تحت عنوان" وراء كواليس وقف إطلاق النار الذى لم يدم طويلاً"، قالت "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية إن الجانب المصري والإسرائيلي رفضوا عرض جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للتدخل من أجل وقف إطلاق النار مع حماس وفقاً لما أكده كبار مسؤولين اسرائيليين. وأضافت إن كيري أكد أن الطرف المصري والإسرائيلي على اتصال مباشر ولا حاجة للوساطة الأمريكية، لافتة إلى إن القاهرة اعترضت على تدلخ كيري لأنها تريد إظهار قدرة حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي الجديد على لعب دور الدبلوماسية التقليدية في مصر فيما يتعلق غزة بدون مساعدة خارجية، بينما رفضت إسرائيل التدخل حتى لا يتم تفسير الوضع بأن هناك ضغطاً أمريكياً على إسرائيل، وهو ما يعد إنجازاً لحماس". ونقلت الصحيفة القول عن مسؤول إسرائيلي كبير" إن الاقتراح المصري اعتمد أساساً على الأفكار التي طرحها عباس قبل عدة أيام، من خلال إعلان مصر وضع حد للأعمال العدائية لكلا الجانبين، على أن تبدأ المفاوضات التفصيلية فيما بعد بمختلف القضايا المتعلقة بغزة مثل تخفيف القيود على المعابر الحدودية مع كل من مصر وإسرائيل". وأردفت أنه" تمت صياغة المقترح النهائي من قبل المخابرات المصرية بالتعاون مع وزارة خارجيتها، بينما تألف فريق التفاوض الإسرائيلي من كبار مسؤولي وزارة الدفاع إضافة إلى مبعوث نتنياهو "اسحق مولخو"، بينما أكد مسؤول اسرائيلي كبير أن معظم المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار تمت بين مصر وإسرائيل". وأضافت إن" كل الفصائل الفلسطينية كانت تتحدث عن محادثات وقف إطلاق النار وتوقعوا تنسيق المخابرات المصرية معهم مثلما كان يحدث في الماضي، لكنهم لم يتوقعوا أن تنسق مصر مع إسرائيل من دونهم". ونقلت الصحيفة القول عن مسؤول كبير في حماس" الاقتراح مكانه الأرض، فإسرائيل مستمرة في السيطرة على كل مقاليد السلطة بقطاع غزة، بينما وصف الجناح العسكري الاقتراح بأنه استسلاماً لإسرائيل، معارضاً وقف إطلاق النار ما لم تلب مطالبهم وينتهي الحصار المفروض على غزة، وإطلاق سراح جميع السجناء المفرج عنهم منذ عام 2011، بالتبادل مع الجندي المخطوف جلعاد شاليط الذي تم اعتقاله على مدى الأسابيع القليلة الماضية". وأردفت إنه "بعد بضع ساعات أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الأكثر تطرفاً من حماس رسمياً الموافقة على وقف إطلاق النار، وكان متوقع أن تصدر بيان في وقت لاحق تؤكد فيه تنسيقها مع حماس، مشيرة إلى إن" السلطة الفلسطينية وصفت الاقتراح المصري بالحيوي، وأنها ستتوقف عن استخدام مصطلح "العدوان" الاسرائيلي مع تمكين المفاوضات بشروط هدنة دائمة". واستطردت" عندما سئل أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي عما اذا كانت حماس ستوافق على شروط المبادرة حاول الجانب المصري طمأنته، قائلاً بأن موافقة اسرائيل ستجعل حماس لا يوجد أمامها خيار سوى أن تفعل نفس الشيء، مشيرة إلى إنه" في الواقع حدث العكس، حيث كانت معلومات مصر عن حماس في هذا الشأن ضئيلة ولم يتم التواصل مع أعضاء جناحها العسكري على الإطلاق، ما ساهم في خلافات داخلية بين الأجنحة وشعور حماس بأن مصر تسحبها في اتجاه واحد ". وأردفت إنه" عندما اجتمع مجلس الوزراء الأمني الدبلوماسي كان هناك نقاش حقيقي للاقتراح المصري، وقال احد الوزراء إن " اعتبر الاقتراح بمثابة أمر واقع ولا توجد إمكانية لتغييرات محتملة". وأضاف إن" الفكرة العامة درات حول إنه من غير المناسب لإسرائيل رفض اقتراح مصر، بينما قال نتنياهو ويعلون إن هذه فرصة لتعزيز التحالف مع مصر، وأن الرد الايجابي على الاقتراح المصري سيجعنا نكسب كثير من نقاط الكعكة على المستوى الدولي مع زيادة الشرعية لتوسيع العملية ضد حماس إذا لزم الأمر، وقد كان كل هذا منطقياً ومعظم وزراء كانوا مقتنعين لكن بعد بضع ساعات اكتشفنا أننا أوقفنا إطلاق النار مع أنفسنا".