أشار ناشطون إلى وجود تجاوزات في مجال حقوق الإنسان بالمناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في ليبيا، متهمين عناصر تابعة للمعارضة بتنفيذ اعتقالات تعسفية لعشرات المدنيين، بسبب الشك بمناصرتهم للعقيد معمر القذافي، وتعريض بعضهم للتعذيب في أماكن التوقيف، مع ثبوت وفاة شخص واحد على الأقل. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في بيان صدر الأحد، إنها تمكنت من توجيه هذه الاتهامات بعد زيارات ميدانية قامت بها إلى مناطق خاضعة لسيطرة الثوار. وذكرت المنظمة في تقريرها، أنّه من الصعب تأكيد عدد المعتقلين المدنيين، لأنّ الثوار في ليبيا "لا يميزون بين المسلحين التابعين للقذافي من جهة، وبين المناصرين المدنيين". وشكّك التقرير في إدعاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي يتخذ من مدينة بنغازي مقرًا له، السيطرة الكاملة على العناصر المسلحة التابعة للثوار ومراقبة احترامها لحقوق الإنسان. وبحسب الشهادات الّتي جمعتها المنظمة، فإنّ الوحدة المعروفة باسم "كتيبة شهداء ثورة 17 فبراير" قامت بتنفيذ أكبر عدد من الاعتقالات، كما أنها تدير بعض مراكز التوقيف. وذكر مسئولون أنّ الكتيبة تخضع لأوامر مباشرة من القائد العسكري للثوار، عبدالفتاح يونس. وإلى جانب الاعتقالات التعسفية، يُشير التقرير إلى مقتل عشرة من المسئولين الأمنيين، الموالين للقذافي، في المناطق الخاضعة للثوار خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ويأتي هذا التقرير، وما فيه من إشارات حول حقوق الإنسان، بعد أقل من أسبوع على إعلان واشنطن عن "خيبة أملها" حيال الأسلوب المستخدم لاسترداد إيمان العبيدي، الّتي كانت ضحية اغتصاب كتائب القذافي، من مكان لجوئها في قطر، خاصة بعد أن اتهمت (العبيدي) قيادات معارضة بالضغط على الدوحة لطردها من أراضيها. وقالت مصادر أمريكيّة: إنّ العبيدي غادرت مدينة بنغازي في طريقها إلى مالطا مع والدها. وأضافت المصادر، أنّ العبيدي ستتوجه في نهاية المطاف إلى مركز للمعالجة في أوروبا، قبل