أجلت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة أمس، نظر الدعاوى التي أقامها مجموعة من المحامين الإسلاميين، للإفراج عن كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس التي تحتجزها الكنيسة منذ يوليو الماضي إلى جلسة 14 يونيو المقبل، لتقديم البابا شنودة المستندات، لكونه الخصم في الدعوى. وشهدت جلسة المحاكمة أمس تراشقًا حادًا بالألفاظ بين المحامين رافعي الدعاوى وفريق المحامين عن الكنيسة، وتسبب ذلك في إثارة حالة من الهرج والفوضى داخل قاعة المحكمة، ما دفع المستشار كمال اللمعي إلى التهديد برفع الجلسة أكثر من مرة لوقف المعارك الكلامية بين الطرفين. وتحدث المحامي طارق أبو بكر مقيم الدعوى عن رابطة "المحامين ضد الفتنة الطائفية" في البداية، متهمًا الكنيسة بأنها لا تزال حتى اللحظة تحتجز السيدة كاميليا شحاتة وترفض حضورها المحكمة للإدلاء بشهادتها، وهو ما وصفه بالاحتجاز القسري، فيما لم تقدم الكنيسة أي نفي له أو مبرر حتى الآن. في المقابل، أكد نجيب جبرائيل محامي الكنيسة، الذي قال إنه حضر بصفته وكيلاً عن كاميليا شحاتة- بموجب توكيل رسمي صادر من سجل مدني الموسكي قدم للمحكمة صورة منه- إنه لا داع لحضور كاميليا بنفسها بعد أن حضر كوكيل عنها. وأثار هذا الأمر اعتراض المحامين رافعي الدعوى الذين طعنوا على حضور جبرائيل بصفته وكيلاً عن كاميليا لكونه في الأصل محامي الكنيسة وهي الخصم في القضية، متسائلين: كيف يكون محامي كاميليا وهي المجني عليها قانونًا في القضية؟، لتسود حالة من الشد والجذب والهرج داخل القاعة بين فريقي الدفاع من الطرفين، في الوقت الذي هدد فيه القاضي برفع الجلسة إذا تكرر ذلك. وشن جبرائيل في مرافعته هجوًما على المتبنين لقضية كاميليا والمطالبين بإخراجها من الكنيسة، قائلاً إن هناك حالة من حالات الاعتداء الصارخ عليها، وأن آدميتها انتهكت من خلال وسائل الإعلام والسلفيين الذين صدّروا نفسهم للدفاع عن قضية "وهمية"، على حد تعبيره. وقال جبرائيل الذي ظهر في صورة سابقة مع من ادعى أنها كاميليا وزوجها وابنها، أن كاميليا تعيش هانئة مع أسرتها وسعيدة مع زوجها، وأظهر الصورة التي يظهر هو فيها مع كاميليا وزوجها وابنهما، وطلب من هيئة المحكمة حفظ القضية، خاصة أن القضية تنظرها برمتها النيابة العامة. وسادت مجددًا حالة من الهرج والمرج في ظل التراشق بالألفاظ بين المحامين، بعد أن أظهر المحامي طارق أبو بكر صورة ضوئية من تقرير كان قد نشر في "المصريون" بعنوان: "مفكرون أقباط يطالبون بعزل البابا شنودة"، وهنا هاج كل فريق الدفاع من الكنيسة وطالبوه بالتزام الأدب- على حد تعبيرهم- وأن لا يتحدث عن البابا بهذا الشكل، وطالبوا المحكمة بتحذيره إذا ما تكرر منه هذا الفعل. وطلب القاضي من المحامي عدم التعرض لأشخاص ولا يستشهد بصحف، وظل الأمر هكذا من مشادات بين الطرفين حتى قرر القاضي رفع القضية، وجاء قرار المحكمة بالتأجيل إلى جلسة 14 يونيو المقبل للاطلاع على مستندات طالبت بالحصول عليها من البابا شنودة بصفته الخصم في الدعوى. وكانت قاعة المحكمة شهدت أمس تواجدا إعلاميا مكثفا واكبه إجراءات أمنية مشددة، وتواجد جنود القوات المسلحة لأول مرة خلال جلسات المحاكمة خشية أن يحدث تصادم بين الأطراف المتنازعة. في غضون ذلك، تستأنف نيابة وسط القاهرة تحقيقاتها في قضية كاميليا شحاتة من خلال مواصلة الاستماع إلى شهود الإثبات. ومن المقرر حضور كاميليا أو وكيلها المحامي نجيب جبرائيل. وأكد الناشط محمد الصباغ، مدير "المركز الثقافي للحوار" الذي نظم العديد من الوقفات التضامنية مع كاميليا شحاتة ل "المصريون": "ننتظر الموقف القانوني للفصل في القضية، وقمنا بتعليق نشاطنا من وقفات ومظاهرات لحين الفصل القضائي فيها، خاصة وأن القضية الآن بين يدي جهتين للتحقيق النيابة العامة والقضاء الإداري".