عندما قرأت ما وصف بأنه رسالة من البابا شنودة إلى النصارى المعتصمين أمام مبنى ماسبيرو ‘ وما جاء فيها من أن صبر الحكام قد نفد وأنهم هم الخاسرون إذا استمروا في اعتصامهم ' سألت الله صادقاً أن يصدق الرجل فيما قال ' وأن يخيب ظني به ، فمنذ أن رأيته منذ سنوات طويلة وهو يتكلم بعنصرية شديدة عن المسلمين على أحدى القنوات الأرضية اللبنانية – حيث لم يكن الدش قد عرف بعد- منذ ذلك الحين وأنا لا أثق به ...فكم سمعناه يشيد بفضل الإسلام على أهل مصر من القبط ‘ وهللنا لتصريحاته تلك الداعمة لوحدة نسيج الوطن ، ولكن ما شهدناه في عصره من فتن طائفية كان يجعلنا نتساءل عن محركها ...ولماذا في عصر شنودة فقط بتلك الكثافة غير المعهودة ؟. وما هي إلا دقائق قليلة حتى صرح أحد القساوسة أن البابا لم يطلب من النصارى فض الاعتصام !!! فقلت محارباً وسواسي ومناهضاً لحدسي ، لعل القس لم يفهم رسالة شنودة ‘ وبررت ذلك لنفسي لاسكاتها فقلت أن الرجل-شنودة- أدرك أن الأمر زاد عن حده , وأن الرسالة التي وصلته بطريقة أو بأخرى من الحكام ربما كانت شديدة اللهجة ‘ فاقتصادنا ينزف بشدة ‘ وكلنا في سفينة واحدة ولن تغرق طائفة وتنجو أخرى –لاقدر الله – إن حدث مكروه لمصر. ثم ما زاد من محاولة تخديري لمشاعري المناهضة لتصديقي للرجل ‘ تلك الاستجابات التي قامت بها الحكومة لطلبات النصارى والتي فاقت تصوراتهم كان منها إعادة بناء كنيسة صول على أفضل ما يكون في وقت قياسي !!! وكذلك مقابلة رئيس الحكومة المؤقتة الدكتور/ عصام شرف ووعوده لوفود المعتصمين بحل كل مشاكلهم ..لدرجة أن أعلن قساً آخر قال ‘ أن رجالاً من جهاز أمن الدولة طلب منهم (النصارى) مطالبة الحكومة بعودة جهازهم للعمل مرة أخرى ‘ وهو ما يعطي شعوراً بأن أهل الحكم الحاليين جاءوا بلبن العصفور للنصارى !!! ولكن ما هي إلا سويعات وتخرج تصريحات من شنودة نفسه مفادها أنه لا يستطيع الضغط على أبنائه لفض اعتصامهم !!! وهنا لم أستطع أن أكبت مشاعري التي استفاقت ‘وأخذت أجمع الخيوط ببعضها في محاولة لحل لغز السودوكو الشنودي أو شيفرة شنودة !!! الرجل أطلق تصريحات تتقاطع مع بعضها دونما تكرار أو تشابك بينها...هو أرضى الحكام بتصريحه الأول واستجاب لضغطهم.. ولكن رسالته للمعتصمين كانت ( لا تفضوا اعتصامكم فقد نفد صبر الحكام أو كاد ولكن ستكون هناك تضحيات منكم وقتلى وجرحى فتحملوها كما تحملها أجدادكم في عصور الشهداء ‘ ففي سبيل مطالبنا الكثيرة كل شيء يهون...ولن يستطيع الحكام الإسراف في تعاملكم وعندنا من الإعلام المتنصر والموالي ما يجعلهم يفكرون ألف مرة (...هذا هو تصوري لشيفرة شنودة...وأرجو صادقاً أن تكذب الأيام القدمة ظني ..وذلك لخير مصر...لخيرنا كلنا ...أقباط مصر من مسلمين ونصارى.