لم يخف الناشط الإسلامي، الدكتور حسام أبوالبخاري المحبوس بسجن طره شماتته في الكاتب والروائي، علاء الأسواني بعد إعلانه توقفه عن كتابة مقاله الأسبوعي بجريدة "المصري اليوم"، لأنه "لم يعد الآن مسموحًا إلا برأي واحد، وفكر واحد، وكلام واحد، لم يعد مسموحًا بالنقد والاختلاف في الرأي، لم يعد مسموحًا إلا بالمديح على حساب الحقيقة". وكتب أبوالبخاري قائلاً: سؤالي من " طرة " إلى الحمار كتب علاء الأسواني في 27 مايو 2013، قبل شهر تقريبا من أحداث 30يونيو ،مقالا في المصري اليوم ،التي منع من الكتابة فيها مؤخرا ، بعنوان " من يطرد الخرفان" ؟! وهو مقال قصصي شديد الركاكة وفظ المباشرة يجسد فيه الواقع المصري كأنه غابة والحيوانات هي فصائل المصريين المختلفة. فكان الفيل = مبارك والخنازير =الفلول والذئاب = الجماعات الإسلامية والأسد = الجيش والزرافة = البرادعي والخرفان= الإخوان والحمار = حزب الكنبة والنسناس = اليسار والنعامة = القوى المدنية والهدهد =المثقف النبيه الأسواني _1_ وبدأ في تصوير ثورة 25 يناير على الفيل والإطاحة به وتولي الأسد لمقاليد الحكم في الغابة ثم تسليم السلطة للخرفان التي عاودت سيرة الفيل الأولى واعتدت على الحيوانات البريئة فكان التحضير لثورة جديدة على الخرفان فعرضت الخنازير المساعدة على الزرافة في ثورتها الجديدة للقضاء على الخرفان فأبت الزرافة والنعامة والنسناس ورفضت الحيوانات جميعا مشاركة الخنازير ذهبت الزرافة وبعض الحيوانات للأسد تستوضح منه موقفه تجاه ما يحدث فتركهم وذهب للنوم. قامت الحيوانات بالثورة على الخرفان ولم تستطع القضاء عليهم إلا بالاستعانة بالأسد الذى لتوه سلم الحكم للزرافة وعاد إلى عرينه غير طامع في أي سلطة . ما دفعني للكتابة عن هذا المقال هو ما علمته مؤخرا عن منع كاتب هذا الخيال القصصي المبتذل من الكتابة في نفس الجريدة التي نشرت هذا المقال. هذا المقال الذي نرى فيه بوضوح الوضاعة السياسية وهي تستشرف أحداث 30 يونيو وتنسيق القوى المنظمة لها مع العسكر، بل تؤكد أن كل تحركاتها لن تفضي إلى إزاحة الإخوان إلا بتدخل من الجيش- الأسد- بل تجاوزت الوضاعة السياسية في الواقع ما حدث في الغابة ورأينا تنسيق البرادعي وحمدين وتمرد وبقية القوى المدنية مع الفلول قبل 30يونيو وذلك على الرغم من رفض الزرافة والنسناس والنعامة التعاون مع الخنازير. وقمة الحقارة السياسية الممزوجة بالسذاجة الثورية والمغطاة بالتفكير الرغائبي في مشهد النهاية الذي يسلم فيها الجيش - الأسد- السلطة للمدنيين -الحيوانات -ويرجع إلى عرينه، وطبعا مع الأيام اكتشفنا أن عرينه هو السلطة والسلطة هي عرينه وطبعا مشهد استسلام الخرفان-الإخوان - للذبح وانتهاء صفحتهم مشهد استشرافي شديد الغباء من الكاتب بل أصبح مثير للغثيان بعد ما رأيناه منهم من عدم الاستسلام والصمود الشبه أسطوري المسطر بالدماء والممزوج بالأشلاء. أما مشهد مبايعة الجماهير للزرافة -البرادعي- فلا يحتاج مني إلى تعليق إذ ما حدث يكفي لذوي الألباب، ولكن يبقى سؤال وأنا صراحة مصر على طرحه على الرغم من خجلي وهو سؤال موجه لشخص علاء الأسواني ذاته وهو: من هو الحمار الحقيقي، من الحمار الحصاوي يا أسواني ؟!