سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمال عيد: 18 ألف معتقل غير مسجل بسجن العازولي
الناشط الحقوقي: يستخدم كمركز اعتقال للمدنيين بدون سند قانوني.. مُعتَقل سابق: أكثر المحتجزين من سلفيي سيناء
تقارير دورية تصدرها منظمات حقوقية عالمية، بصفة دورية، تُشير إلى وجود سجون سرية فى مصر، الداخل فيها مفقود، لا يُستدل عليه مطلقًا بعد دخوله السجن وحتى خروجه منه، إن قدر له ذلك. "المصريون" تفتح ملف سجن "العازولى العسكرى"، باعتباره أحد أكبر السجون السرية فى مصر، والذي وصفته صحيفة "الجارديان" البريطانية بأنه "جوانتانامو الشرق الأوسط"، ففى مقابلات لمعتقلين بالسجن أكدوا أنهم يتعرضون لانتهاكات جسيمة بشكل دوري، وقالوا إنه يتم ممارسة كل أشكال العنف والجريمة ضدهم، حيث تعرضوا للصعق بالكهرباء، والضرب، ويتم تعليقهم عراة من أذرعهم المقيدة، إلى أن يبوحوا بمعلومات معينة، واعترافات ملقنة. 18ألف معتقل، هم عدد السجناء الموجودين بسجن العازولى، سجناء لا يُستدل على هويتهم، وتعرفهم فقط المخابرات الحربية والأمن الوطني، لا يسمح بزيارتهم على الإطلاق والدولة لا ترحب بالحديث عنهم، هكذا تحدث جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان، الذى أكد "أن السجون عادت سيئة المعاملة مثلما كانت أيام مبارك". ويقول عيد: فى فترة حكم مبارك كان يوجد عدد من السجون السرية التى أنشئت خصيصًا لاحتجاز وتعذيب بعض السجناء وانتزاع الاعترافات منهم لصالح دول أجنبية، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتابع: سجن العازولى موجود منذ عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولكنه تحول بعد 30 يونيو إلى سجن غير مخصص للإيداع العام للسجناء، وأصبح قاصرًا فقط على العسكريين الرافضين للإجراءات التى تمت في 3 يوليو من العام الماضي، ثم استخدم السجن للمدنيين بعيدًا عن أعين أى رقابة، لأنه لا رقابة على السجون الخاصة بالعسكريين من الجنود والضباط وصف الضباط، إلا من قبل وزارة الدفاع فى معسكرات الجيش، والداخلية فى معسكرات الأمن المركزي. وأوضح، أن أغلب معسكرات الأمن والسجون الحربية خاصة سجن العازولى، تُستخدم لسجن المدنيين بدون سند قانونى ولا يتم الإعلان عن وضع سجناء مدنيين بداخلها، ويتم نفى ذلك باستمرار، بالرغم من التقارير العالمية المحايدة، وخاصة تقارير منظمة العفو الدولية التى أكدت وجودها، وتعرض المعتقلون بداخلها لأقصى أنواع القهر والتعذيب. وأضاف: عادت الصلاحيات واسعة لضباط الشرطة، وخاصة أمن الدولة، ويتم يوميًا دخول وخروج سجناء غير معروفين بعيدين عن أعين الرقابة التى منعت تمامًا عن السجون حتى السجون العادية، وتم قصرها على المجلس القومى لحقوق الإنسان الذى عينته الحكومة وتكون الزيارة بمواعيد محددة سلفًا، ويتم ترتيب الأمور قبل الزيارة، لكى لا يكتشف أحد أى شيء. يقول أحد السجناء المفرج عنهم – رفض نشر اسمه: تم الإفراج عنى بعد استجوابى عدة مرات، وبعدما تم ممارسة كل أشكال التعذيب ضدي، وبعدما تأكدوا أنى لستً من ضمن المتهمين بإحداث أعمال عنف بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، مؤكدًا أن أكثر الموجودين فى سجن العازولى من السلفيين الذين تم إلقاء القبض عليهم فى سيناء، بالإضافة إلى عدد غير قليل من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين. ويسرد تفاصيل بعض الأيام التى قضاها فى السجن، فيقول: جميع السجناء يتم إيقاظهم فى تمام الساعة السادسة صباحًا، ثم يُمنح جميع السجناء 5 دقائق لدخول المرحاض، وعليهم أن يقسموا الوقت المتاح لهم، بحيث لا يتجاوز الواحد منهم الدقيقة الواحدة، حيث إن كل غرفة يوجد بها 23 سجينًا و4 مراحيض. ثم بعد ذلك يذهب الجميع لتناول وجبة الإفطار، الذى يكون فى تمام الساعة ال7، وهو عبارة عن خبز ومربى، ويتكون الغداء من خبز وخضروات وبعض الدجاج "النافق"، بينما تتكون وجبة العشاء من "فول وعدس"، ويكون ذلك فى غالبية أيام الأسبوع. ويقول رضا مرعى، مسؤول ملف السجون بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن السجون الرسمية فى مصر يبلغ عددها 42 سجنًا، فى 25 منطقة سجون، وهى السجون التى تتبع قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية، وتخضع للرقابة من الجهاز القضائى والنيابة العامة، وهى السجون التى يقدم المجلس القومى لحقوق الإنسان طلبًا بزيارتها. وأشار مرعى إلى أن مصطلح السجون السرية يبدو مختلفًا عليه، لأنها سجون معروفة، ولكنها غير مخصصة للمدنيين، ومنها سجن العازولى بمنطقة الجلاء التابعة للجيش الثانى الميدانى، وكذلك معسكرات الأمن المركزي. وأضاف، أن مركزه الحقوقى وثّق عشرات الحالات التى تم سجنها فى تلك السجون، وخاصة سجن العزولى، وبعد فترة احتجاز غير قانونية، تم إرسالها لسجون رسمية كسجن العقرب. وشدد على أن أماكن الاحتجاز غير الرسمية، لا يتم تحرير محاضر بها ولا التحقيق مع متهمين، ولكن يتم احتجازهم وتعرضهم للمعاملة السيئة، وبعد ذلك يتم إرسالهم على السجون الرسمية لتحرير محاضر والتحقيق معهم وعمل قضايا لمحاكمتهم عليها. وأضاف، أن أغلب المعتقلين تابعون لجماعة الإخوان، ومنهم من شباب الثورة ومن ليس له انتماء سياسي.