في شهر رمضان المكرم عند الله، شهر أنزل الله فيه دستور الإسلام والسلام فكان القرآن الكريم «إنا أنزلناه في ليلة القدر» وصاغته السماء بلسان عربي.. إنا أنزلناه قرآناً عربياً.. شهر رمضان المعظم شهر الانتصارات الإسلامية ومعها تشاء الأقدار أن يكون لمصر نصيب من هذه الانتصارات. أيضاً في شهر رمضان، في 17 من رمضان «يوم التقي الجمعان» فكان انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبري وكانت فرحة تردد صداها ومعناها ومعها أشرقت الأرض بنور ربها، وفي رمضان وهو يودع أيامه المتوضئة بالنور والإيمان كان «فتح مكة» ومعها كانت أنوار السماء تبشر بالخير العميم «إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربه واستغفره إنه كان توابا». وكان لمصر الحبيبة نصيبها في الانتصار التاريخي فكان نصر جنود مصر البواصل دائماً في «العاشر من رمضان» وجنود مصر خير أجناد الأرض.. كما قالها نبي البشرية محمد صلي الله عليه وسلم. واليوم ونحن في هذا الشهر المعظم ومصر قد خرجت من توها من انتصار لثورتها، ليس أمامنا إلا أن نتوجه إلي ربنا من فوق العرش أن يحمي بلادنا، ويوحد بين أبنائها وهو سبحانه.. علي كل شيء قدير.. وأن يكون رمضان وهو مملوء بالعظات البالغات، شهر الحب - شهر الصبر وشهر الإيمان - وكما قال قائل حكيم: أنا بالحب قد عرفت وجودي وأنا بالحب قد عرفت الله بأبناء الوطن الحبيب يا أتباع محمد والمسيح تعالوا إلي كلمة سواء إذ الوطن يناديكم بالألفة وفصل الخطاب حتي تعود إلي مصر كما شاءت في شأنها عظة بالغة من السماء، ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، صابروا واصبروا وضعوا - أنتم جميعاً - نصب أعينكم حق الوطن في أعناقكم وحب الوطن من الإيمان. وكلنا علي يقين أن القلوب الطيبة المؤمنة سوف تصل بمصر الثورة إلي بر الأمان، وقد تمت التشكيلات الرئاسية والوزارية، وما بقي إلا أن تتأهب الأمة في هدوء نحو التخطيط إلي تقديم مجلس للنواب يليق بمصر التاريخ والحضارة، ومن قبل ومن بعد «مصر الثورة» مجلس يسجل باسم التشريع صور ما أصاب المجتمع من تطور في شتي فروع الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. إنه الأمل المنشود ومعه سوف تستقر البلاد ومع الاستقرار تخطط الأمة الطريق المستقيم إلي مستقبل باهر يليق بعظمة هذه الأمة.. مصر أيها العالم هي.. أم الدنيا.. حفظها الله من كل سوء. ومع أسباب التطور هذه سوف تتحطم كل عوامل السوء، ويذهب الليل الذي عشش علي البلاد تلك الفترة السوداء، ويطل من وراء الغيب الفجر الوليد.. وهذا لعمري جزاء الصابرين وصدق الله وتعالي: «إن بعد العسر يسرا.. إن بعد العسر يسرا». ودائماً وأبداً إلي لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.