطيع بهم جمع المزيد من التبرعات. فيما أكدت نوال مديرة قسم الأسرة بالوزارة، أن زوجة أسامة شريكة له في الواقعة وفي سوء معاملة الأطفال، حيث أخفت الفيديو لكل تلك الفترة ولم تظهره إلا الآن. وعلمت "المصريون"، أن خلافات شخصية بين أسامة وزوجته وشريكته في إدارة الدار، هي الدافع خلف تسريب الفيديو في ذلك الوقت، رغم تصويره من عام، حيث استخدمته لاستفزازه كي يقبل بتطليقها، إلا أنه عندما رفض، سربت الفيديو على مواقع التواصل والذي انتشر بصورة كبيرة. وأكدت في مداخلة تليفزيونية أنه سبق وأبعدته عن إدارة الدار لإخلاء مسؤوليتها. شاهد الفيديو: شاهد الصور: