ذكرت صحيفة الديلي تيليجراف البريطانية انه لا يمكن للعراق أن تتخطى محنتها الحالية وأن تنجو مع وجود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في موقعه. وأوضحت الصحيفة "أنه رغم الجهد الطيب الذي بذله وزير الخارجية وليام هيج ودعوة العراقيين للوحدة لهزيمة التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة ودولة الاسلام في العراق والشام (داعش)، الا أن الحقيقة البسيطة في هذه المسألة هو أن طالما بقي نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الموالي لإيران، في موقع المسؤولية، فان تفكك البلاد تحت قيادته سيزداد سوءا". وأكدت التيليجراف أن جذور الأزمة الحالية تكمن في رفض المالكي معالجة القلق المشروع للقبائل السنية التي كانت مزدهرة في العراق، مفضلا بدلا من ذلك الحفاظ على تحالف وثيق مع مؤيديه الشيعة في طهران. بينما هناك منذ فترة طويلة شكوك تحوم حول علاقته برئيس فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وهي العلاقة التي زادت منذ قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما سحب قواته مع العراق. ومع سعي القوى الغربية جاهدة الآن لمنع العراق من الانهيار، مع وجود آثار تترتب على استقرار بقية المنطقة، أكدت الصحيفة البريطانية أنه لا ينبغي أن يتفاجأ أحد بتحول المالكي الى فيلق القدس لمساعدته في هزيمة مسلحي داعش، وهي خطوة لا تطمئن السنة في البلاد، الذين يشعرون بقلق بالغ من صلته القريبة مع طهران. وأشارت الديلي تيليجراف إلى أنه كلما طال هذا النزاع، كلما اتضح أن المالكي جزء من المشلكة وليس الحل، مشيرة الى أن ذلك اتضح جليا في رفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة الازمة، مؤكدة أن ذلك ليس سلوك شخص حريص على مصالح شعبه.