6 إبريل تدعو مرضى فيروس "سي" إلى التوجه للمستشفيات العسكرية.. و"الشعب يدافع عن رئيسه": اتصالات مكثفة مع الثوار تغيير لاستراتيجيات، وتكوين ائتلافات، وتدشين لحركات، هكذا تستعد القوى الثورية لمعارضة عبدالفتاح السيسي، الرئيس الجديد، لتوسيع رقعة المعارضة، والتي بلغت ما يقرب من 26 ائتلافًا وحركة، كل يعارض بحسب ما يراه مناسبًا لسقوط نظام وتنصيب آخر يلبي ما كانوا يرفعونه من شعارات منذ ثورة 25 يناير، ولم يتحقق منها شيء حتى الآن. فمنهم من اعتبر أن الإشكالية فى الاستراتيجية فطالبوا بتغييرها حتى لا تقتصر فقط على الفعاليات الميدانية، لتشمل التوعية والتثقيف الجماهيرية، ومنهم من اتخذ أسلوب التهكم والسخرية عن إنجازات وهمية لا أساس لها من الصحة، وهو ما اتخذته حركة "6 إبريل" فيما يتعلق بالجهاز الذي أعلنت القوات المسلحة بأنها ستبدأ فى استخدامه لمعالجة أمراض الإيدز وفيروس "سي" بنهاية هذا الشهر. ويضم معارضي السيسي 3 كيانات مختلفة، جمعهم معارضة النظام الحالي. الكيان الأول: "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، والذي يتكون من 14 حزبا وحركة سياسية وشبابية، علي رأسهم جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة، وكانت الجماعة تمثل أكبر تكتل معارض في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، قبل أن تصل للحكم لمدة عام واحد فقط. وتأسس هذا التحالف في أعقاب الإطاحة بمرسي في يوليو الماضي، ويتكون من أحزاب البناء والتنمية (الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، والحزب الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الجهاد الإسلامي)، بالإضافة إلى أحزاب الفضيلة، والإصلاح، والوطن، والراية (أحزاب سلفية)، والوسط، والاستقلال، والعمال الجديد، والتوحيد العربي، وأغلبها أحزاب بمرجعية إسلامية. كما ينبثق عن هذا التحالف عدة حركات شبابية ومهنية، منها "شباب ضد الانقلاب"، و"طلاب ضد الانقلاب"، و"نساء ضد الانقلاب"، و"مهندسون ضد الانقلاب"، و"معلمون ضد الانقلاب"، غيرها من الحركات. الكيان الثاني: التيار الثالث الرافض لحكم العسكر وحكم الإخوان معًا: ويضم أغلب الحركات الشبابية "الثورية" وعدد من الأحزاب، منها حركة شباب 6 أبريل، والاشتراكيين الثوريين، وحركة مقاومة، وحركة أحرار، وهو ما شملتهم جميعا مظلة جبهة طريق الثورة. كما يتكون هذا التيار المعارض من عدة أحزاب سياسية منها مصر القوية برئاسة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والتيار المصري (الذي يتألف غالبية أعضائه من المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين). الكيان الثالث: التحالف الديموقراطي بقيادة حمدين صباحي، والذي أصر خلال خطابه، الذي أقر فيه بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع قبل الماضي، علي الحفاظ على لغة تجميعية توافقية مع القوى السياسية، وتعهد ببناء تيار سياسي جديد ينحاز للفقراء، ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية. ورفض صباحي في كلمته "أي منصب تنفيذي، أو التعيين في أي موقع مسؤولية"، مؤكدا أنه "سيشارك في خدمة الوطن من موقع المعارضة". التيار الذي تعهد صباحي بتدشينه، قال عنه مراقبون إنه سيكون بديلا عن التيار الشعبي الذي تحلل في الشارع، وجبهة الإنقاذ التي تفككت عقب الإطاحة بمرسي، وانقسم قيادتها بين دعم المرشحين الاثنين في الانتخابات. أثناء عرضه لتفاصيل التيار الجديد، في كلمته، قال صباحي إن "التيار سيكمل به الطريق مع شركاء حملته، وسيدعو مزيد من القوي الوطنية للمشاركة فيه". وفي حين قال إن الحركة لم تضع خطة معينة حتى الآن لتنظيم فعاليات 30 يونيه، كشف محمد كمال، عضو المكتب السياسي لحركة "6 إبريل"، عن أن الحركة ستدعو جميع المرضى في نهاية الشهر الجاري، للتوجه إلى مستشفيات القوات المسلحة للعلاج من مرض الإيدز وفيروس سي. وأضاف كمال ل"المصريون"، أن الحركة كانت قد تقدمت للقوات المسلحة بخالص الشكر والتقدير على إنجازها الخاص باختراع جهاز يعالج الالتهاب الكبدى الوبائى "فيروس سى" ومرض نقص المناعة "الإيدز", داعيًا المرضى البالغ عددهم حوالى 15 مليون مصرى إلى التوجه لمستشفيات القوات المسلحة بعموم الجمهورية ومتمنين لهم الشفاء السريع بفضل هذا الاكتشاف. وقالت شيماء حمدي، عضو جبهة "طريق الثروة"، إن كل الفعاليات الخاصة بالقوى الثورية ستركز على معالجة القوات المسلحة للمواطنين عبر الجهاز المعروف إعلاميًا ب "جهاز الكفتة"، موضحة أن اختلاف القوى الثورية مع جماعة الإخوان لن يثنيها تنظيم فعاليات معارضة لحكم العسكر. من جانبها قالت غادة محمد نجيب، الناشطة السياسية، وعضو تمرد المنشق، إن خطة القوى الثورية التي ستنتهجها بعد وصول السيسي إلى الرئاسة هو توسيع رقعة المعرضة من خلال اتباع استراتيجية جديدة تهدف إلى توعية المواطنين وفئة العمال بخطورة حكم العسكر، وخطورة الوضع الاقتصادي، على مستقبل البلاد من خلال التوضيح بأن الدعم الخليجي لن يدوم. وأضافت نجيب ل"المصريون" أن من ضمن الاستراتيجية التى ستعتمد عليها القوى الثورية، هي ترك شعارات الحريات والديمقراطية، والاعتماد بصفة رئيسية على "التوعية"، من خلال كشف حقيقة السيسي وأنه يفتقد الرؤية تجاه العديد من القضايا والأزمات التي تواجه مصر. وأوضحت أن القوى الثورية دشنت تحالفًا مكونًا من 26 ائتلافًا وحركة لتوسيع دائرة المعارضة، مشيرة إلى أن هذه القوى ستستمر في فعالياتها الرافضة لحكم العسكر بكل ما أتاهم بقوة، مستبعدة أن يستمر السيسي في السلطة نفس الفترة التي أمضاها الرئيس الأسبق حسني مبارك، قائلة إن "كل الأطراف ستسقطه قريبًا"، بحسب قولها. وفى سياق متصل، قال أحمد عبد الجواد، المنسق العام ل "حملة الشعب يدافع عن الرئيس"، إن استمرار التظاهرات والاحتجاجات في مصر سيساهم في عملية إسقاط السيسي، مؤكدًا استمرار الإسلاميين في الاحتجاجات ولو استمر 10 سنوات حتى إسقاط السيسي. وكشف عن عدة آليات لمعارضة السيسي منها عدم المشاركة في أي انتخابات قادمة سواء برلمانية أو محلية وذلك لإحراج النظام الحالي أمام المجتمع الدولي, لافتًا إلى أن عدم المشاركة في الانتخابات تجعل النظام مشكوك في شرعيته. وأضاف المنسق العام لحملة الشعب يدافع عن الرئيس أن هناك اتصالات مستمرة بالقوى الثورية خاصة حركة شباب 6 إبريل و"الاشتراكيون الثوريون" للتنسيق فيما بينهم لإطاحة بنظام السيسي – بحسب قوله-. وأكد أنه يسعى إلى توحيد الصف الثوري واللحمة الثورية واستعادة روح ثورة يناير المجيدة للإطاحة ب"حكم العسكر", موجهًا رسالة إلى "الاشتراكيون الثوريون" قائلًا إنكم أثبتهم وطنيتكم.