لم يكن إسلام رشدى صانع ألعاب فريق المنيا سوى حلقة جديدة فى مسلسل الصراع التاريخى بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، بعد أن وقع اللاعب على عقود انتقاله إلى القلعة الحمراء، فى حين وافق مسئولو ناديه على بيعه للبيت الأبيض بعد زيادة العرض المالي، ليدخل بذلك اللاعب قائمة طويلة من اللاعبين، تصارع عليهم القطبان فى السنوات الماضية، إلا أن الفشل كان مصيرهم سواء انضموا للأبيض أو للأحمر. وأعادت واقعة "رشدي" إلى الأذهان قصصًا متشابهة، للاعبين كانوا نجومًا فى أنديتهم، ولكن تجربتهم مع عملاقى الكرة المصرية باءت بالفشل، وتفتح "المصريون" ملف لاعبين احتلوا مساحات واسعة فى الإعلام وأصبحوا أبطالاً على الورق، بينما اكتفوا بدور الكومبارس بمجرد انضمامهم لأى من القطبين. البداية كانت مع سعيد عبد العزيز، الظهير الأيسر السابق لغزل المحلة، الذى وقع على عقود للأهلى والزمالك فى نفس الوقت، ليقرر اتحاد الكرة وقتها إيقافه لمدة عام، ارتدى بعدها اللاعب القميص الأحمر، لكنه لم يقدم الأداء المنتظر، ليرحل بعدها مجانًا، وينتقل لعدة أندية، قبل أن يقرر الاعتزال، فيما كان رامى سعيد الظهير الأيمن للمقاولون العرب أحد أبطال مسلسل "القط والفأر" بين القطبين، فبعد مفاوضات طويلة مع اللاعب، وتأرجحه بين الموافقة على اللعب للأبيض أو للأحمر، استقر به المطاف فى الثانى، إلا أنه لم ينجح فى إثبات قدراته الفنية والبدنية، ليرحل دون مقابل. وكان عمرو سماكة، صانع ألعاب الترسانة السابق، بطلاً للواقعة الثالثة التى حدثت بين القطبين فى الألفية الجديدة، إذ اضطر مسئولو الأهلى لإخفاء اللاعب عن إدارة ناديه، حتى تجبرها على الموافقة على انضمامه للمارد الأحمر، خاصة فى رغبة رئيس نادى "الشواكيش" فى الاستغناء عن اللاعب لصالح الزمالك، ولكن رغبة "سماكة" فى الدفاع عن ألوان النادى الأهلى حسمت موقفه، إلا أنه فشل فى إثبات تألقه مع الفريق، وتم اتهامه بالحصول على منشطات، ما دفع إدارة القلعة الحمراء للاستغناء عنه. وسار محمد عبد الله ظهير الإسماعيلى السابق، على درب زملائه الذين راحوا ضحية الصراع، إذ انضم اللاعب للأهلى بعد شد وجذب بين مسئولى القطبين، إلا انه ظل حبيسًا لدكة البدلاء لأكثر من موسم كامل، ليقرر بعدها الرحيل إلى تركيا، ومن ثم الانضمام للزمالك، ولكنه لم ينجح فى استعادة مستواه الذى كان عليه قبل الصراع. حسين على لاعب وسط بتروجت، تنبأ له الجميع بمستقبل باهر، إلا أنه خالف جميع التوقعات بعد انضمامه للمارد الأحمر، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من ارتداء القميص الأبيض، ليفشل فى إثبات أحقيته فى اللعب أساسيًا ليرحل إلى الجونة دون تقديم أى شيء يذكر. وكان هانى سعيد صاحب أشهر فيلم "أكشن" فى الكرة المصرية، بعد أن وقع على عقود انتقاله إلى الزمالك، قبل أن يعدل رغبته فى اللعب للأهلي، ليخرج محمد عبد المنصف حارس مرمى البيت الأبيض وقتها ويتهم سعيد بسرقة العقود من سيارته -أى الحارس- ليقرر اتحاد الكرة تغريمه ماليًا، وإجباره على اللعب للزمالك، ليتحول اللاعب إلى ثغرة دفاعية، بعد أن كان أحد أبرز نجوم الدفاع فى منتخب مصر، لينتقل بعدها إلى مصر المقاصة. وكذلك شريف عبد الفضيل مدافع الإسماعيلي، الذى انضم إلى الأهلى، ولكنه لم يلعب دورًا أساسيًا مع الفريق، وظل ملازمًا لمقاعد الاحتياط، أو مصابًا يتم علاجه خارج الملعب. كما كان لمحمود أبو السعود حارس المنصورة السابق دور فى مسلسل الصراع، قبل أن ينجح مسئولو الأهلى فى ضمه، إلا أنه لا يلعب أساسيًا فى ظل تألق شريف إكرامى الحارس الأساسى وتمت إعارته مرتين، الأولى للمقاولون العرب والثانية للقناة. ويعد محمد ناجى "جدو" الاستثناء الوحيد فى سلسلة حلقات الصراع بين القطبين، إذ انضم للأهلى بعد رفضه تفعيل عقده مع الزمالك عقب حصوله على لقب هداف أمم أفريقيا 2010، واتهامه لمسئولى القلعة البيضاء وقتها بتزوير توقيعه، لينضم إلى المارد الأحمر، ويقدم مستويات متميزة، ويساهم مع زملائه فى الفوز بأكثر من لقب قارى ومحلى.