قررت السلطات السودانية طرد قيادات في جماعات إسلامية مصرية بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للخرطوم الشهر الماضي ولقائه الرئيس عمر البشير. كان قد فر عشرات من قيادات الصفين الأول والثاني ل "الجماعة الإسلامية" و"جماعة الجهاد" إلى الخارج بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو من العام 2013، وأوقفت السلطات المصرية آخرين، أبرزهم مصطفى حمزة، رئيس الجناح العسكري ل "الجماعة الإسلامية" ومحمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري. وقالت مصادر على صلة وثيقة بالجماعات الإسلامية إن رفاعي طه ومحمد الإسلامبولي وأكثر من 10 من قيادات الجماعات المصرية تركوا السودان، إلى وجهات أخرى، رفضت تلك المصادر تحديدها بحسب ما ذكرت جريدة الحياة اللندنية. وأضافت المصادر: "رفاعي طه والإسلامبولي وغيرهما، غادروا مصر إلى السودان بطريق غير شرعي بعد عزل مرسي، وظلوا متوارين عن أعين الأمن السوداني، لكن بعد فترة كُشف النقاب عن وجودهم، وباتوا يقيمون في السودان بعلم السلطات فيها". وأوضحت المصادر أن قيادات الجماعات الإسلامية المصرية "تلقت إشارات" من السلطات السودانية، دفعتها إلى الفرار من الأراضي السودانية، لكنها لم تشأ كشف طبيعة تلك "الإشارات"، ولا وجهة السفر الجديد. وقالت: "بعد زيارة السيسي كان التضييق متوقعًا، لكنه أتى بسرعة غير متوقعة... هم غادروا بعد زيارة السيسي بأيام"، مضيفة: "نعتقد أن بعض الضغوط مورست على السودان أو أرادت الحكومة تقديم بادرة حسن نية للسيسي. النتيجة أن بعض التصرفات حدثت وسببت حرجًا للإخوة، ما اضطرهم إلى المغادرة". وقالت: "لم نشأ تكرار تجربة مصطفى حمزة في التسعينيات، كان موجودًا في السودان ومورست ضغوط على الخرطوم فتم القبض عليه وتسليمه إلى القاهرة، من دون ذكر تفاصيل، استشعرنا بأن هذه التجربة يُمكن بل كادت أن تتكرر". لكن قيادات في الجماعة الإسلامية منهم عضو مجلس الشورى صفوت عبدالغني ألقي القبض عليهم قبل أيام من قبل قوات الجيش لدى محاولتهم الفرار إلى السودان، متسللين عبر الدروب الصحراوية على الحدود، ما أوحى بأن السودان ما زال وجهة آمنة لقيادات الجماعات الإسلامية المُطاردين في مصر. غير أن المصادر اعتبرت أن توجه صفوت عبدالغني ورفاقه إلى السودان، كان بمثابة "ضيق أفق". يذكر إن أبرز القيادات التي استقرت في السودان بعد عزل مرسي بأسابيع زعيم "الجماعة الإسلامية" رفاعي طه، الذي أطلق من السجن خلال فترة حكم مرسي، بعدما سلمته السلطات السورية إلى القاهرة خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. كما سافر القيادي في جماعة "الجهاد" محمد شوقي الإسلامبولي، شقيق خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات، إلى السودان بعد سقوط حكم مرسي بحسب ما ذكرت جريدة الحياة. ولقادة الجماعة الإسلامية تحديدًا علاقات ممتدة مع النظام السوداني، خصوصًا في فترة التسعينيات. جدير بالذكر أيضا إن الرئيس السيسي زار السودان بعد مشاركته في القمة الإفريقية في غينيا آواخر شهر (يونيو) الماضي، وتلقى البشير قبل يومين دعوة من الرئيس المصري لزيارة القاهرة.