هل التطورات المتسارعة.. والمذهلة التي تحدث في العراق الآن ستؤثر علينا في مصر؟.. الإجابة هي «نعم» بالتأكيد ولن يكون التأثير في مصر فقط بل في المنطقة بأسرها.. والعالم كله. .. هل تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) هو وحده من يتحرك على الأرض العراقية، أم أنه «اتحد» مع قوى أخرى عشائرية وسُنّية وبعثية وصدامية ليحقق ما حقق في الموصل وغيرها من مدن العراق؟.. والإجابة أيضاً أن الأمر أكبر من «داعش» وحده كتنظيم يتمتع بدعم قوى سياسية في دول عربية وخليجية، ويستغل أخطاء وخطايا سياسية عانى منها العراق وسورية أيضاً. .. هل مصر بمنأى عن خطر «داعش» المباشر؟ والإجابة هي «لا أحد» في المنطقة ببعيد عن الخطر ولكن بدرجات مختلفة، وتحدد هذه الدرجات حقائق الجغرافيا ومدى الالتصاق المكاني بأراضٍ يتواجد فيها «داعش» من ناحية، .. ومدى تغلغل «الفكر» الذي يعتنقونه داخل الدولة المعرّضة للخطر، وللأسف فالأمران موجودان في حالة مصر، فدول الجوار المصري لديهم جماعات متطرفة تؤيد «داعش»، كما أن لدينا وبين ظهرانينا من يعتنق فكر «القاعدة» -الأب الشرعي لداعش- بل وكان يرفع أعلامهم في مناسبات كثيرة، ناهيك عن الأمر المباشر الذي أصدره «معتوه» داعش الأكبر، وأميرها وقائدها بضرورة «قتال» جيش مصر!! .. هل تنظيم «داعش» ببعيد عن جماعة أنصار بيت المقدس، وغيرها من الجماعات التي تطلق على نفسها «جهادية»، وتتخذ من العنف المسلح طريقاً لتحقيق أهدافها؟.. والإجابة أبداً ليس بعيداً، بل إن كل جماعات الجهاد متعددة الجنسيات، لا تعترف بحدود ولا فواصل بين الدول ولا جنسيات، لذلك يقاتل الأفغاني والباكستاني والتركي والأوروبي والأمريكي تحت راية واحدة، فالفكر الأصولي الجهادي المسلّح لا حدود له ولا قومية بعينها، ويعرف تماماً كيف يتحالف -مؤقتاً- مع كل التكوينات المجتمعية مثل القبائل والعشائر والعائلات الكبيرة، وحتى الأحزاب التي كان يعلن تكفيرها.. ولنا في تحالف «داعش» مع عشائر العراق وبقايا حزب «البعث» خير مثال. ونحن في مصر يجب أن نحمد الله كثيراً أن قواتنا المسلحة بخير ومتماسكة، وقادرة على حماية مصر من الأخطار الخارجية، وندعو الله أن تعود جبهتنا الداخلية للتماسك والتعاضد، والإبقاء على خلافاتنا الفكرية، واختلافاتنا العقدية في حدودها الدنيا، وأن لا يغيب عن بالنا أبداً أننا أصبحنا الدولة العربية الوحيدة المتماسكة من ثلاث دول كانت إسرائيل تحسب لها حساباً، بعد ما جرى لسورية.. وما يجري للعراق في هذه الأيام الغبراء. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66