وجه الدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، رسالة عبر فيها عن رفضه لما اعلنه شقيقه الشيخ عبود الزمر، القيادي بالجماعة الاسلامية، عن فقدان مرسي لولايته الشرعية، واعترافه بالسيسي رئيسا للبلاد. وقال طارق الزمر في رسالته لشقيقه الذي وصفه بشيخه واستاذه، بعد ان قدم تقديره واحترامه له أن ما يجرى في مصر الأن ليس مرتبطا بحق مرسى في الرئاسة بقدر ما هو مرتبط بحق الشعب في اختيار من يحكمه والرضى عنه. وأضاف طارق فى تدوينة له عبر صفحته الرسمية على"فيس بوك" موجها حديثه لأخيه الأكبر: "هنا أذكرك بمعركتنا مع نظام مبارك على مدى 30 عاما والتي كان هدفهم الأول فيها هو الاعتراف بشرعيته ولو من باب الأمر الواقع وقد قضينا العمر كله في السجون ولم نعطهم ما يريدون" . وبرر طارق كلامه بأن كل مظاهر الاعتراض الشعبي الحالي موجهة لنظام مستبد فاسد معادى للشرع ومن يتصور غير ذلك فهو محجوج بوقائع الأيام التي تسعف كل متردد، بحسب قوله . واشار الزمرالي أن القبول بهذا النظام الذى جاء من خلال القوة المسلحة ليقهر الشعب بهذه الطريقة يعنى التسليم الكامل لمستقبل البلاد ولهذا المنطق وتوقع 60 عاما أخرى من الظلم والفساد وضياع الأجيال واستنزاف كل قدرات الدولة المصرية وتسخيرها لصالح أعدائها . وجاء نص رسالة طارق الزمر لشقيقه عبود وهو ضابط سابق بالجيش المصري: نصح واجب لأستاذي وأخى عبود الزمر لا أستطيع إلا أن أقدم تقديري واحترامي بين يدى تناولي لما نشر على لسان أخي وأستاذي الشيخ عبود الزمر بخصوص ولاية الرئيس مرسى وتصوره للحل من خلال اشارته للديات . وهذا التقدير له أسباب كثيرة أهمها والذى يجب ذكره في هذا المقام هو أنك عشت ثلاثين عاما في سجون مبارك كنت فيها حريصا كل الحرص على ألا تصدر عنك كلمة واحدة يفهم منها الرضى بهذا النظام الفاسد أو حتى السكوت عليه وكنت تتبرأ من الأخبار الكثيرة التي كانت تنشر عنك وتوحى بغير ذلك كما كنت حريصا على دعم وتأييد الاخوان من داخل محبسك ودعوة الناس إلى انتخابهم وخاصة في أثناء الانتخابات البرلمانية عامي 2005 و2010 رغم اختلافك معهم ورغم أن ذلك كان يعرضنا في محبسنا لظلم زبانية مبارك وكنت لا تسمح لأى ضابط من ضباط مباحث أمن الدولة أن يتناول مرشد الاخوان مهدى عاكف فك الله أسره بسوء في حضرتك.. وكنت ترد على كل من يقول لك أن الاخوان حريصون على الابتعاد عنك وعدم طرح قضية الافراج عنك في مجلس الشعب رغم انتهاء حكمك منذ سنوات ورغم أنهم لن يطالبوا سوى باحترام القانون كنت تقول: هذا تقديرهم وله كامل الاحترام بل أنك عاتبت أحد المحاميين عنك بشده لأنه طالب الاخوان مرة في أحدى الصحف بهذا الطلب!! وقلت له لماذا تحرجهم؟! ورغم علمي بأنك كنت على يقين من فشل الاخوان في الحكم قبل الانقلاب بعدة شهور وهو ما كتبته في عدة مقالات أيامها وكان من أهم ما جاء فيها هو انكفاء الاخوان على ذواتهم وعدم التفاعل الصحيح مع مقتضيات الدولة والحكم.. إلا أنى لا يمكن بحال أن أقبل تخريجك الحالي للموقف وهو ما ورد في مقالك محل النظر وذلك من عدة وجوه: الأول.. أن ما يجرى في مصر الأن ليس مرتبطا بحق د مرسى في الرئاسة بقدر ما هو مرتبط بحق الشعب في اختيار من يحكمه والرضى عنه ثانيا.. لم يقل أحد اليوم بأن د مرسى يحكم ويقرر بل إن المطالبة تكاد تكون منحصرة في أن يعود مكانه ليحكم ويقرر وهذا هو قرار الشعب الذى سلب حقه بقوة السلاح ثالثا.. أن كل مظاهر الاعتراض الشعبي الحالي موجهة لنظام مستبد فاسد معادى للشرع ومن يتصور غير ذلك فهو محجوج بوقائع الأيام التي تسعف كل متردد رابعا.. أن القبول بهذا النظام الذى جاء من خلال القوة المسلحة ليقهر الشعب بهذه الطريقة يعنى التسليم الكامل لمستقبل البلاد ولهذا المنطق وتوقع 60 عاما أخرى من الظلم والفساد وضياع الأجيال واستنزاف كل قدرات الدولة المصرية وتسخيرها لصالح أعدائها خامسا.. برغم يقيني بصحة وجهة نظر حزب البناء والتنمية في طريقة ادارة الدولة والحكم فترة حكم د مرسى وهو ما تقدم به الحزب للرئيس على مدى عام في نصائح شفوية وتصورات مكتوبة وكذلك تصوره لكيفية التعامل مع الأزمة الأخيرة ابتداء من 19 يونيو وحتى 3 يوليو 2013م.. إلا أن كل هذا لا يصلح أن يكون سببا لإسقاط شرعية الرئيس المنتخب الذى استوجب منك أن تصرح تصريحك الذى أهاج كوامن الدولة العميقة حينها عندما قلت: من يعتدى على قصر الرئيس يجب أن يقيد ويوضع في الحبس سادسا.. أن التعويل على المشاركة في الانتخابات البرلمانية كباب لتعديل أو تحسين الأوضاع بعيد كل البعد عن رؤية الواقع الذى يسعى الانقلاب لتدشينه بسرعة هائلة عن طريق القمع والقهر.. كما أن نظرة سريعة لكيفية إدارته لانتخابات الرئاسة التي كانت ولاتزال محل تندر كل المهتمين بالشئون السياسية تؤكد ذلك. سابعا.. كما أن المشاركة المعروف نتائجها سلفا تعنى اعترافا بالنظام المغتصب للسلطة وبها نفقد أهم نقطة قوة استطاع الشعب المصري أن يظفر بها من بين أنياب العسكر على مدى 60 عاما وهى الشرعية.. وهنا أذكرك بمعركتنا مع نظام مبارك على مدى 30 عاما والتي كان هدفهم الأول فيها هو الاعتراف بشرعيته ولو من باب الأمر الواقع وقد قضينا العمر كله في السجون ولم نعطهم ما يريدون.. أنعطيها لمن هم أسوأ منهم؟! ثامنا.. أما عن ضرورة مراجعة الاخوان لمواقفهم ووجوب النصح لهم فلا خلاف في وجوبه وقد أصبح محل اجماع الحركات الوطنية إسلامية وغير إسلامية وذلك رغم استمرار الأخطاء بل أن وجوبه يتغلظ إذا كانت هذه الأخطاء تضر بالجميع تاسعا.. كنت أتمنى أن يتضح من كلامك ما أعلمه عنك وهو أهمية استمرار الحراك الشعبي حتى تقتنع السلطة القائمة بضرورة الحل السياسي. عاشرا.. كما يجب توضيح أن دعوتك لا تعنى بحال التسليم بقائد الانقلاب رئيسا فقد قضيت 30 عاما في سجن مبارك ولم تعترف به يوما فهل تعترف بمن فرض نفسه بالقوة والقهر وسفك الدماء المحرمة؟! أقول كل هذا رغم علمي أن عنوان المقال ليس من عندك وأن التحليل الذى سبق المقال وجه القارئ نحو وجهة معينة لم تقصدها.. ويبقى بعد ذلك النصح متصلا في اطار حشد الشعب المصري للدفاع عن حريته وحقه في الحياة الكريمة وتحقيق أهداف ثورة يناير.