"فلترة" القواعد بالمحافظات.. فصل المخالفين لقرار دعم السيسي. ودراسة تاريخ الراغبين بالترشح "لا تقل حلفاء فقد ننقلب على بعضنا الغد" إنها لعبة المصالح التى لا يبقى فيها شيء ثابت، فقط يحكم تحركاتك المصلحة والبحث عن المقاعد السيادية فى الدولة، هكذا كان حال حزب النور السلفى الذى استيقظ صباح اليوم الأول بعد الانتخابات الرئاسية على حالة هجوم من أحزاب وسياسيين كانوا من ساعات فقط يشيدون بدوره فى الانتخابات، معتبرينه الكيان السياسى الأوحد المتواجد على الأرض، ليبقى النور أمام اتهام بخذلان المشير عبدالفتاح السيسى الفائز بالانتخابات الرئاسية، مطالبًا بإثبات براءته. وفى ظل هذا الهجوم راح الحزب يبحث عن مبررات لتكذيب هذه الاتهامات وهو ما دفعه للتفتيش فى صفوف قواعده وإعادة هيكلتها، على حد قول مصادر سلفية رفضت نشر اسمها. وكشفت المصادر عن خطوات اتخذتها الدعوة السلفية ومعها حزب النور خلال الاجتماع الأخير الذى عقدته الدعوة بمقرها فى الإسكندرية السبت الماضي، ودرسوا فيه كيفية مواجهة موجة الغضب ضد الحزب، حيث استقرت على أربع خطوات يتم العمل وفقًا لها لإجراء عملية ما أسمته ب" الفلترة" للقواعد والوقوف على كل من يخالف مواقف الحزب بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين ولو من باب التعاطف. "نعلم أن قواعدنا بها جزء متعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين"، هكذا بدأ الشيخ على حاتم، المتحدث باسم مجلس إدارة الدعوة السلفية، تصريحاته ل" المصريون"، مستدركًا: "التعاطف المتواجد فى بعض صفوف قواعد النور نابع من تقارب المرجعية الدينية التى يعتمد عليها كل من حزب النور وجماعة الإخوان المسلمين"، لافتًا إلى أن قيادات الحزب يضعون ذلك فى أثناء اتخاذهم القرارات بحيث يحرصون على عدم معادة جماعة الإخوان المسلمين رغم الهجوم القوى الذى يشنه أعضاؤها على الحزب ودعوته السلفية. فيما شدد ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فى تصريحات صحفية، على أن الحزب لن يسمح بصعود الإخوان داخل صفوفه ويزحفون من خلاله إلى البرلمان، بحيث يشكلون كتلة برلمانية مزعجة للنظام فى الفترة القادمة. وهو ما أكد طارق السهري، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، من خلال إقرار مجموعة من الخطوات في اجتماع الدعوة السلفية والتى باركها الحزب تتضمن أربع خطوات من خلالها يتم حصر للأعضاء المتعاطفين مع الجماعة وغير ملتزمين بقرار الحزب، بحيث ترفع أمانات الحزب بالمحافظات تقارير عن الشخصيات المعروفة فى دوائرهم وأبدوا امتعاضًا على قرارات الحزب فى دعم المشير، ولفت إلى أن تلك التقارير مهمة فى اختيارات الحزب للأسماء التى سيتم الدفع بها فى الانتخابات البرلمانية القادمة. وأوضح أن الحزب سيعتمد عليها فى اختيار مرشحيه بحيث لا يخطئ ويدفع بشخصيات لها ميول متعاطفة مع الإخوان مما يعنى تشكيل كتلة إخوانية برلمانية رغم نبذ الشعب لهم. وتابع، أن الخطوة التى ستلحق رفع التقارير هو التواصل مع هؤلاء الأعضاء ومعرفة مبرراتهم، بحيث يتم بعدها إقناعهم وشرح لهم مبررات مواقف النور وحتميته فى الفترة الحالية على حد قوله. وأشار إلى أن الخطوة النهائية هو أن يتم فصل كل من يثبت اختلافه مع قرارات الحزب، مشددًا على أن تلك القرارات لا تعد حجرًا على آرائهم أمام تهديد استقرار الحزب وعلاقته بالقواعد. يذكر أن النور معرض فى الفترة الأخيرة لموجة هجوم يتهم فيها بعدم دعم المشير وهو ما قاله على حاتم إنه قد يؤثر على نسبة ال20% التى يبحث الحزب عن شغلها فى البرلمان القادم، ولفت إلى أن الحزب سيستمر فى محاولات تحسين صورته من خلال شغله فى الشارع والاستمرار فى النشاط الخدمي. وحلل الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير السياسي، هذا الانقلاب الذى وقع داخل صفوف القوى السياسية الداعمة للمشير، هو عدم تنظيمها وفشلها فى تقديم صورة مميزة للدعاية للمشير. وشدد على أن نتيجة لهذا الفشل راح كل فصيل يحمل الآخر مسئولية انخفاض الدعاية وقت الانتخابات أمام اللجان والتى أثرت بدورها على نسبة المشاركة خاصة فى اليوم الثانى من التصويت.