مهما اختلفنا مع التيار السلفى فى الأفكار، فلا يمكن أن ننكر أنه ومنذ قيام الثورة نجح كثيرًا وسار إلى الأمام أكثر، فمن المساجد والندوات إلى معترك السياسة الطاحنة، وتحقيق المركز الثانى فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ثم كان السلفيون لاعبًا رئيسيًّا وهامًّا فى الانتخابات الرئاسية، واتفاقهم على ترشيح شخص بعينه من مرشحى الرئاسة كان يعنى رقمًا هامًّا له وأصواتًا يستطيع المنافسة بها. ولا شك أن نجاح التيار السلفى فى السياسة يعود الفضل فى جزء كبير منه إلى مرجعياته الشرعية التى قدمت الدعم والمساندة للجيل الأول المشارك فى الحياة السياسية، ومنهم الشيخ سعيد عبد العظيم مؤسس الدعوة السلفية بالإسكندرية ، وهو أحد رموز السلفية الذين أيدوا الدكتور محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية، مخالفًا رأى مجلس شورى الدعوة السلفية وحزب النور اللذين دعما المرشح عبد المنعم أبو الفتوح. نجح الدكتور مرسى وفاز برئاسة الجمهورية، لكن السلفيين وحزب النور اعتبروا أن عدم مشاورتهم فى اختيار الحكومة خطأ قد يجعلهم يغيرون من توجهاتهم السياسية فى الفترة المقبلة.. ثم ما حدث فى الفترة الأخيرة من استقالات لأعضاء وقيادات فى حزب النور، وقيام الحزب نفسه بإجراء اختبارات لأعضائه.. يجعل من الحوار مع الشيخ سعيد عبد العظيم أمرًا هامًّا.. فإلى نص الحوار. ■ بداية، بصفتك أحد أهم وأبرز المرجعيات الشرعية للتيار السلفى.. هل اختلفت الشخصية السلفية بعد الثورة؟ - بالطبع تغيرت الأوضاع، وافترقت عند السلفيين بعد ثورة 25 يناير، فدورنا قبل الثورة كان مقتصرًا على الانتشار فى المساجد التى نعتبرها «رئة الدعوة»، ولم نقم بأى أدوار أخرى بسبب الحجر والتضييق الممارس ضدنا، وكنا نرى أن الجدوى من الممارسة السياسية ضعيفة، ففى عهد مبارك كانت هذه البيئة لا تخلو من التزوير وكبت الآراء، لذا التزمنا بأن نعبر عن مواقفنا بالأسلوب الصحيح، ورغم عدم اندماجنا فى العمل السياسى واقتصار دورنا على الدعوة فإننا كنا نتعرض لضغوط، وكان يتم التضييق علينا فى المساجد، إضافة إلى عدم السماح لنا بالتنقل بين المحافظات لإعطاء الدروس، لكن الدعوة انتشرت بشكل كبير، وما زال البعض يتوهم أن الدعوة السلفية ظهرت فجأة بعد الثورة وهو أمر غير صحيح، حيث إن الدعوة نشأت منذ بداية السبعينيات عندما كنا فى الجماعة الإسلامية، فترة الجامعة. ■ ما المحظورات التى وضعها التيار السلفى لنفسه فى عهد مبارك؟ - تجنبنا خطوطًا ثلاثة، هى: الغلو فى التكفير أو اللجوء إلى العنف أو المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، وأعتقد أن هذه الأمور أعطت للدعوة السلفية قدرًا من العافية، خصوصًا أن من كان يشارك فى المعترك السياسى كان لا يسلم من الملاحقات الأمنية نتيجة التنافس على الكراسى، وأيضا كانت تحدث ملاحقات أمنية وإجراء محاكمات عسكرية لكل من كان يسلك طريق العنف، وظل هؤلاء فى المعتقلات سنين طويلة أما من كان فى معترك التكفير والغلو فيه فقد عزلوا أنفسهم عن المجتمع، أما التيار السلفى فكان لديه قدر من المتنفس، وكنا نوجه الناس من المساجد، لكن الثورة مثلت الانطلاقة، فقمنا بالمشاركة فى العمل السياسى وتغيرت نظرتنا بعد الاستفتاء، فوجدنا أن المشاركة السياسية من الممكن أن يكون لها جدوى. ■ ما تقييمك للفترة التى عاشها أبناء منهجك على مدار عام وأكثر من العمل السياسى؟ - لقد أثبتنا من خلال المشاركة السياسية أننا رقم كبير على الأرض، فنحن نمتلك جذورًا وقدرًا من الانتشار، وأقول بكل وضوح نحن لا ندعى أو نزعم أننا أصحاب خبرات سياسية أو خضرمة عالية فى هذا المجال ولا يمكن أن يتم الدخول فى مقارنة مع الإخوان الذين قضوا عمرهم بأكمله يعيشون فى بحر السياسة، فليس معنى كلامى أن أتغافل عن أن السلفيين أعدادهم كبيرة جدًا على الأرض وأثبتوا قدرًا من النجاح عندما شاركنا فى الحياة السياسية. ■ التحول والانتقال من العمل الدعوى إلى المشاركة فى الحياة السياسية، هل أفاد التيار السلفى أم شوه صورته؟ - هناك مقولة على لسانى دائمًا وهى «المكاسب بتغرى»، نحن كتيار سلفى كان كل اهتمامنا بحفظ القرآن، والوجود فى المساجد، والحديث عن الأخلاق والسلوك، ولم يكن لدينا أى طموحات سياسية، ولم نكن نبحث عن المناصب أو الوظائف، هذه الأشياء لم نعهدها، والمشاركة فى العمل السياسى يحمل فى طياته قدرًا من المخاطر، بالتأكيد نستوعب هذا الأمر، لذلك حذرت المجموعة التى اتخذت هذا الموقف من اليوم الأول بأن لا يتأثروا بسلبيات السياسة وأن يفرضوا سياسة جديدة.. لا أنكر أن مشاركتنا فى السياسة كانت لها فائدة وقيمة، لكننى كنت أتمنى أن تنخرط مجموعة فى العمل السياسى وأن تكون سياستها شرعية منضبطة دون إخلال، لأننى كنت لا أريد أن نصطدم بأن فلانًا انشق عن الحزب وآخر أخطأ، فكل هذه الأمور لا يمكننى الآن أن أنفيها لأنها واردة، ومن المستحيل أن أدس رأسى فى الرمال، فكل هذه الأمور موجود وقائمة، وللعلم كانت جميع هذه الأخطاء نتوقعها من أول يوم. ■ ماذا حدث للشخصية السلفية التى اندمجت فى الحياة السياسية من وجهة نظركم؟ - أعتقد أن اللسان قد تغير، وتحول إلى لسان سياسى، وأصبحت شخصية تهتم بمتابعة الأخبار والأحداث، وكل هذه الأشياء قدْر منها مفيد ونافع، لكن كنت أتخيل أن المجموعة التى دخلت عالم السياسة سيكون كل اهتمامها بالقدر النافع مع وجود مجموعة أخرى تنخرط فى الدعوة وتربية الأفراد ومتابعتهم، هناك بعض الأمور التى أتت على حساب أشياء مفيدة، وذلك الأمر يستدعى وقفة ومراجعة ومحاسبة، ومن الضرورى أن تتم التخطئة والتصويب، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم. ■ من خلال حديثك نستنتج أنك لم تفاجأ عندما حقق السلفيون المرتبة الثانية كنسبة لهم فى البرلمان المنحل؟ - نعم، وأعلم أن وسائل الإعلام قد تفاجأت، خصوصًا بعدما شاهدوا بعد الثورة طوفان تدين وطوفانًا سلفيًّا على وجه الأرض، وكان هذا الاكتشاف من قِبل الإعلام فكانوا لا يعلمون شيئًا عن حقل التدين الموجود فى مصر، أما بالنسبة إلىّ كان لدىّ تقدير لحجم السلفيين، وكان من السهل أن أضع نسبة لأعدادنا على الأقل وسط ما يطلق عليه «التيار الإسلامى» الذى يتميز بالتدين والالتزام وحبه لدين الله، فمن خلال تنقلاتى الكثيرة كنت دائما أقول إن عدد السلفيين 10 أضعاف عدد الإخوان، وأتذكر أننى قلت لعبد المنعم أبو الفتوح إن عددنا 10 أضعاف الإخوان، فخرج يقول إن السلفيين 20 أضعاف الإخوان، من الممكن أن يعتبر البعض أن هذه الإحصائية تعد تهويلا، وأرد عليهم وأقول «إحنا عدد كبير وضخم وأى مناسبة من السهل أن يتم خلالها ملاحظة هذا الأمر مثل الندوات التى تنعقد، السلفيون كغثاء السيل وهذه حسابات متجردة ممكن أن نخطئ فى النسبة الصحيحة، لكن نحن عدد هائل جدًا». ■ السلفيون 10 أضعاف الإخوان هذه نسبة تستدعى سؤالا، هل يفتقر التيار السلفى إلى الوجود التنظيمى؟ - نحن لسنا دعوة تنظيمية علشان يبقى فيه نسبة وتناسب، حجمنا الكبير لا يمكن إثباته بعدد الوزراء أو المناصب التى نشغلها، لا أنفى أننا نمتلك قدرًا من التنظيم، فهناك أشياء تُظهر القوة والشعبية مثل الدخول فى معترك السياسة، كما أن التيار السلفى أقرب إلى الهلامية وإن كان يمتلك قدرًا تنظيميًّا، أعتقد أن الهلامية أقرب إلينا لأن دورنا يقتصر على إعطاء الدروس، فدعوتى عبارة عن درس. ■ بعض القيادات السلفية يرون أن العدد الأكبر من السلفيين يمثلون «السلفية الخاملة»؟ - الإجابة عن هذا السؤال تظل نسبيّة لأن التوصل إلى معرفة هل الجزء الأكبر من التيار السلفى خامل أو منتعش صعب، فكل واحد أحيانا يكون أسيرًا للإطار الذى يعيش فيه. ■ هل كنت تتوقع نجاح تجربة «النور» والحصول على هذه النسبة العالية فى الانتخابات البرلمانية؟ - لا طبعا، لكنى كنت على علم من انتشار الدعوة بحكم اقترابى من الناس، فأنا موجود فى هذه الساحة، ولم أنعزل عنها، كان عندى نبض بإمكانية تحقيق مثل هذه النسبة، لكن هذا يعد نوعًا من الاجتهاد فى التقييم، حتى هذه اللحظة ليس لدينا إحصائية دقيقة لعدد النصارى، كما لا توجد أساليب منهجية نرتكز عليها فى العد والحساب، كل ما نفعله هو استقراءات، أنا على يقين أن عدد السلفيين غير عادى وضخم جدًا لأننا كنا دعوة ولم ننخرط فى عالم التكفير أو العنف حتى ندخل المعتقلات أو نذوق العذاب، إلا أننا دخلنا المعتقلات رغم تجنبنا الخطوط الثلاثة الحمراء التى وضعناها، وهذا يعتبر لغزًا، كنت أتصور أن المعتقل يدخُله من يقتل أو يكفر، كنت وقتها أردد دائما أن منهج الأنبياء والمرسلين والأتباع مش لكونهم دخلوا البرلمان لكن لكونهم عبدوا الدنيا بدين الله، وأنا اعتقلت مرات وأنا فى حالة صحية سيئة جدًا ولم أقتل أحدًا أو أكفِّر شخصًا لكن عشان هيئتى السلفية لازم كنت أدخل السجن وتتم معاقبتى لأن سبيل الإفلات من العقوبة أن الواحد يرقص ويغنى وتبقى من طائفة النخبة التنويرية والليبرالية، وهم من يتحكمون فى الإعلام لا الإسلاميون. ■ ما الذى يمنعكم عن المنافسة وتقوية الإعلام الخاص بكم؟ أليس أفضل من توجيه الانتقاد إلى وسائل الإعلام؟ - لا يمكن حدوث ذلك، هذه مواريث، حيث لم يكن يسمح للمحجبات بتقديم برامج تليفزيونية، كان هذا توجه دولة لا نقدر على مواجهته. ■ لكن الإخوان أقوى فصيل موجود على الساحة ويمتلكون السلطة والنفوذ ولا تواجههم عوائق تمنعهم من الدخول لهذا المجال بقوة، فلماذا لا تقدمون الجديد الذى تتحدثون عنه دائمًا؟ - ما زلنا فى حسبة أيام كيف نتمكن من امتلاك الإعلام، وحتى لو حدث وتملكنا الإعلام لن تعدم أبدًا من الهجوم الشرس والحديث عن أننا نبحث عن التكويش والاستحواذ على كل شىء، التيار الإسلامى تم إقصاؤه عشرات السنين ولا يمكن أن يحدث ذلك مرة واحدة، فمثلا لم يكن يسمح لأمثالنا تعيينهم أساتذة جامعة أو وزراء، لكن كان يسمح للشيوعى أن يتقلد أى منصب حتى إذا كان رئاسة الدولة، نحن نعيش أجواء ثورة الآن، ولا يمكن القياس عليها، فلم يكن يسمح لرجل ملتحٍ أن يكون رئيس دولة، ولم يكن يسمح له أن يكون رئيس شركة أصلا. ■ كيف ترى العلاقة بين التيارات السياسية الموجودة على الساحة؟ - العلاقة بين التيارات السياسية لا بد أن تكون بضوابط شرعية وأن تكون هى التى تحكم هذه العلاقة، فمن غير المقبول أن نصبح أشبه بالإخوة الأعداء، قمنا بإرسال رسائل طمأنة إلى كل الناس، لكننا نعتبر أولى الناس برسائل الطمأنة همّ اللى معانا على نفس الطريق، والذين يؤمنون بدين الإسلام والذين تتحقق بهم نهضة البلاد، لكن أى واحد ينحرف عن منهج الله فهو يدمر البلاد والعباد حتى وإن كانت كلماته معسولة، فإن الكفر والانحراف والمعاصى والذنوب لا يمكن أن ينصلح بها حال الأمة، لكن هذا لا يمنع أن نستفيد منهم، نحن نأخذ العلوم النافعة من كل من أفلح فيها، والعلاقة مع القوى الأخرى يحكيها الواقع، ومن جانبنا فلا تربطنا إلا علاقات دعوة بلين وبرفق ودون شد، وهى علاقة إبلاغ حق للخلق، ولم ننس فى زحمة السياسة والتعامل أننا أصحاب دعوة ونعبِّد الدنيا بدين الله، والنبى تعامل مع اليهود والنصارى وهو قدوتنا. ■ ما السلبيات التى تراها فى التيار الليبرالى؟ - دعوتى إسلامية أجهر بها وهى «إن الدين عند الله الإسلام فمن يبتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين»، وبالتالى فأنا رحمتى بهم وشفقتى على (إبراهيم عيسى وغيره أطلب منه أن يرجع إلى كتاب الله وسنة رسول الله فى أقواله وأفعاله، هيسأل بين يدى الله، وفى قبره، عن ربه ودينه، فإبراهيم عيسى يقول ربى الله ودينى الإسلام، ولا يقول خلاف ذلك، ويقول إن نبيه هو محمد صلى الله عليه وسلم، هذا يقتضى أن تعبد الله وتعبِّد الدنيا بدين الله وتتخذ الإسلام منهج حياة ولا تكون حربًا على إسلامك ولا على دينك ولا تصد عن سبيل الله ولا تنفر من طاعة الله، فعندما نتنازع فى مسألة نرد حكم ما تنازعنا فيه أنا وإبراهيم عيسى فى أى قضية إلى الكتاب والسنة). أقول لليبرالى ما الحق إلا واحد، لا بد أن تكون هناك مرجعية ومنهجية، وهذه مسائل عقائدية، فأنا أعتبر الليبرالية دينًا عند أهلها، ومن يتحدث عن التيار الدينى إما تدليس وتدبيس، وإما سوء فهم منهم، هناك معانٍ غائبة، فمثلا الشيوعية دين عند أهلها وليست من الدين الإسلامى، فكما أن الإسلام دين عند أهله فإن الشيوعية والليبرالية دين عند أهلهما، إلا عندما يظن أحد أن الليبرالية هى الإسلام أو هى الدين الذى كان النبى والصحابة عليه، نبقى مسلمين بقى ولّا ليبراليين؟ هذا هو منهج حياة، أنا أعتقد شمولية الإسلام فى كل نواحى الحياة، فالإسلام ليس دينًا كهنوتيًّا وليس دين «ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، هذا دين تتواصل فيه الأرض مع السماء والدنيا مع الآخرة. ■ ما طبيعة العلاقة التى تربط المرجعيات الشرعية بقيادات «النور»؟ هل يرجع لكم الحزب فى كل كبيرة وصغيرة أم لا؟ - نمتلك فريق عمل كبيرًا، هل تظن أن فى كل مسألة سيتم الرجوع إلى سعيد عبد العظيم؟ لا يحدث ذلك أبدا، فهناك مغالاة وتوهمات، فمن الممكن أن تكون هناك بعض المسائل التى يرجعون فيها إلى من يتوسمون فيه العلم، ربما يطلبون تفسيرًا من مرجعية شرعية معينة أو يرجعون إلى المرجعيات الشرعية حسب تخصصها، لكنهم لا يرجعون إلى أحد منا على أساس أن كل واحد منا فذ، لا طبعا أصبح الأمر تخصصات كتيرة يرجعوا لى فى بعض المسائل، ومن المعروف أن المؤاخذة والمحاسبة مع الكتب التى تعبر عن التيار، كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله، فمهما كانت قيمة الشيخ من الممكن أن يقع فى أخطاء علشان يسد ثغرة من ثغرات أو ربما يأخذ القرار مع نفسه دون شورى، «لو عُرضت على عمر لجمع لها أهل بدر»، وعندما يقول أحد القيادات كلامًا خطأ نرد عليه ونصوبه ونقول له أخطأت حتى لو المتحدث الرسمى هنقول بكل وضوح هو افتأت وأخطأت فى التصريحات، ومن الممكن تصويت الخطأ على الملأ. ■ بعد عام أو أكثر من دخولكم عالم السياسة، ما إيجابيات وسلبيات التيار السلفى التى لفتت انتباهك؟ - أن المشاركة السياسية والوجود وتكوين كفاءات وكوادر سياسية، هذه الأدوار أعطت اتساعًا للدعوة، وسمع الناس بها ليس على مستوى مصر فقط، بل على مستوى العالم أجمع، فالعالم كله بقى يحكى أن فيه سلفيين، فضلا عن المشاركة فى الحكم واكتساب الخبرات فى إدارة الدولة، هذه تعد من المكاسب لأننا لا ندعى، فبالأمس كنا فى المسجد، أما السلبيات ليست موضع تكتم، فعلى سبيل المثال الغرب وأمريكا يقولون إن السلفيين أصبحوا سياسيين كبارًا، أنا لا أشعر أن هذا الكلام من المدح أو الانبهار لكن أشعر أنى اتغيرت وأن قدرًا من التغيير حدث لنا، وأيضا أسمع بعض السياسيين يقولون إن السلفيين بعد 4 سنوات هيبقوا سياسيين وأخشى لو بقينا سياسيين بمفهومهم ونقترب من الميكيافيلية، أنا أرفض ذلك تمامًا فأنا صاحب دعوة الأنبياء والمرسلين، وهى تعبيد الدنيا بدين الله «اعبدوا الله ما لكم من إله غيره»، فهذا هو المنطلق الذى لا بد أن ننطلق منه فى السياسة والإعلام وإدارة الدولة والاهتمامات والتقديم والتأخير، فما قيمة أن أكون سياسيًّا ميكيافيليًّا مراوغًا ومحاورًا بارعًا وحاجات بالكيفية دى وأنسى إسلامى ودينى، أنا عايز أعظّم الحرمات والشعائر والشرائع ولا أحل حرامًا ولا أحرم حلالا حتى وإن دخلت معترك السياسة، هناك قدر من التغيير المرصود، على الأقل فى بعض الأفراد عايز مراجعة وواقفة «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا». ■ «النور» انتقد مؤسسة الرئاسة ورئيس الحكومة بسبب تجاهل حجمهم السياسى وعدم التواصل معهم قبل تشكيل الحكومة، مما دفعهم إلى الانسحاب منها، فما تعليقك على هذا الأمر؟ - لا أتوافق تمامًا مع هذه الرؤية، حتى وإن عبر بها بعض قيادات «النور»، وأظن أنه طموح وتطلع فى غير موضعه، حتى وإذا كان التيار السلفى متسعًا ويحظى بشعبية كبيرة، فمثلا الدكتور طلعت عفيفى لا ينتمى إلى الدعوة السلفية، لكن لا يمكن أن ننفى أنه سلفى، فمسألة أنه لا بد من اختيارى أنا فى الحكومة ولازم يشاوروننى أرفضها، فهذا الموقف يعتبر تحجيرًا لواسع ولا أتهم مرسى ولا الحكومة فى مسألة تشكيل الحكومة، فهم اجتهدوا والتّركة مهلهلة، ونتمنى أن يعينهم الله على أداء الأمانة وتحمل هذه المسؤولية، فما حققه الرئيس من إنجازات فى غضون أيام قليلة أمر مبهر ومبشر، وفيه توفيق كبير، هم لم يختاروا من حزب النور لكن اختاروا الأنسب فى هذه المرحلة، كان المفروض أن لا نتطلع إلى مناصب، فكان السلف بيفروا من المناصب ومن الإمارات، وموقف بعض قيادات «النور» فى هذا أمر غير مقبول، ويكفى أن الرئيس شاور أهل الاختصاص وأصحاب ديانة وأمانة، وعلى معرفة بالمهمات التى تصلح للمرحلة، فأنا لا أتهم الرئيس، وشايف أننا نقف صفًا واحدًا خلفه. فإذا كان بعض السلفيين يرى أنه السبب وراء فوز مرسى ووصوله إلى الحكم، وكان لا بد أن يعرفوا أن من يحسن فهو يحسن لنفسه قبل أن يحسن لمرسى، وإذا كان أعان على إيصال الحق إلى أهله، كان لا داعى للمن وأن يطلب الأجر من الله، لا يطلبه بما يخالف الشرع والدين، فهذه المواقف لا تصح من السلفيين، الحكم أمانة وتكليف والمغرم منه أقرب من المغنم والتركة مهللة، السلفيون لم يقدموا له شيئا من جيوبهم الخاصة ولم يقدموا له هدية، بل سلمناه مسؤولية. وإذا كان من اختاره وُفق وسدد، فالله هو الموفق والمسدد، وما توفيقى إلا بالله فلا بد أن نزداد طاعة وعبودية ونؤدى شكر النعمة. ■ ما الذى دفعك إلى عدم الالتزام بقرار الدعوة السلفية، وفضلت دعم الدكتور محمد مرسى وليس أبو الفتوح؟ - كنت فى السعودية خلال هذه الأثناء، وعندما طُلب منى معرفة مرشحى فى الانتخابات الرئاسية لم أتردد فى الإجابة، فكنت أفضل الدكتور محمد مرسى، أما بخصوص عدم التزامى بقرار الدعوة السلفية، فهذا الأمر يحتاج إلى توضيح فأنا عضو فى مجلس شورى العلماء وعضو الأمانة فى هيئة الحقوق والإصلاح وعضو رابطة العلماء، أطلقت مبادرة وقتها، وهى أن كل هيئة من الهيئات السابقة لها صوت، ويتم تجميع الأصوات، بحيث لا يتم تفتيت المشروع الإسلامى، ولا نضعف من نختاره، وأنا نائب فى الدعوة السلفية وأسبق من معظم المنتسبين إليها بحكم السن والبيئة والنشأة، هم أعطوا أصواتهم لعبد المنعم أبو الفتوح ولم أتكلم فى هذا الأمر معهم، وعندما رجعت إلى مصر سألونى وأعلنت على القنوات الإسلامية أننى سأدعم محمد مرسى وأن الدعوة اختارت عبد المنعم ولن أفرض صوتى على أحد. ■ ماذا تقول لقيادات التيار السلفى التى صرحت بأنها السبب وراء فوز الدكتور محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية؟ - أقول لهم إن هذه النظرة موضع اجتهاد ونظر، ولو كنتم اختارتموه من اليوم الأول ماكناش احتاجنا ندخل فى إعادة ولم نتفاجأ بأن النسب بين أطراف جولة الإعادة تقلق. ■ تباينت الأسباب من جهة التيار الإسلامى حول السبب وراء تقارب النسب التى حل عليها كل من مرسى وشفيق فى جولة الإعادة، فما تحليلك لهذه الظاهرة؟ - لا بد من وقفة مع النفس، ناس كتير هتقول كان فيه رشاوى انتخابية تدفع من أجل أحمد شفيق وإن جهات رسمية قد ساعدته، أنا أتهم نفسى والتيار الإسلامى، عندما دخلنا معترك السياسة كانت طموحات الناس عالية جدًا، لكن لم نستطع أن نشفى غليل الناس، الناس افتكرت أن التيار الإسلامى أصبح حكومة خاصة عندما دخلنا البرلمان، فمن أعطانا «قرش صاغ» لازم المقابل يبقى 10 قروش، ومن الممكن أن يتم الاتهام أنك لم تعطنى ال10 قروش، و«القرش» كان جميل لأن ماكناش بناخد، كنا بندفع من جيوبنا، لكننا لم نتواكب مع طموحات الناس، فضلا عن تركيز وسائل الإعلام على مثالب البعض منا، وهو ما هز الثقة، ليس فى بعض أبناء التيار الإسلامى فقط، وهذه الأمور كانت السبب وراء تقليص النسبة بين الطرفين، وأنا لا أعول كثيرًا على أن السبب فى الفارق الضعيف بين مرسى وشفيق، إنها رشاوى انتخابية وهناك بعض المسؤولين كانوا متعاونين مع أحمد شفيق أو فلول ومافلولش، مش عايز أعول عليها بقدر ما، لازم أتهم نفسى، نحن بحاجة إلى نشر الدعوة وأن نعبّد الدنيا بدين الله، وعندما أقول إن البلاد لا بد أن تحكم بدين الإسلام لا نساوم حتى لو قُدمت لنا أموال الأرض، فلا بد أن الدستور والقانون ينبثق من الكتاب والسنة ولا نساوم، وهذا الأمر لا بد أن يكون مطلب كل المسلمين، ونحن لا نطلب شيئا زائدا على حقنا وإن الأوضاع لا تحل حرامًا أو تحرم حلالا ولا تصادم نصًا من نصوص الشريعة، (المفروض ده يبقى مطلبى ومطلبك ومطلب إبراهيم عيسى ومطلب الدنيا كلها، مايجيش يقول أحمد شفيق أنا هاختاره عشان أحمد شفيق كان رافض تطبيق الشريعة، بيصرح المادة الثانية كانت مجمدة وستجمد لما يكون بالهيئة، ده مايطلعش إبراهيم عيسى يقول أنا هانتخبه، لازم يقول هانتخب الحكم الموضوعى لإقامة الدين وأن يكون الحكم لله، مش معناه أنى هاحكم بالحق الإلهى، لا زى ما قولتلك وزى ما قال الدكتور محمد مرسى واعترض عليه إبراهيم عيسى، وازاى تقول وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى، أطيعونى ما أعطت الله فيكم، إبراهيم عيسى يعترض عليه ويقول له أنت بتقول إيه ويقول «أطيعونى ما أطعت القانون» القانون والدستور لا يصح أن يُصادِم الكتاب ولا السنة ولو كنا فى أمريكا هيحكمونا بالدستور الأمريكى، حتى فى الأحوال الشخصية). ■ ما شكل الدستور الذى تتمنى أن يتحقق؟ - أريد دستورًا لا يصادم الكتاب والسنة، لا يحل حرامًا ولا يحرم حلالا، فمثلا الشيوعيون فيه شيوعية تحكمهم ويربون الأجيال عليها، ولذلك من حقى أن أطلب الاحتكام إلى إسلامى، ولو لم أجد حكمًا لله فى القضية المعروضة علىّ يبقى فيه كلام تانى، فما من قضية إلا وفيها حكم، لا بد من الرجوع إلى أهل التخصص وماجبش واحدة رقاصة عشان تفتى، أنت لو جيبت رقاصة تفتى فى عالم الطب هيقولوا ده شغل جنون، طيب ليه الدين بقى مستباح، فيه أزهر وهيئة كبار علماء لازم نرجع لهم. ■ ماذا تطلب من الرئيس؟ - أن تكون مرجعيته إسلامية، وقد صرح بذلك، أريد منه وصل الأرض بالسماء وأن تظل مسألة لا ينفك عنها ولا يلتفت إلى كثرة عايزة تنحرف عن منهج الله. ■ الرئيس يسير على خطى الإخوان، عبارة تتردد كثيرًا ما تعليقك عليها؟ - لو كان الإخوان واقفين خلف مرسى وأصاب، فما المشكلة، فمثلا الأنبا بولا وراه كنيسة ولا يصدر قرارًا إلا من خلالها، ونحن لا نلومه ولا نطلب منه التحرر منها، أو أن يأخذ قراره بنفسه، لو كان رئيسنا وفديًّا مافيش حد كان هيقول الوفد واقف وراه ولو كان واحدًا شيوعيًّا وصل إلى السلطة لن نتهمه أن الشيوعيين خلفه، لو الرئيس بينفذ إرادة المرشد يبقى المرشد راجل متين جدا ومحترم أوى. عبد الناصر والسادات كان فيه ناس وراهم، ومبارك كان بيحكم من خلفه الأمريكان واليهود، كان مخلب قط ينفذ إرادة الأمريكان واليهود ولم نعترض على مدار 30 سنة، واقع الأمر أن يحدث ذلك، لكن اثبت أن وراه الإخوان فى قراراته، أنت تتهمه أنه يعين 4 وزراء من الإخوان وهذا حقه يعين أكثر من ذلك، ليه نطلع نشهّر ونقول ضبطنا 4 من حزب الحرية والعدالة فى الحكومة، لو كان للناس دعوة مستجابة يدعو للحاكم زى ما قال العلماء بتوفيقه وتسديده. ■ هل أنت مؤيد لطلب الرئيس الاستعانة بقروض من صندوق النقد الدولى؟ - الرئيس يرى أن هذا يعتبر من جملة الرسوم الإدارية ونسبة 1% ليست إلا رسومًا إدارية، لكن كون أن مصطلح البنوك يقول سعر الفائدة حتى لو صفر غير مقبول لأنها تسمى سعر فائدة، وبالنسبة إلى الدين الداخلى فإنه يصل إلى 14% لو طرحنا الرسوم الإدارية، الرئيس يريد تقليص الرسوم الإدارية إلى أقل من 1% وهو يرى أنه مش ربا. ■ ماذا عن رأيك أنت؟ - ممكن أشوف أنها متزايدة لأنها مش نسبة ثابتة، وبالتالى لا تسمى رسومًا إدارية، لكن لازم صدرى يتسع فى مثل هذه المسائل التى فيها اجتهاد ونظر، يوجد أزهر وهيئة كبار علماء ممكن نرجع لها وأيضا يوجد مفتٍ يستفتيه الرئيس، لكن أقول إن الرسوم الإدارية يجيزها العلماء، لكن لا يجيزوا الفوائد البنكية الربوية، فمثلا لما تاخد منى 1000 جنيه ودفعت نسبة لأوراق وموظفين تكون هذه المسألة موضع اجتهاد، الرئيس هو من يتخذ هذا القرار، وهو من سيتحمل المسؤولية وليس أنا، ولا نتجاهل وجود اضطرار، فهناك موظفون لازم يحصلوا على رواتب، ولا بد من سيولة، والتركة مهلهلة وإلا سيتم تنظيم مظاهرات، والبلد تشل حركتها، البعض يجوِّز الاقتراض لحالة الاضطرار، فهل وصلنا إلى هذه الحالة، اللى أقدر أقوله إن الفوائد الربوية البنكية حرام ولا تجوز على مستوى الفرد أو الدولة ولا القرض الإنتاجى ولا الاستهلاكى ولا القليل ولا الكثير، لكن فى مسألة الاضطرار الأمر يحتاج إلى فريق من أهل العلم لمعرفة الموقف، وأوضح أننا لو حصلنا على قروض من البنوك بتاعتنا التى تصل إلى 14% دى تسمى ربا وفوائد ربوية لا يختلف عليها، وما زال يتم التعامل بها والعمل عليها حتى يومنا هذا، أنا لا ألزم الحاكم، ماذا يفعل فهو يمتلك هيئات تخصصية يرجعلها. ■ كيف تتوقع العلاقة بين الرئيس وإيران؟ - متأكد أن الرئيس على حيطة وحذر ومعرفة بطبيعة الشيعة، والمسائل بيننا وبينهم ستكون بروتوكولية ليس أكثر، فالرئيس على دراية بخطورة الشيعة وليس من المقبول المزايدة، وهناك من يصوِّر الرئيس وكأنه خائن للأمانة ولا يفهم دوره، مرسى على معرفة بخطورة الشيعة (واحد زى إبراهيم عيسى فى الملف الشيعى الإيرانى هل توجهاته أن مصر تبعد عنه، لا ممكن يكون رأيه فى المسألة أن مصر لا تترك الملف ده ولا تهمله ولا تعادى إيران)، الرئيس سيتعامل مع جميع دول العالم وستكون هناك حيطة وحذر مع أمريكا وغيرها من البلدان لأن عقيدتهم مختلفة عنا. ■ ماذا تقول للإخوان المسلمين؟ - أقول لجميع القوى السياسية وليس الإخوان فقط، لا بد أن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعامل بمنطق الإخوة الأعداء، كلنا فى مركب واحد، وإذا كان التيار الإسلامى أرسل طمأنة إلى الناس، فمن الأولى أن تكون رسائلنا إلى من يحملون هموم الدعوة وأن يكون فيه مشاركة فى الحكم ولا نتعارك. ■ هل تتوقع أن تؤثر الانشقاقات الداخلية داخل حزب النور على نتائج البرلمان المقبل؟ - الكلمات فى هذه الأوقات أقرب إلى التخمينات، لو صبرنا أياما سينكشف الغطاء كله، والحديث عن انقسامات وانشقاقات، أقول لا تعميم قبل حدوث الاستقرار، فمن الممكن على سبيل المثال أن يكون عددنا مليونا وانشق منا 100 فقط، هيأثروا فى إيه دول، ممكن تكون الانشقاقات داخل الحزب بوجه حق وأنا المخطئ، ولذلك لازم أراجع نفسى قبل الانتخابات وأعرف عايزين إيه لأن المؤمن رجاع، ولو للمنشق حق لازم أقدر هذا الأمر ولن أستخف بها (ما إبراهيم عيسى بيتهمنى 1000 تهمة، يبقى لازم أسمع لهم). تأثير الانشقاقات على نتيجة البرلمان تخمينات، وحتى لو لم تنتخبهم الناس مافيش مشكلة هاقول بمكسب لأنهم هيراجعوا نفسهم ويرجعوا إلى المساجد مرة أخرى ويتوبوا إلى الله، فقلوب الناس التى انصرفت أكيد انصرفت لأسباب، لو الناس انصرفت عنهم خلاص يبقى إحنا أخطأنا ولازم نراجع نفسنا ولا بد أن يكون هناك قدر من التجرد. ■ لماذا رفضت الوقوف احترامًا للسلام الوطنى فى التأسيسية؟ - دعيت إلى كل القنوات حتى أتحدث فى هذا الموضوع ورفضت طلبهم فأحيانا مايبقاش فى احترام الناس وتوقير مقامهم، ويكون الهدف توجيه الإساءة ولو حصل هاقاطع هذه القنوات، سأتحدث للمرة الأولى بغض النظر عن الفتاوى وكلمات أهل العلم وهى لا تهمل، فإن المسؤول عن البروتوكول فى وزارة الخارجية قال لنا «لا يوجد شىء ملزم للقيام احترامًا للسلام الجمهورى إلا أنه عُرفٌ جرى، ومافيش حاجة اسمها إنك تقف احترامًا للسلام الجمهورى، إزاى تطلب من واحد عنده عجز ومرض وتكلفه بالوقوف إذا كانت الواجبات الشرعية تسقط بالعُذر والعجز وعدم الاستطاعة، ليس معنى امتناعى عن الظهور فى الفضائيات أننى لا أجيب، لازم يبقى فيه قدر من التجرد، فأنا لست ضعيف الحجة أو قمت بفعل شىء محرج منه، (أنت ممكن تغير فى الكلام وتنقص فى هذا الموضوع، أقرصنى زى ما تحب، لكن أنا مش هاقعد معاك تانى لو حصل ده)، إجابة أخرى، من التقط صورة وأنا جالس ولم أقف للسلام الجمهورى كان بيعمل إيه فى أثناء السلام الجمهورى؟ ليه ماحترمش السلام الجمهورى وليه ماحدش حد اتكلم عن الموضوع ده، الإعلامية منى الشاذلى بعد هذه الواقعة بيوم قامت بتشغيل السلام الوطنى فى البرنامج وبجوارها 2 من الضيوف لماذا لم تقف احترامًا للسلام الوطنى، أنت لا تقف للقرآن عندما نسمعه، فكيف أقف لسلام جمهورى، ومثلا قبل اختراع السلام الجمهورى، هل الناس ماكانش عندها حب للأوطان، كما أن رموز النظام البائد كانوا يقفون للسلام الجمهورى، هل عبّر ذلك عن الوطنية أو حبهم للوطن، كان كلهم بيقوموا وعملنا عليهم ثورة ودخلوا السجون وبالتالى ليس ذلك هو العنوان أو التعبير عن الوطنية، لو ادعيت أننى أحب الوطن أكثر من العدد ممن احترموا السلام الجمهورى لأنى أعتقد الحب الحقيقى أن أقوم بتعمير الدنيا بطاعة الله. فقوم نوح وعاد وثمود قاموا بتعمير الأرض وأقاموا مصانع وبيوت، لكن عندما عصوا انتقلوا إلى ربنا غير مأسوف عليهم، لو انت هتعلقنى على حبل المشنقة طيب علق الناس اللى التقطت صورة ليّا معايّا.