المنهج التربوي هو الاليه الوحيدة التي يمكن من خلالها تقييم أداء الطلاب، حيث يقسم المنهج إلى أبواب وفصول، زمنية ومكانية، ومن ثم لابد من إجراء اختبارات شهرية لمعرفة مدى التزام الطالب بالمنهج وتفهمه لما فيه وحرصه على القيام به، لكن تخيل لو أن طلابنا لا يملكون منهجا، فكيف سنقيٍم أدائهم؟ وما هو شكل الاختبار الذي يجب أن يؤدونه؟ ثم كيف أطلب منه أن يذاكر منهجا غير موجود؟ والبرنامج الانتخابي للمرشح الرئاسي أو البرلماني هو المنهج بالنسبة للطلاب، وكما هناك اختبارات شهرية لتقييم أداء الطلاب هناك أيضا وقفات زمنية ومحطات يجب من خلالها تقييم أداء الرئيس أو البرلماني لمحاسبته عما أنجز وفق البرنامج المعد والذي تعهد بتنفيذه أمام ناخبيه...لكن ماذا لو كان الرئيس بلا برنامج؟ كيف يمكن محاسبته إذا؟ أشار السيسي في كثير من لقاءاته أن المواطن المصري سيشعر بتحسن نسبي في غضون عامين تقريبا، وهنا سؤال يطل برأسه يبحث عن اجابه..ماذا عما قبل السنتين؟ هل لا يجوز لنا قانونا أو دستورا أو شرعا أو عرفا أن نسأل الرجل عن أي شيء؟ هل علينا أن نقبل بأي وضع دون إمكانية التفوه بكلمة؟ هل هذه هي الديمقراطية المنشودة؟ هل هذا هو الأمل الذي كان يسعى لأجله المصريون؟ وهل ما وصلنا إليه هو هدف الملايين ممن قاموا بثورة يناير وموجتها الثانية في يونيو؟ سؤال أتوجه به إلى رئيس مصر المشير عبدالفتاح السيسي الذي اختارته الملايين بصرف النظر عن موقفي الشخصي حياله..لكن طالما كانت تلك رغبة الشعب فلا أملك إلا ان انزل لتلك الرغبة..لكن هذا لا يمنعني من اداء دوري المنوط بي القيام به بصفتي مواطن قبل أن أكون صحفيا..السؤال إذا: كيف أحاسبك سيادة الرئيس في حال خطأك؟ كيف اعترض على أي قرار تتخذه طالما أنت لم تتعهد لي مسبقا بأي شيئ يلزمك تجاهي ؟ ماذا لو استبد الرئيس..هل من حقي أن اعترض وأطالب بحقي؟ وقتها سيكون جواب الحال "..أنا لم اتعهد أمامك ولم التزم بمطالب محدده أحققها لك كمواطن..وليس لدي برنامج يلزمني بأي شيئ.." .. واختم مقالي بالموقف الذي دار بين الرئيس والفنان محمد صبحي حين سأله الاخير عن برنامجه الانتخابي، فأجابه ( انت عاوزني ولا عاوز البرنامج ) ..هذا حقك فالملايين قد اختارتك لشخصك، وهم أحرار ويتحملون نتيجة اختيارهم...لكن انا ومن معي ومن على شاكلتي من الملايين من مقهوري هذا الوطن..كيف نحاسبك سيادة الرئيس على برنامج لم تقدمه؟ وكيف نطلب منك أمورا لم تتعهد أنت بها من قبل؟....