مر بالأمس عامان على رحيل محمد علاء حسني مبارك، الحفيد الأكبر للرئيس السابق دون أي زخم إعلامي، وكانت المفارقة أن حالة الحزن التي أبدتها وسائل الإعلام عند الوفاة تحولت إلى النقيض، بعد أن كرست اهتمامها لمتابعة التطورات المتعلقة بمصير الرئيس المخلوع وأفراد أسرته. وحرصت سوزان مبارك- المحتجزة بمستشفى شرم الشيخ- صباح أمس على طلب جريدة "الأهرام" لتقرأ نعي محمد علاء مبارك المنشور على صفحة 23 "الوفيات"، وقد كتب فيه "الحمد لله الذي أخذه منا في الفناء ليبقيه لنا في دار البقاء"، وبجوارها ألبوم صور يحوي صور حفيدها. ومرت الذكرى السنوية لوفاة محمد علاء مبارك بعد يوم واحد فقط من إخلاء سبيل جدته سوزان ثابت من جهاز الكسب غير المشروع بعدما تنازلت عن 24 مليون جنيه لصالح الدولة، وبينما الأسرة مشتتة بين المستشفيات السجون وجهات التحقيق ووالده في سجن ليمان طره علاء مبارك. ولم يعرف من قام بنشر النعي الذي جاء على مساحة صغيرة، وإن كان مرجحًا أن تكون والدته هايدي راسخ هي التي قامت بالنشر. وكان يعرف عن الرئيس السابق الذي يخضع للعلاج والتحقيق بمستشفى شرم الشيخ حاليًا ارتباطه الشديد بحفيده وتدليله، وظهر معه في أكثر من مناسبة عامة وهو يجلس إلى جواره، كدليل على المكانة التي كان يحظى بها لديه، ولم يمتلك القدرة على حضور تشييع جنازته عقب وفاته المفاجئة. وبدا مثيرًا للانتباه ذلك الاهتمام الإعلامي الذي استمر لعدة أيام آنذاك، حيث بث التلفزيون والفضائيات القرآن الكريم على مدار الساعة وانقطع عن بث الأغاني والمسلسلات والأفلام المدرجة على خريطة العرض، وهي من الأمور غير المعتادة في مصر إلا عند وفاة الرؤساء.