أحمد الله – من جديد – علي انهم لم يستدعوني في جهاز الكسب غير المشروع حتي الآن .. فإمتلاكي جهاز كومبيوتر ووصلة انترنت يرشحني بقوة للذهاب الي هذا الجهاز القضائي .. أما الشرفاء امثال فتحي سرور وزكريا عزمي وسوزان مبارك فأحمد الله مرة اخري انهم نالوا البراءة لآن اموالهم حلال , فمن حصل علي مليارات الدولارات بمجهوده مثل هؤلاء الشرفاء ليس كمن حصل علي جهاز كومبيوتر بطريقة غير مشروعة ... أخشي ان تكون الخطوة القادمة هي حبس الشعب فعلا ! التعليق علي احكام القضاء او قراراته يدخلك مغامرة غير محسوبة , فربما يؤدي الي حبسك بتهمة إهانة القضاء والقضاة وربما يضعك تحت وطأة الهجوم الاعلامي والشعبي بصفتك تشكك في ( الحصن الحصين لحقوق المواطن ) .. ولكني لا اشكك في عدالة القضاء لا سمح الله ولكني لا افهم كيف يتم الافراج عن سوزان مبارك لانها اعادت بعض الاموال التي نهبتها الي خزينة الدولة مرة اخري ؟ ومن هو ذلك الفقيه القانوني الذي قال ان إعادة المسروقات يعفي السارق من العقاب او يبطل الاثر الجنائي ؟ .. واذا كانت تلك الاموال اعيدت الي المجني عليه ( الشعب ) .. فأين حق الدولة ؟ .. اعتقد ان تساؤلاتي مشروعة خاصة وان بعض رجال القانون المشاهير أكدوا ان ما حدث مع سوزان مبارك "إجراء استثنائي" .. أي ان سيادة القانون و ( عموميته ) و ( تجريده ) تم ضربهم في " مقتل " ... المشكلة لم تبدأ أمس أو أول أمس عندما تم الافراج عن سوزان وسرور و عزمي .. بل بدأت منذ فترة طويلة جدا عندما تباطئ المجلس العسكري ومعه السلطة القضائية في محاكمة هؤلاء حتي استطاعوا جميعا توفيق اوضاعهم .. دعك من سيادة الفريق احمد شفيق الذي ساعد في هذا كله بحسن نية او بسوء نية لا يهم .. ومع ذلك فرحنا ببدء المحاكمة مع مبارك وبقية العصابة وحبسهم جميعا 15 يوم علي ذمة التحقيق .. إلا ان هناك بعض الاخبار التي لم نلتفت لها ولكنها كانت مقدمة لما يحدث الان .. حيث بدأت بفاروق حسني الذي تنازل عن املاكه للدولة ولم تتم محاكمته .. ثم الافراج عن مفيد شهاب الذي خرج ليخبرنا ان ( امواله حلال ) .. والآن يتم الافراج عن سرور تليه سوزان ومن بعدهما زكريا عزمي .. وهؤلاء جميعا اتضح ان اموالهم "حلال" .. وقريبا سيتضح ان صفوت الشريف كان إماما لأحد المساجد ولكنه لم يكن يعلن حفاظا علي "الثواب" .. والمشكلة ايضا بدأت مع عدم تحرك المجلس العسكري الا تحت ضغط شعبي , حيث ظل الشعب يطالب بمحاكمة مبارك واعوانه , والاخبار تتناثر , (مبارك يتشاجر مع المحقق) ,( المحقق يقول لمبارك انتا مواطن عادي ومتعليش صوتك ) .. ( مبارك يندهش لان المحقق سأله عن اسمه وسنه وعنوانه) وهكذا , ثم اتضح ان مبارك لم يقابل أي محقق بل يجلس في شرم الشيخ يستمتع ويستجم بأموالنا .. وعندما ثار الشعب علي هذه المماطلة , قدموا زكريا عزمي وصفوت الشريف وسرور الي المحاكمة وتم حبسهم احتياطيا .. ومن بعدهم علاء وجمال مبارك ثم مبارك نفسه .. أي أن هناك زر معين يضغط عليه المجلس العسكري لبدء المحاكمات .. ثم يضغط عليه مرة اخري لإنهاء المحاكمات ... كل هذا ليس تشكيكا في نزاهة القضاء ولكن هذا لا ينفي ان هناك وثائق لامن الدولة حصل عليها المستشار الخضيري إن لم تخونني الذاكرة , تقول تلك الوثائق ان هناك عدد معين من القضاة ابدوا استعدادهم للتعامل مع الجهاز مقابل منافع معينة .. وفي نفس الوقت نريد ان نخرج من بوتقة ( عدم التعليق علي احكام القضاء ) لآن العصمة دفنت مع الرسول " صلي الله عليه وسلم " ولو كانت الامور هكذا لما سمعنا عن شيئ يسمي "إستئناف" أو "معارضة" او " نقض " لآن كل هذه الاشياء تعني أن الحكم " مش عاجبني " .. علي صعيد آخر تناثرت بعض الاخبار عن نية مبارك تقديم اعتذار للشعب ومن ثم العفو عنه .. وبعد ذلك امتلأت وكالات الانباء العالمية – ذات المصداقية – بتصريحات من مصادر عسكرية – رفضت ذكر اسمها – ان هناك غضاضة كبيرة تجاه محاكمة مبارك داخل المؤسسة العسكرية خاصة وانه كان القائد الاعلي للقوات المسلحة ! .. ثم خرجت الابواق الاعلامية لتؤكد ضرورة مسامحة مبارك لاننا لن نستفيد شيئا من حبسه .. ولكن اذا عفونا عنه فسوف يرد لنا الاموال التي سرقها .. واستنكروا اصرار البعض علي محاكمة مبارك ووصفوا المطالبين بذلك بأنهم ( انتقاميين ) ... واندهشوا من اصرار الناس علي محاكمة رجل في سن " جدهم ".. بالفعل نحن مجموعة من الساعين للأنتقام .. نحن نهتم بأشياء غريبة فعلا .. ( تحقيق العدالة ) ؟ .. ( تطبيق القانون ) ؟ ( صناعة العبرة ) ؟ هذه اشياء غريبة فعلا ولم تعد صالحة للإستخدام .. بل يجب علينا التعلم من الدول المتقدمة التي تترك رئيسها يسرق وينهب ويقتل كما يشاء ثم تعفو عنه نظير اعادة جزء مما نهبه الي خزينة الدولة مرة أخري .. لا أشعر بالراحة لما يحدث الان .. ولا يمكنني التظاهر بأن الامور رائعة لأن هذا ليس حقيقيا .. واتمني ان اكون مخطئا في شكوكي, ولكني في النهاية اوجه رسالة للمجلس العسكري قالها رئيس الوزراء الايطالي ( برلسكوني ) , ورغم سوء خلق هذا الرجل الا انه قال رسالة معبرة جدا , تصف شعب مصر بمنتهي الدقة ونص الرسالة كالآتي : صحيح ان المصريون يتمتعون بخفة دم ولكن إياك ثم إياك أن تخدعهم وتخونهم وتغضبهم لأنهم سوف يحرقون الارض عن بكرة أبيها دفاعا عن وطنهم .. والمصريون ليسوا في حاجة للمديح مني ومن غيري ...