فيما رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رسميًا قبول المبادرة المصرية للتهدئة وقال الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة أن "حماس أبلغت القاهرة رسميًا الاعتذار عن قبول المبادرة المصرية" ، كما رفضتها الجهاد الإسلامي ، كشفت صحيفة "هأرتس" عن فضيحة تتمثل في صياغة ممثلي أجهزة المخابرات ومسئولين من مصر وإسرائيل للمبادرة المصرية الخاصة بوقف أطلاق النار وعدم عرضها علي الفصائل الفلسطينية ، بدعوي أنهم سيقبلونها "لكن اتضح بعد ساعة أننا عقدنا اتفاقا مع أنفسنا" ، بحسب الصحيفة الإسرائيلية . وارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ الثامن من الشهر الحالي إلى 209 قتلى، إضافة إلى 1555 مصابا ، وقال مسئولون فلسطينيون إن غالبية القتلى والمصابين جراء الغارات من المدنيين، وهو ما أيدته منظمة الأممالمتحدة. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن ممثلين إسرائيليين شاركوا في صياغة المبادرة المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وان المبادرة استندت إلى مقترح قدمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشيرة إلى أن عدم رغبة كل من إسرائيل ومصر بعدم إعطاء الولاياتالمتحدة أي دور في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، دفعهما إلى الإسراع في صياغة المبادرة والإعلان عنها. وقالت الصحيفة، انه لم يتم إبلاغ فصائل المقاومة الفلسطينية بالاتفاق، وان مصر ردت على سؤال إسرائيل حيال رد حماس المتوقع، بالقول انه إذا وافقت إسرائيل على المبادرة فلن يكون أمام حماس من خيار إلا القبول بها . وأضافت الصحيفة أن وزراء "الكابينيت" الإسرائيلي، وبضمنهم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت، لم يكونا على علم بالاتصالات التي تجريها إسرائيل مع الجانب المصري، وفوجئا بالإعلان عنها . وبحسب الصحيفة، فان القاهرة لم تكن ترغب بتدخل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، كي تظهر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قادر على لعب دور مصر التقليدي في المنطقة، وخاصة في ما يتعلق بقطاع غزة، من دون تدخل خارجي. كما أبدت إسرائيل تحفظها إزاء تدخل كيري كي لا تتعرض لضغوط أمريكية، الأمر الذي قد يسمح لحماس بتحقيق مكاسب. ورأت الصحيفة، أن الإعلان عن نية الوزير كيري إلى المنطقة للدفع باتجاه وقف إطلاق النار، شكل عامل ضغط على إسرائيل ومصر، دفعهما إلى تكثيف الاتصالات لبلورة اتفاق. ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله، إن المبادرة المصرية تتبنى عمليا المقترحات التي تقدم بها رئيس السلطة محمود عباس، للمصريين، وتضمنت الإعلان أولا عن وقف العمليات العدائية من الجانبين، على إن تبدأ بعد ذلك المفاوضات حول بنود الاتفاق . وكشفت الصحيفة، أن مسئولين في المخابرات ووزارة الخارجية المصرية، وممثلين إسرائيليين، بينهم مستشار الأمن القومي، يوسي كوهين، والمبعوث الشخصي لرئيس الحكومة، يتسحاك مولخو، ورئيس الشاباك يورام كوهين، ورئيس قسم السياسات والأمن في وزارة الحرب، عاموس جلعاد، ورئيس قسم التخطيط في القيادة العامة، نمرود شيفر، شاركوا في مناقشة وصياغة نص الاتفاق وبلورته بصورته النهائية، وانه تم استبعاد الخارجية الإسرائيلية. ويشير التقرير إلى أن الفصائل الفلسطينية فوجئت من الإعلان عن المبادرة ، وتقول الصحيفة إن حماس والجهاد الإسلامي علموا بوجود اتصالات من أجل بلورة اتفاق لكنهم لم يتوقعوا أن يسمعوا عن المبادرة في وسائل الإعلام وأن الاتفاق تمت صياغته بمشاركة إسرائيل، كما لم يتم إطلاع الفصائل الفلسطينية على اللقاءات التي جرت في هذا الشأن . ونقلت الصحيفة عن احد الوزراء الذين شاركوا في إقرار المبادرة في "الكابينيت" الإسرائيلي، إن نتنياهو عرض صيغة الاتفاق على المجلس بصفتها أمرا بحكم ناجزا لا يقبل التحفظات. وأضاف المسئول، إن نتنياهو ويعالون قالا لأعضاء المجلس، إن رد إسرائيل بصورة ايجابية على المبادرة المصرية، سيمنحها الكثير من النقاط على الساحة الدولية، وسيعزز شرعية توسيع الحرب على غزة، إذا تطلب ذلك. ويضيف الوزير: وعلى هذا الأساس وافق الوزراء على المبادرة لكن اتضح بعد ساعة أننا عقدنا اتفاقا مع أنفسنا". حماس لا تلعب حسب شروط مصر وكتب عاموس هرئيل في "هآرتس"، الأربعاء 16 يوليه تحت عنوان " حماس لا تلعب حسب شروط مصر " يقول: "ان إسرائيل يمكنها كما يبدو إعطاء فرصة أخرى للجهود المصرية، لأنه بدون وقف إطلاق النار، وتحت وطأة الضغط الشعبي المتزايد والانتقادات الفظة من قبل وزيرين في المجلس الوزاري المصغر، يمكن لنتنياهو أن يغير توجهه ويصعد الخطوات العسكرية في قطاع غزة" . ويضيف هرئيل أن مصر بادرت إلى وقف إطلاق النار دون الحصول على موافقة مسبقة من قادة حماس،وحددت القاهرة موعد سريان وقف إطلاق النار وأملت الشروط : الهدوء مقابل الهدوء، العودة الى تفاهمات "عامود السحاب" واستعداد مصر الغامض لإعادة فحص مسالة التسهيلات على معبر رفح" . وأضاف : "وكما كان متوقعا فقد تجاوبت إسرائيل مع المبادرة، وأرسلت إسرائيل ناطقيها الرسميين، ومن بينهم عاموس غلعاد، رئيس القسم السياسي في وزارة الأمن، لتسويق الاتفاق ونجاح إسرائيل في عملية "الجرف الصامد". وقالت الإذاعة الجيش أن الاتفاق سيوقف العمل العسكري لحماس فوق وتحت الأرض، أي في الإنفاق أيضا ، وكان يمكن للمستمعين الأذكياء أن يفهموا بأن إسرائيل كانت على علم مسبق بتفاصيل المبادرة المصرية ، ومن يعرف، ربما كان لغلعاد نفسه، المقرب من السيسي، دور فيها" . وتابع : " لكن حماس رفضت اللعب حسب الشروط التي أملتها مصر ، وحتى ساعات صباح الثلاثاء أعلن المتحدثون باسمها تحفظهم من الاتفاق، وبعد ذلك أعلنت الذراع العسكرية للحركة رفضها للاتفاق ، وهكذا عاد القصف ، وكانت رسالة حماس واضحة: الإملاء المصري ليس مقبولا".