وجه الدكتور سعيد عامر الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية التحية لجنود وضباط الجيش والشرطة لتضحيتهم بأرواحهم من أجل تحقيق الأمن واستقرار للوطن. وأكد أن جميع الرسالات السماوية وخاصة رسالة الإسلام جاءت لهداية البشرية فهي بمثابة النور الذي يوضح الطريق لتحقيق السعادة للبشر في الدنيا والآخرة، ومن هنا فالإنسان البعيد عن الله لا قيمة له. وأشار إلى أن هناك عدة توجيهات إيمانية من شهر رمضان لخصها حديث " الصيام جنة " هذه التوجيهات تحمي المجتمع من بعض السلبيات الأخلاقية مثل الغيبة والنميمة وعدم التنابذ بالألقاب والسب والعمل على تطهير القلب من كل تلك السلبيات، موضحا أن شهر رمضان الوحيد الذي ذكر باسمه في القران وهو أحب الشهور إلى الله. كما أشار في كلمته إلى اختصاص مصر وسينا ء بمحبة من المولي عز وجل فسيناء أقسم بها في القرآن وتجلي عليها الرحمن وعاش علي أرضها الأنبياء فهي أرض مباركة كما أن مصر ذكرت ما يقرب من 30 مرة في القران صراحة وكذلك بالكناية. وشد عامر من أزر الجنود قائلا لهم عليكم أن تعتزوا بوطنكم ونحن نعيش في هذه الأيام المباركة" ذكري انتصارات العاشر من رمضان" التي أعادت للمصريين العزة والكرامة كما نصر الله نبيه وأصحابه في بدر الكبرى فالحال مشابه فانتم في رباط إلى يوم القيامة لان أمن البلاد والعباد لن يتحقق بدونكم فانتم تحمون الوطن بكامله و سبب كل خير لهذا البلد. وقال الشيخ إسماعيل الراوي وكيل وزارة الأوقاف بجنوبسيناء إن المتأمل لأحداث شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامي سيجد أمورًا عجيبة، هذه الأمور ليست مصادفة، وكل شيء عند الله عز وجل بمقدار، سيجد أن المسلمين ينتقلون كثيرًا من مرحلة إلى مرحلة أخرى في شهر رمضان، من ضعف إلى قوة، ومن ذلٍّ إلى عزَّة. فحرب العاشر من رمضان ونصر الله تعالى للمصريين المجاهدين ضد الاحتلال في هذه الحرب في العصر الراهن،يشبه كثيرا «غزوة بدر الكبرى» والتي لولاها ما كان انتشار الإسلام ووجوده حتى الآن، ولولا حرب العاشر من رمضان لم نكن موجودين الآن. وفي كلمته، قال الدكتور حسن إبراهيم يحي عضو المكتب الفني بمجمع البحوث إن ديننا الحنيف يوزع المحبة على البشر، وينشر لواءها على الإنسانية، فكيف نسمح بتشويه صورة هذا الدين بسبب جهل بعض أتباعه وافتراء بعض أعدائه، فيقدم على أنه دين البغض والكراهية، وفي الحديث الصحيح: (لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا)، كيف نقدم هذه المحبة في سلوكنا وفي خطابنا وفي علاقاتنا؟، وكيف نقدمها إلى البشرية بردا وسلاما ومحبة ووئاما. وقال إن معطيات الدين الإسلامي للبشرية تؤكد أن الإسلام جاء بمنهج متكامل للحياة وضع لها الإطار والحدود ليقيها من الوقوع في مفترق الطرق ،فكثير من الناس يظن إن دين الله يقتصر علي العبادات فقط وانه بمعزل عن الحياة الفكرية والاجتماعية حتى العسكرية، في الوقت الذي يحمل الإسلام منهج متكامل للحياة يصبغها بصبغة ربانية. مؤكدا أن تلك الصبغة الربانية ليست نظرية وافدة من الغرب بل وحي من السماء يشمل جميع أنواع حياتنا فنعيش لله ونعمل لله ونقاتل لله ونحيا لله مشيرا إلى أننا عندما ننظر لمعطيات ديننا نجدها عقيدة تطهرنا من الخرافة فنحن كمسلمين لم نعبد حجرا أو شجرا فعقيدتنا تطهر القلب من الأمراض ، وهو ما يظهر جليا في النظريات البشرية والتي إذا أصلحت العقل ومنطقه أفسدت القلب والعكس وإذا أصلحت الجسد أفسدت الروح موضحا أن الإسلام دين يصبغ الحياة بصبغة ربانية وهذا سر بقائه رغم تعرضه لهجمات حتى يومنا هذا. وقال الدكتور هاني عودة عواد عضو المكتب الفني لمجمع البحوث الإسلامية إننا نعيش هذه الأيام شهر طيب من الله علينا فيه بنعم لا تعد ولا تحصى فهو شهر العطايا والمنح ولو تأملنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أن المنح والعطايا التي جاءتنا في الشهر المبارك هي الانتصارات والتي بدأت ببدر الكبرى ثم فتح مكة وموقعة عين جالوت عندما انتصر المسلمين على التتار وموقعة القادسية علي الفرس وآخرها في العاشر من رمضان عندما اعز الله به جند مصر والعالم الإسلامي بالانتصار وتحرير سيناء المقدسة. مؤكدا أن الانتصارات لا تأتي سدي أو عبثا بل بالأخذ بالأسباب فما وصل للمسلمين إلى انتصار إلا بفضل الله ونداء هز الجبال والجبابرة "الله اكبر " فالله اكبر أن طهر مصر من هذه الأدناس الخبيثة. وشدد على أهمية الوحدة والتآلف بين المسلمين جميعا فما أحوجنا لنوحد صفوفنا وكلمتنا ونقف خلف قائدنا ونكون عونا له نلتف حوله لأن الوحدة من أهم الدروس التي يأتي بها الانتصار أما النزاع والخلاف يؤدي لتفكك الأوطان والتشاحن فيجب علينا أن نقف صفا واحدا ونوحد كلمتنا. ووجه رسالة للجنود قائلا لهم عليكم بالوسطية ولا تميلوا إلى الأهواء احموا الوطن وكونوا على قلب رجل واحد واثبتوا لحماية مصر. وقال اللواء حاتم أمين مساعد مدير أمن جنوبسيناء إن مشاركة علماء الأزهر للجنود والضباط في هذه الأيام المباركة تزيدنا قوة وإيمانًا لحماية الوطن والتضحية بالنفس في سبيل العزة والكرامة حتى يعيش المصريون في أمان. وفي ختام الندوة، قام الدكتور سعيد عامر بالرد على أسئلة الجنود والضباط ومن أهمها حكم سب الدين؟ فأجاب قائلا: يجب أن نحافظ على الدين فسب الدين سب لله فالقضية خطيرة فمن سب جاهلا يجب إعلامه بذلك وان عاد فقد كفر ولا يجوز أن يعود إلا بغسل وتوبة أما من يتجرأ على سب الدين عامدا فقد كفر. السؤال الثاني عن حكم الحلف مرتين متتاليتين بالطلاق وهل يعد طلقة واحدة أم اثنتين؟ الطلاق الصريح إذا خرج مرات عديدة في مجلس واحد يعد طلقة واحدة من باب التيسير على الناس، مؤكدا أن الطلاق أسهل من الزواج يجب الحذر منه فهو كلمة إذا خرجت وقعت فلماذا نحرم ما احل الله يجب أن نحذر أن نقع فيه ولا نعاند في الأمور البسيطة التي تعكر صفو البيت فالطلاق مثل عملية بتر العضو فهو نهاية مطاف، وذلك في إطار احتفالات أهالي سيناء بذكري انتصار العاشر من رمضان.