نفى وزير العدل التركي "بكر بوزداغ" الادعاءات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام المحلية مؤخرا، والتي تشير إلى أن "عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، سيطلق سراحه في العام 2015 بموجب التعديلات الدستورية التي تجريها الحكومة في الوقت الراهن. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الوزير التركي، مساء أمس الخميس، بعد مشاركته في حفل إفطار نظمته جمعية "الحقوقيون الأتراك" بمدينة اسطنبول، والتي أكد فيها أن "كل هذه الادعاءات والمزاعم محض افتراء وخيال لا أساس له على أرض الواقع، والهدف منها هو التأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة". وفي رد منه على سؤال متعلق بانتقادات المعارضة للحكومة بشأن سياستها للقضاء على الإرهاب في تركيا، لفت "بوزداغ" إلى "أن تركيا تكافح الإرهاب منذ 3 عقود، وأنها فقدت عددا كبيرا من أبنائها خلال تلك الفترة، وعاشت صعوبات كبيرة، وأن الحكومات السابقة تبنت سياسات مختلفة من أجل القضاء على الإرهاب". وتابع قائلا "وجدير بالذكر أن كافة السياسات والحلول التي طرحتها المعارضة لحل هذه القضية، تمت تجربتها من قبل الحكومات السابقة على مدار 30 عاما، وهى تدابير وحلول لم يثبت نجاحها عمليا على أرض الواقع، لذلك الحكومة الحالية تسعى من خلال سياستها القضاء على كافة الظروف التي يستغلها الإرهاب لينتشر في البلاد، ومن ناحية أخرى نخطو خطوات ثابتة للقضاء عليه تماما". وأشاد بمبادرة الحكومة التركية وسياستها التي تحاول من خلالها القضاء على الإرهاب بشكل كامل، مضيفا "فعلى مدار عام ونصف العام منذ انطلاق تلك المبادرة، لم يسقط شهيد لنا، ولم يدخل الحزن بيوتنا بسبب الأعمال الإرهابية، ونحن نأمل أن ينتهي الإرهاب تماما في المستقبل وتحتضن كافة طوائف الشعب التركي بعضها بعضا". وبخصوص الجدل الذي تشهده تركيا بعد ترشيح رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وخروج البعض مطالبين إياه بالاستقالة من الحكومة، ذكر "بوزداغ" أنه "لا يوجد أي قانون أو مادة دستورية تقضتي على رئيس الوزراء الاستقالة من الحكومة لمجرد ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية". وفي شأن آخر، أكد الوزير التركي أن بلاده في حالة تيقظ تام بسبب الأحداث الجارية في كل من العراق وسوريا، معربا عن سعادته لإطلاق سراح السائقين الأتراك ال32 الذين كانوا محتجزين في مدينة "الموصل" العراقية من ال10 من الشهر الماضي من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وذكر أن تهديد (داعش) مازال قائما في المنطقة، مضيفا "ما تشهده العراق حاليا يهم تركيا في المقام الأول، وذلك لقرب العراق من تركيا، فضلا عن وجود استثمارات تركيا كبيرة داخل العراق، ووجود مواطنين لنا هناك، لذلك فإن حكومتنا تتابع عن كثب تلك الأحداث وتقيمها أولا بأول"