يثير بعض أعداء الإسلام شبهات حول الصيام، باعتبار أنه يقلل الحركة والإنتاج.. والرد على هذا الإدعاء يسير جدا، فالصيام ليس بدعا من الإسلام، فقد كان موجودا قبل الإسلام في الديانات السابقة، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183). وكما جاء في منتدى حراس العقيدة: "فلا تزال هناك ديانات أخرى حتى يومنا هذا تَعرِف شعيرة الصوم. غير أن هناك فرقًا واضحًا بين الصوم فى الإسلام والصوم فى غيره من الديانات، ذلك أن الصوم فى الإسلام يأتى فى شهر معين من العام طبقًا للتقويم الهجرى، ويبدأ صيام كل يوم بالامتناع التام عن الطعام والشراب وعن كل الشهوات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس. وهذا يعنى أن المسلم يقضى نهار يومه كله -وهو وقت العمل المعتاد- وهو صائم على النحو المشار إليه. ولعل هذا هو السبب الذى من أجله يتوهم البعض أن الصوم الإسلامي بهذه الطريقة يقلل حركة الإنتاج لدى الفرد والمجتمع. كما أن الصوم فى حقيقة الأمر برئ من هذه التهمة. فيفترض فيه أنه يعمل على تصفية النفوس والتسامي بالأرواح. وهذا من شأنه أن يمد الفرد بطاقة روحية تجعله أقدر على الإنتاج والعمل أكثر مما لو لم يكن صائمًا. وهذه الطاقة الروحية قوة لا يستهان بها. وقد حارب المسلمون فى غزوة بدر مع رسول (صلى الله عليه وسلم) في شهر رمضان وانتصروا -وحارب المسلمون في رمضان عبر التاريخ الإسلامي المديد وانتصروا- كما حارب الجنود المصريون عام 1973م وهم صائمون حيث كان ذلك فى شهر رمضان وانتصروا. ولم يقلل الصوم من نشاطهم، بل كان العكس هو الصحيح تماما". وقد جاء في كتاب الإسلام بين الحقيقة والإدعاء ما ينفي هذه الشبهة: " فما يشاهد حالياً في بعض المجتمعات الإسلامية من قلة الإنتاج خلال شهر رمضان، فإنه يرجع إلى عوامل أخرى بعيدة تماماً عن الصوم، فمن ذلك مثلا سيطرة نمط الحياة الغربية على هذه المجتمعات، والخضوع الكبير لتأثير أجهزة الإعلام المعاصرة (كالتليفزيون) الذي يستمر في بث برامجه طوال الليل تقريباً. وتضاف إلى الصوم مزية صحية، ذلك أن الصبر على فراغ المعدة طوال نهار أيام رمضان ينشأ عنه راحة في عمل أجهزة الجسم الداخلية فيزيد نشاطها، ويحسن أداؤها بعد الانتهاء من الصوم، وهذا أفضل بكثير من أن يظل الجسم وأجهزته تعمل دون انقطاع تحت ضغط من الشحوم والتخمة، ولا شك أن الصحة الحسنة تعود على العمل والإنتاج بالنماء على مدى العام كله، وذلك أفضل من الأمراض والوعكات التي تصيب المنهمكين في ملذات الطعام والشراب دون انقطاع، فتقعدهم بين الحين والحين عن العمل" ونرد عليهم أيضا بما يقوله أهل جلدهم وهم الباحثون والعلماء الغربيون في أبحاثهم ودراساتهم، التي تدعو أهل الغرب إلى الصيام على الطريقة الإسلامية من أربعة إلى ستة أسابيع في العام، لأنه ذلك من شأنه أن يحافظ على الصحة العامة للإنسان..
* المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية – عضو اتحاد كُتَّاب مصر