"لكل بيت كاتبه.. ولكل صاحب جيرانه"، على هذا المنوال، بدأ عبدالفتاح السيسي، الرئيس الجديد، اختيار معاونيه بديوان القصر الرئاسي، مسارعًا إلى الاستعانة بعدد من المقربين منه بوزارة الدفاع، ليكونوا القوم الأساسي لفريقه الرئاسي، عملاً بمبدأ "أهل الثقة". التكهنات الأولية تشير إلى اختيار اللواء عباس كامل مديرًا لمكتبه، والعقيد أحمد على، المتحدث العسكري، لإدارة شئون الإعلام، مع الاستعانة بعدد آخر من قيادات الجيش المتقاعدين في مناصب وزارية. وقال اللواء حسين سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن السيسي سيستعين بعدد من العسكريين، من بينهم اللواء عباس كامل لتعيينه مديرًا لمكتبه، الذي لازمه أيام رئاسته للمخابرات الحربية وكوزير للدفاع، متوقعًا أن يستعين أيضًا بقيادات أخرى من المقربين منه. وعلى خلاف الأصوات المعارضة لما يسمى ب "عسكرة الدولة"، أوضح سويلم، أن الاستعانة ببعض العسكريين فى الحكومة الجديدة أمر جيد، خاصة وأنهم ذوو خبرة فى الإدارة، كما جرت العادة أن يتم اختيار العديد من القيادات العسكرية في مواقع مدنية بعد إحالتهم إلى التقاعد. وقال سويلم، إن ما يتردد عن اعتزام السيسي تحويل قصر الرئاسة إلى ثكنة عسكرية هي "شائعات مغلوطة الغرض منها إحداث الوقيعة بينه وبين الشعب، خاصة بعد شعبيته الكبيرة والحب الجارف من الشعب له". وقال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكرى والاستراتيجي، إن استعانة السيسي بقيادات عسكرية لكونه شخصًا منضبطًا ووطنيًا وله سابقة فى العمل الإداري، كما أن اختيار عسكريين لمعاونة الرئيس ليس سبة فى جبين الوطن، بل إنهم قدموا خدمات لبلدهم. وأضاف، أنه من الصعب التكهن بمن سيختاره الرئيس فهو الذي سيختار وسيحاسب على اختياره من خلال كفاءة المؤسسة الرئاسية فإذا أثبتت ضعفها نحاسبه ويغير اختياراته. واستدل بفترة الرئاسة السابقة للرئيس المعزول محمد مرسى فى مشكلة سد النهضة ومدى السوء فى معالجة تلك المشكلة فلا خبرة ولا دراية. فيما قال زيزو عبده، القيادى بحركة 6 إبريل، إن النظام الجديد أتى بمعارضيه وبمؤيديه من خلال الائتلافات والأحزاب الجديدة الجاري تكوينها فى الفترة الحالية، ومن بينهم على سبيل المثال اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق. وأشار إلى "الاستعانة بقيادات الجيش حتى المتقاعدين منهم فى جميع مفاصل الدولة، وفى كل شبر فيها من محليات ومحافظين وغيرها". وأوضح أن الساحة ستشهد إفراز ائتلافات وأحزاب وقوى تابعة للعسكر بصورة كبيرة فى باطنها، في حين أن الشعب مؤيد لأي خطوة يتخذها السيسي ومرحب بتواجد العسكر فى أى جهاز تابع للدولة، وتابع قائلاً: "لقمة العيش" فقط هي التي تحرك الشعب فإذا لم يوفرها السيسى لهم فسيكون هناك حراك ضده".