نفى وزير الخارجية، سامح شكري، اعتزام مصر تعديل مبادرتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في الوقت الذي دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري ودون اشتراطات. وقال شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع بان كي مون، إن "مصر لا تعتزم تعديل مبادرتها لوقف إطلاق النار". وطرحت القاهرة تلك المبادرة، يوم الاثنين الماضي، وبينما قبلت بها إسرائيل، رفضتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، معتبرتين أنها لا تلبي المطالب الفلسطينية، ولا سيما الرفع الكامل والنهائي للحصار عن غزة، وضمان فتح كافة المعابر، ولا سيما معبر رفح بين مصر والقطاع. وبشأن معبر رفح، قال شكري إن المعبر "يتم التعامل معه في إطار العلاقة الثنائية مع فلسطين ودخل منه 500 طن من المساعدات الإنسانية و50 طنا من المساعدات الطبية". من جانبه، قال بان كي مون: "يجب على جميع الأطراف وقف إطلاق النار فورا في غزة". ومضى قائلا: "يجب أن يتوقف العنف من كلا الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني)، ومن ثم يبدأ الحوار بينهما". في الأثناء، وصل إلى القاهرة، مساء اليوم، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، فى زيارة يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين ضمن مساعي التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وقالت مصادر دبلوماسية إن كيري سيلتقي غدًا الثلاثاء الرئيس، عبدالفتاح السيسي، ونظيره المصري، سامح شكري، والأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، لبحث سبل وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إضافة إلى ملفات أخرى، بينها العراق وسوريا. ومن المقرر أيضا أن يلتقي كيري مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الموجود في مصر لبحث الأوضاع في غزة، والذي التقى اليوم بوزير الخارجية المصري. وقالت الخارجية المصرية، في بيان اليوم، إن الولاياتالمتحدة وشركاءها الدوليين "قلقون من مخاطر المزيد من التصعيد وخسارة المزيد من الأرواح البريئة" في غزة. ودعت إلى وقف لإطلاق النار في "أسرع وقت ممكن، يعيد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2012"، الذي توسطت فيه مصر خلال حكم الرئيس الأسبق، محمد مرسي. وأعربت الخارجية الأمريكية عن حرص كيري على "دعم المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي يمكنها تحقيق هذا الهدف". ومنذ أيام، يتوافد على القاهرة مسؤولون دوليون بحثا عن وقف لإطلاق النار على أساس المبادرة المصرية، حيث زار القاهرة، يوم الأربعاء الماضي، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، توني بلير. وزار القاهرة، يوم الجمعة الماضي، كل من وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، ونظيرته الإيطالية، فيديريكا موجيريني، فيما وصل أمس الأحد منسق الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري. وبالتزامن مع مبعوث الحكومة الصينية للشرق الأوسط، وو سيكه، بدأ بان كي مون زيارة للقاهرة اليوم، ضمن جولة في المنطقة بدأها أمس في قطر وتقوده أيضا إلى الأردن والكويت وإسرائيل. وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على مدن وبلدات إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من الشهر الجاري، عملية عسكرية، أسقطت حتى الساعة 573 شهيدًا فلسطينيًا، وأصابت 3350 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ومقابل الخسائر البشرية في غزة، التي يقطنها أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، قتل، وفقا للرواية الإسرائيلية، 25 جندياً إسرائيلياً، وأصيب 90 جنديا بجراح، كما قتل مدنيان إسرائيليان وأصيب حوالي 485 آخرين، معظمهم ب"الهلع". بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت 45 جنديا إسرائيليا.