كنت أول من دعا الى تشكيل مجموعات من الشرطة الاهلية او اللجان الشعبية بكل قسم من أقسام الشرطة الرسمية . لتحقيق التعاون والتواصل معها في اداء واجبها في حفظ النظام وتحقيق الامن وحل ما يطرأ من مشكلات يمكن حلها بالحوار والتفاهم قبل أن تتحول الى مشكلة يحلها القانون . وقد استضافني الداعية الاسلامي الشاب عمرو خالد في برنامجه المعروف ( بكرة احلى ) لمناقشة هذه الفكرة بعد أن اقتنع بها وأخذ على عاتقه الترويج لها عبر برنامجه المميز وبريده الاليكتروني . وأثناء الحوار استفضت في شرح الفكرة التي اسعدني ما أضافه لها عمرو خالد من اقتراحات تساعد على تنفيذها .. وما هي الا أيام قليلة حتى أعلن وزير الداخليه عن البدء في تنفيذ ما جاء في الحلقة من أفكار واقتراحات . فإصدر اللواء منصور العيسوي قراراً ببدء التنفيذ في محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية وأسيوط . على ان يجري تعميمها بعد ذلك في بقية المحافظات الاخرى . وتتلخص الفكرة في مبادرة يقوم بها بعض النشطاء من ذوي السمعة الحسنة . بتشكيل مجموعة في كل حي أو قرية تعرض خدماتها لقسم أو المركز التابع لها . لأداء بعض المهام التي تساعد جهاز الشرطة في القيام بواجبه حفاظاً على الامن وتحقيقا ً للانضباط والقضاء على المشكلات . وحل النزاعات التي تنشأ بين المواطنين أمام منافذ توزيع الخبز أو انابيب البوتاجاز أو محطات الوقود . أو ما يحدث من مشكلات أمام بعض المدارس بسبب التحرش أو التجاوز . كما تساعد في حل مشكلة التكدس المروري في بعض الشوارع لتوفير الكثير من عناصر الشرطة للعمل في أماكن أخرى أكثر أهمية . حتى تسترد الشرطة عافيتها وتعود قادرة على أداء رسالتها بنفسها . واذا كان السيد وزير الداخلية قد بادر بأختيار أربع محافظات فقط للبدء فيها بتنفيذ المبادرة . فعلينا نحن أصحاب المصلحة الحقيقية في حفظ الامن وعودة الاستقرار الي الشارع أن نبادر بتطبيق الفكرة وذلك بالاتصال بالسادة مديري الامن في المحافظات الاخرى للتنسيق معهم في تنفيذها في لتعميم المبادرة والامتداد بها الي معظم – أن لم يكن كل – الاقسام والمراكز . فلا نكتفي بمجرد الشكوى من غياب الامن . وانتشار الفوضى . ونلقي بالمسؤلية على الدولة وحدها . في وقت لم تعد تقوى فيه على القيام بمسئولياتها كما ينبغي بسبب ما أصابها من ارتباك وضعف بعد ما شاهدته من أحداث خلال الشهور الماضية . فعلينا أن نبادر جميعا ً بتحمل مسئولياتنا لمواجهة ما نعانية من مشكلات دون أنتظار لم يتولي المهمة نيابة عنا ونحن جالسون القرفصاء في اماكننا مكتفين بالشكوى والثرثرة في غير طائل . لقد عادت الشرطة بشعار الشرطة في خدمة الشعب .. ولكي تنجح الشرطة في اداء رسالتها في خدمة الشعب . على الشعب أن يبادر بتقديم يد العون والمساعدة ليكون في خدمة الشرطة حتى تتمكن من استرداد عافيتها وتصبح قادرة على خدمة الشعب فعلا ً لا قولا ً . فلنبدأ جميعا ً ومن الان قبل ان تصل الينا أيدي الفوضى . وتحكم قبضتها على رقابنا .